آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:12:52:55
قال بأن العالم يحدد مواقفه من أي قضية وفقا لمصالحه فقط ..
نائب فريق الحوار الجنوبي الخارجي ‏أحمد ‏عمر بن ‏فريد في حوار مع "الأمناء": أي تسوية سياسية لا تنسجم مع حقنا في استعادة دولتنا لن تكون مقبولة
("الأمناء" حاورته/ ريم العولقي:)

- لدينا شراكة في الحكومة الحالية ولكنها شراكة غير مفعلة

- تفكيك منظومة الفساد تحتاج إلى قرارات جريئة من التحالف العربي

- لا نملك حلولاً سحرية لحل جميع المتناقضات السياسية الجنوبية

- العالم يحدد مواقفه من أي قضية وفقا لمصالحه فقط

- أي تسوية سياسية لا تنسجم مع حقنا في استعادة دولتنا لن تكون مقبولة

- الحوار الجنوبي سيستهدف جميع الأطراف الجنوبية بلا استثناء

- قوتنا على الأرض تكمن بوحدتنا الوطنية وقدراتنا العسكرية

هذه رسالتنا للتحالف وللدول العظمى والعالم أجمع

أكد رئيس نائب رئيس فريق الحوار الجنوبي الخارجي الأستاذ أحمد عمر بن فريد انه: "متى ما كنا أقوياء على ارضنا كانت حظوظنا اكبر وأقوى".

واضاف: "سنذهب لجميع الأطراف الجنوبية بعقول مفتوحة وقلوب صادقة ورؤية واضحة"، مشيرًا إلى ان: "خصوم مشروع استقلال الجنوب ثلاثة أطراف".

وتابع: "مؤسف جدًا أن نجد انفسنا بعد سبع سنوات حرب بهذا الوضع المؤلم".

واكد ان: "الرئيس القائد الزبيدي يولي اهتمام كبير بالحوار الجنوبي الجنوبي"، مشيرًا إلى أن: "الحوار سيستهدف جميع الأطراف الجنوبية بلا استثناء".

واستطرد: "قوتنا على الأرض تكمن بوحدتنا الوطنية وقدراتنا العسكرية للدفاع عن خياراتنا".

واكمل: "سبب تدهور العملة عدم وجود سياسة مالية دقيقة من قبل الحكومة، كما ان عدم التوريد للخزينة العامة أحد أهم أسباب الفساد المالي".

وتابع: "العالم يحدد مواقفه من أي قضية سياسية أو اقتصادية أو أمنية وفقا لمصالحه فقط".

وقال بن فريد: "نحن أمام حالة فساد لا تقوم بها إلا عصابات ونطالب التحالف بالتدخل"، منوهًا إلى انه: "ليس من مقتضيات الأمن الخليجي تمدد نفوذ الحوثي للجنوب مجدد".

كل ذلك وأكثر جاء في الحوار المطول الذي اجرته "الأمناء" مع الأستاذ أحمد عمر بن فريد.. فإلى نص الحوار:

 

 

"الأمناء" حاورته/ ريم العولقي:

 

 

*بداية أشكرك لإتاحة الفرصة وتواجدك معنا في هذا الحوار ودعنا نبدأ من المستجد الأهم.. تدهور العملة المحلية مجدداً حيث وصلت قيمة الدولار الواحد إلى ألف ريال يمني وهذا وضع كارثي بات ينتج ويعيد نفسه تلقائياً.. من المسؤول؟ وما هو الحل؟

-الوضع الاقتصادي فعلاً وضع مقلق جداً خاصة في الجنوب على وجه التحديد وفي كل مرة تتدخل السعودية لتحل إشكالية تدهور العملة بوضع وديعة في البنك المركزي ليستقر سعر الصرف لفترة زمنية محددة ثم لا يلبث إلاَّ وينهار مجدداً.. في تقديري ان السبب في هذا يعود إلى عدم وجود سياسة مالية دقيقة من قبل الحكومة والتي من أهم مهامها مراقبة أسعار الصرف والتحكم في السوق المالية وفق شروط وضوابط محددة والأهم ضبط الدخل القومي وعملية توريده إلى الخزينة العامة وكيفية صرفه, وهذا الجانب لم يعد خافياً على احد انه أحد أهم أسباب الفساد المالي في المال العام, فلا يستطيع احد من المسؤولين ان يقدم بشفافية على سبيل المثال كشف بإيرادات النفط منذ 2015م حتى اليوم وأين صرفت وكيف! وهذا قطاع واحد فقط فما بالك ببقية القطاعات ومناحي الدعم المالي الأجنبي.. اعتقد اننا أمام حالة فساد لا تقوم بها إلاَّ عصابات, والحل ان يتدخل التحالف ويضع شروط مالية وإجرائية صارمة قبل ان يضع وديعة مالية مرة أخرى, وأن يعتمد سياسة مالية شفافة تضمن رقابة مالية على مختلف إيرادات وصادرات الحكومة.

