- مكتب الأوقاف بشبوة يشدد على منع الخلوة واللمس أثناء الرقية الشرعية
- استشهاد وإصابة 4 أطفال من أسرة واحدة في قصف لمليشيا الحوثي غرب تعز
- بتمويل إماراتي.. افتتاح مشروعات أمنية في مديريتي بيحان وعسيلان بمحافظة شبوة
- الحوثيون يستنفرون لمواجهة الاحتقان الشعبي في محافظة إب
- استشهاد طفل وإصابة ثلاثة آخرين بقصف حوثي على منطقة شمير غرب تعز
- صحة البيئة في المنصوره تتلف 5طن من الطماطم المعلبة فاسدة ومواد غذائية متنوعة
- أسعار الأسماك اليوم الإثنين فى عدن 23 ديسمبر
- الإرياني يحمل المجتمع الدولي مسؤولية محاسبة الحــوثيين على جرائمهم ضد الإنسانية
- تسجيل 800 حالة جديدة بمرض السرطان خلال 2024
- وصول أكثر من 18 ألف طن من لقاحات تطعيم الأطفال إلى عدن
رغم الأزمات الحادة التي يعيشها لبنان، اعتذر سعد الحريري عن عدم القدرة على تشكيل حكومة لبنانيّة معقولة، بعد قرابة 9 أشهر من المحاولات للاتفاق مع رئيس الجمهورية دون قدرة الطرفين على التوافق، وذلك بعد رفض ميشال عون تشكيلة الحكومة التي عرضها عليه الحريري والتي تشبه لبنان الغد وليس لبنان "حزب الله" أو رئيس الجمهورية وصهره جبران باسيل.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، اعتذار رئيس الوزراء المكلّف أكثر من طبيعي وذلك أن ميشال عون رفض منذ البداية أن تكون هناك حكومة لبنانيّة برئاسة الحريري وقرّر وضع كلّ العقبات في وجه تشكيل حكومة تمتلك حدّا أدنى من الكفاءات.
عهد حزب الله
واعتبر الكاتب خيرالله خيرالله في صحيفة "العرب" اللندنية، أن اعتذار رئيس الوزراء المكلّف أكثر من طبيعي، وقال إن "السبب في غاية البساطة. وهو أن عون قرّر وضع كلّ العقبات في وجه تشكيل حكومة تمتلك حدّا أدنى من الكفاءات كي تتمكن من العمل على بدء وضع حد للانهيار اللبناني. وهمّه الوحيد وصول جبران باسيل إلى موقع رئيس الجمهورية عندما تنتهي ولايته".
وأضاف أن "حزب الله الذي أوصل ميشال عون إلى موقع رئيس الجمهوريّة، والذي يتحكّم بكل صغيرة وكبيرة في البلد، يعطي الأولويّة للغطاء المسيحي الذي يشكّله الثنائي ميشال عون جبران باسيل لسلاحه غير الشرعي، وهو سلاح في خدمة إيران"، موضحاً أن "إيران لا ترى في لبنان سوى ورقة من أوراقها الإقليمية. تستخدم هذه الورقة، مثلما تستخدم اليمن وسوريا والعراق في ضغطها على الإدارة الأمريكية من أجل العودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات".
وبحسب الكاتب، يدفع لبنان ثمن قيام "عهد حزب الله". وهناك رئيس للجمهوريّة، حاقد على أهل السنّة، يعتقد أن في استطاعته استعادة "حقوق المسيحيين" بسلاح "حزب الله". كلّ ما في الأمر أن سعد الحريري سعى لفرض نفسه لاعبا في "ساحة" يرفض فيها "حزب الله" أن يكون لديه أيّ شريك فيها. لذلك، كان طبيعياً ألّا تعجب الحكومة التي طرحها الحزب وأن يتولّى ميشال عون وضع العراقيل التي دفعته إلى الاعتذار".
وتسآل خيرالله في ختام مقاله، عن "كيفية معالجة المجتمع الدولي الوضع اللبناني الذي حدّد الاتحاد الأوروبي في بيانه العلل التي يعاني منها"، مضيفاً أن "حزب الله" ليس مهتمّة بأيّ إنقاذ للبلد أو لمواطنيه وأنّ لا اعتراض لدى المجتمع الدولي على ذلك" وسيظل ميشال عون وصهره يناديان بـ"حقوق المسيحيين" في لبنان حتّى لو لم يبق مسيحي واحد في البل ويظلّ الوصول إلى قصر بعبدا، بأيّ ثمن كان، أهمّ بكثير من تهجير المسيحيين من البلد!".