 

*هل تعتقد ان المجلس الانتقالي يتحمل جزء من المسؤولية؟

-صحيح ان لدينا شراكة في الحكومة الحالية وفق اتفاق الرياض ولكنها شراكة غير مفعلة بحيث تستطيع ان تعترض بأغلبية لها وتعطل أي قرار لأن لدينا 4 وزراء فقط, ومن جهة أخرى نحن نقف على حالة تراكمية ممتدة منذ 2015 ولها جذور عميقة ضاربة في تربة الفساد ولها اركان و"عتاولة" فساد كما يقال تحول إلى منظومة فساد متكامل. هؤلاء وهم معروفين وليس بالضرورة ان يكونوا في الحكومة, لكنهم هم من يقبض على عصب المال والفساد في المنظومة ككل, وعملية تفكيك هذه المنظومة تحتاج الى قرارات قد لا يقدر عليها الا التحالف العربي.

 

*اذا ما تركنا الملف الاقتصادي جانباً، وتحدثنا عن الملفين السياسي والعسكري وبعد سبع سنوات منذ انطلاق عاصفة الحزم.. إلى أين نسير بالضبط؟

-من المؤسف جداً ان نجد انفسنا بعد سبع سنوات حرب في هذه الوضعية المؤلمة لنا جميعاً, والمؤلم اكثر ان الطرف المسؤول رقم واحد عن جميع الإخفاقات العسكرية وحتى السياسية وهو طرف الشرعية بمنظومتها الكاملة استطاع من خلال تضليل إعلامي كبير وممنهج ان يرفع المسؤولية من على كاهله ليلقي بها على عدة اطراف خارجية وداخلية, فهو لم يترك طرف الا ووضع عليه جزء من المسئولية, وخاصة الإمارات العربية المتحدة والمجلس الإنتقالي, ويا ليت أن الأمر ينتهي عند هذا الحد بل نجدهم في كثير من الأحيان يتحدثون حتى عن المملكة العربية السعودية ونسمع بين حين وآخر مسؤولين عسكريين وبرلمانيين من الحكومة او من الشرعية ككل يحملون المملكة مسئولية اخفاقاتهم العسكرية. وكان عليهم ان يسألوا انفسهم هذا السؤال: ما علاقة المجلس الانتقالي بما حدث من هزائم عسكرية فاضحة في نهم والجوف مثلا؟ وما علاقة المجلس الانتقالي بخذلان حجور؟ وما علاقتنا بما يحدث من تدهور في جبهة مأرب والبيضاء مثلا؟ وما علاقتنا بكشوفات الجيش الوهمية التي تقول كشوفات جيش الشرعية ان عددهم يقارب الـ(400) الف جندي؟ وما علاقة المجلس بألوية تتبع الشرعية نائمة على منابع النفط في حضرموت منذ بداية الحرب ولم تطلق رصاصة واحدة ضد الحوثي؟

اما الوضع السياسي فليس بأفضل حالا من الوضع العسكري.. خاصة مع وجود ضغط دولي يريد لهذا الحرب ان تتوقف بأي ثمن سياسي!! والثمن السياسي بطبيعة الحال سيفرض بقاء الحوثي كطرف قوي يمكن ان يصيغ شروط بقاءه ضمن عملية سياسية قادمة وهناك اطراف دولية تعمل على تحقيق ذلك لأنها تعتقد انه من مصلحتها بقاء الحوثي باليمن كقوة مهددة للخليج.

 

*في اكثر من مرة نسمعك تقول بأن قضية الجنوب هي قضية دولة عربية مستقلة توحدت مع دولة عربية أخرى.. هل تعتقد أن المجتمع الدولي ينظر لقضيتنا وفقا لهذا المعيار؟

-علينا أن نعي بشكل جيد أن جميع دول العالم تحدد مواقفها من أي قضية كانت سواء كانت سياسية او اقتصادية او أمنية وفقا لمصالحها فقط, وليس وفقاً لمعايير "الحق والعدالة" والمحظوظ هو من تتوافق عدالة قضيته مع مصالح الدول! ولكن من المهم علينا أن نفهم ان مصالح الدول تتغير وتتبدل, فمن لديه مصلحة اليوم مع الطرف (أ) مثلا قد لا تكون كذلك غدا والعكس صحيح, ومن جانب آخر هناك إمكانية لتكييف المصالح بما يتلائم مع مصالح الآخرين دون ان يؤثر على المصالحة العامة لنا وهدفنا الاستراتيجي, وهذه معادلة سياسية صعبة تحتاج إلى كثير من الحنكة والدهاء, ولكني شخصياً اؤمن وبشكل قوي أن الوضع الداخلي لنا هو الأهم من كل ذلك, فمتى ما كنا اقويا على ارضنا كانت حظوظنا اكبر واقوى وكانت إمكانية ان تبحث قضيتنا وفقا لتعريفنا لها اكبر وأكثر قبولا.. وقوتنا على الأرض تكمن في جانبين ان تكون وحدتنا الوطنية كجنوبيين قوية وغير مخترقة او مفتتة وثانياً ان نملك القوة والقدرة العسكرية للدفاع عن خياراتنا وحقوقنا وجعل انتهاكها من قبل الآخرين مكلفة وباهظة الثمن.

 

*حديثك هذا بطبيعة الحال يقودنا الى سؤالك عن عملكم القادم كفريق حوار جنوبي جنوبي.. ماهي طبيعته بالضبط؟

-طبيعة عملنا كفريق باختصار تتعلق بالحوار مع مختلف الأطراف والشخصيات الجنوبية لتحقيق وحدة وطنية جنوبية حقيقية, والبعض منا يفضل ان يسميه "الحوار الوطني الجنوبي".. وهي مهمة عسيرة وشاقة ومتعبة وتتطلب جهد كبير ووقت اكبر وصبر ونفس طويل ورؤية واضحة, ونحن كفريق عمل انتهينا حاليا من وضع خطة عملنا والتي سوف تمثل خارطة طريق لنا ننطلق على أساسها في خطواتنا العملية القادمة.

 

*نعلم ونتوقع ان تكون مهمتكم صعبة وشاقة كما اسلفت.. ولكن هل يمكن ان تحدد لنا بعض الصعوبات التي يمكن ان تعترض طريقكم؟

-نعلم تماماً ان خصوم مشروع الاستقلال وهم ثلاثة اطراف: الطرف المحلي الذي يحتل ارضنا, واطراف إقليمية وأخرى دولية.. هذه الأطراف عملت خلال المرحلة الماضية على خلق انقسامات داخلية في الوحدة الوطنية الجنوبية ومن المؤسف ان نقول انها حققت اختراقات ليست بالهينة, ويمكن ان نلمسها ونشاهدها اليوم.. افتعلت خلافات وصدامات ومناكفات البعض منها اخذ الطابع المناطقي, ووجه الخصوم لتحقيق ذلك اعلام قوي جدا لغرض اذكاء هذه الخصومات والخلافات الجنوبية الجنوبية وغذاها وعمل على تضخيمها وتعميقها حتى وصلنا الى حالة لا تسر.. يمكن القول اننا نواجه حالة من الاحتقان الجنوبي التي لن تخدم احد منا كجنوبيين, وقد اشعرت فريق الحوار بهذا الوضع, وقلنا لهم أننا بصدد الدخول في ميدان حوار أشبه ما يكون بميدان مليئ بالألغام, وان هناك اطراف خارجية سوف تعمل على ان تفشل عملنا بكل الطرق والوسائل.. وهذه الأطراف تملك إمكانيات كبيرة ستعمل على تعقيد مهمتنا الوطنية.. نحن ندرك هذا الوضع وليس هنالك من سبيل امامنا الا ان نعمل بأقصى طاقاتنا لتحقيق هدف وحدتنا الوطنية الذي يعتبر أهم هدف للجنوبيين حالياً, ونتمنى ان يكون لنا شرف النجاح والأكيد أننا سنعمل بكل جدية وفقاً لما يمليه علينا ضميرنا وشعورنا بالمسؤولية ولن نألوا جهدا في هذا الأمر.