الانهيار اللبناني والأزمة الأخلاقية
وفي صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، يرى أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية، الدكتوررضوان السيد، أن "السبب المباشر للخلاف ما كان قانون الانتخابات رغم فظاعته، بل بدء الانهيار الاقتصادي بسبب الاختلال المتفاقم في ميزان المدفوعات، وانعدام النمو، وأهوال الفساد، والتهريب وغسيل الأموال، والعزلة التي بدأ يعاني منها لبنان بسبب استيلاء حزب الله المسلَّح على المرافق، والتدخل في سوريا، وتهديد الدول العربية"
وأضاف أنه "منذ 9 أشهرٍ، اجتمع الحريري مع عون أكثر من 20 مرة، وعرض عليه تشكيلات مختلفة، لكنّ عوناً رفضها، وقرر أنه هو الذي يعيّن كل الوزراء المسيحيين أو ما سمّاه بالثلث الضامن".
وأوضح الكاتب أن "اختراع "الثلث" هذا في الأصل من صنع الحزب المسلَّح، ثم استخدمه جبران باسيل للسيطرة على الحكومات، لأنه بحسب الدستور إذا استقال ثلث أعضاء الحكومة اعتُبرت مستقيلة! لقد أراد باسيل السيطرة كما كان عليه الأمر سابقاً. ثم إنه يطمح لرئاسة الجمهورية بعد عمّه".
وخلال الأشهر التسعة من المماحكات المضنية بين الرئيسين، بلغ الوضع اللبناني أقصى درجات انهياره، وتصاعدت نزعات الفوضى ونزوعات الانتحاريات، بلغت الأزمة ذروتها بالفعل باعتذار الحريري".
بعد الحريري عون!
ومن جهته، قال الكاتب والإعلامي السعودية طارق الحميد، في صحيفة "الشرق الأوسط"، أن "الأهم الآن أن الحريري سمى الأشياء بأسمائها، واعتذر عن "عدم تشكيل حكومة ميشال عون"، حيث أصر الرئيس عون على العقدتين اللتين عرقلتا تشكيل الحكومة طوال 9 أشهر، وهما الإصرار على "الثلث المعطل"، أي منح القوة لـ"حزب الله"، ورفض نواب "التيار الوطني الحر " منح الثقة للحكومة. والأهم كذلك أن الحريري رمى الكرة في ملعب الرئيس اللبناني".
وتسآل الكاتب "لماذا لا يسير الرئيس اللبناني على خطى الحريري؟ لماذا لا يعتذر عون، ويقدم استقالته، ويفتح الباب لجيل الشباب، ويسمح بظهور طبقة سياسية جديدة في لبنان؟"، مضيفاً أن "المجتمع الدولي كله يلوم الطبقة السياسية في الفشل الحاصل بلبنان، وهذا صحيح، ورأس حربة فشل ودمار لبنان هو «حزب الله»، فلماذا لا يستقيل الرئيس عون، ويخرج شارحاً كل ما لديه على التلفاز... وكما فعل الحريري؟".
وتابع نقلاً عن مصادر قريبة من رؤساء الحكومات السابقين، أن "ما قام به عون يمثل انقلاباً على اتفاق الطائف، إذ إنه يخالف الدستور الذي ينص على أن التشكيل يتم بالتوافق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف".
وقال الكاتب أيضاً "لماذا لا يستقيل عون والدولة اللبنانية برمتها تقترب من السقوط المروع لتصبح دولة فاشلة، وربما أكثر، خصوصاً أن الدول العربية أيضاً على قناعة بأنه لا أمل من الدعم المفتوح للبنان هكذا، ومثلما كان قديماً؟"، مضيفاً "هذا الموقف العربي، والخليجي، هو موقف عقلاني، ومنطقي، فلماذا أدعم دولة لا هي بدولة، ولا هيبة للدولة فيها، وهي أرض مختطفة بسلاح حزب الله الإيراني؟ بل لماذا لا تقوم إيران بدعم لبنان، وليس "حزب الله" فقط؟".
ويرى الكاتب أن "الحريري فعل ما عليه، وخرج وتحدث بما يجب أن يقال، والدور الآن على الرئيس عون ليقوم بتقديم استقالته، والدعوة إلى تقديم طبقة جديدة تتصدى لكارثة لبنان، وما يجب فعله لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".