 

*أستاذ أحمد.. لنكن واقعيين, انتم لست أول من حاول ان يخوض في بحر الحوار الجنوبي الجنوبي المتلاطم الأمواج, سبقكم في هذا الأمر الكثير, ومع الأسف جميع المحاولات السابقة فشلت.. ما هو الجديد الذي يمكن ان تحملوه هذه المرة؟ ألا تخشون الفشل مجددا؟

-كما اسلفت وقلت وأؤكد هنا مجدداً.. نعلم تماما ان امامنا مهمة شاقة ومعقدة ولا أريد ان أقول مستحيلة والا لما قبلنا ان نخوض غمارها.. وفي نفس الوقت نحن لا نملك حلول سحرية لحل جميع المتناقضات السياسية الجنوبية ولا نقول بأننا افضل ممن سبقنا وكان له شرف المحاولة, سنذهب إلى جميع الأطراف الجنوبية بعقول مفتوحة وقلوب صادقة ورؤية واضحة وسنخاطبهم بعقلانية وحكمة ومنطق وسنتحاور معهم في كل ما يخص "مستقبل الجنوب" ونريدهم ان يكونوا شركاء لنا في وضع تصوراتهم تجاه مستقبل الجنوب, لا نملك شروط مسبقة ولا أحكام ضد أحد.. خاصة وانه لا يوجد امامنا اليوم كجنوبيين الا ان نتوحد, فمن الواضح ان البديل خلاف وحدتنا الوطنية الجنوبية سيكون قاسي ومؤلم لنا جميعاً, وهي فرصة لنا كي نثبت ونبرهن للجميع ان المجلس الانتقالي الجنوبي لا يقصي احد ولا يدعي تفرده بمستقبل الجنوب كما يدعي البعض, سنتحدث مع جميع الأطراف والشخصيات منطلقين من أنهم شركاء في وطن نبحث جميعا عنه لهم مالنا وعليهم ما علينا.

 

*هل حددتم الأطراف الجنوبية التي ستستهدفونها في عملية الحوار الجنوبي الجنوبي؟

-الحوار سيستهدف جميع الأطراف الجنوبية بلا استثناء.. وجميع الشخصيات السياسية والمجتمعية وحتى سوف نتواصل مع شرائح عريضة من المجتمع الجنوبي وسنولي اهتمام كبير بقطاع المرأة والشباب ومنظمات المجتمع المدني، لأن طبيعة الحوار تتركز على مبدا ان الجنوب للجميع وان مستقبله يهمنا جميعا, وأنه من حق الجميع ان يحدد طبيعة وشكل دولة الجنوب المستقلة التي يريدها.

 

*هل هناك سقف زمني محدد لعملية الحوار التي انتم مقدمين عليها؟

-انتهينا من وضع ملامح المرحلة الأولى للحوار وهي مهمة من حيث انها ستمهد الطريق للمرحلة الثانية وسنعمل من خلالها الى تحديد قضايا الحوار مع مختلف الأطراف وآليات معالجتها والأهم إعادة بناء جسور الثقة وتمتين العلاقات العامة التي تعرضت للكثير من الضرر خلال المراحل الماضية, وعلينا أن لا ننسى ان طبيعة الانسان تعلب دورا هاما في جسر هوة التباينات. وحينما ننتهي من المرحلة الأولى سوف نقف على تقييم ما عملنا عليه وما واجهناه من صعوبات, وهل كان في مجمله يتطابق مع توقعاتنا ام يختلف عنها عمليا وماهي أهم النقاط المشتركة التي وجدناها وماهي أهم قضايا الخلاف وكيف يمكن معالجتها مستقبلا.. نحن على ثقة من ان قيادة المجلس الانتقالي برئاسة الأخ الرئيس القائد/ عيدروس بن قاسم الزبيدي يولي اهتمام كبير بهذا الامر ويراهن على نجاحنا, ولا زلت أتذكر مقولة رئيس المجلس حينما قال: من لم يأتي الينا للحوار سنذهب نحن اليه ونطرق بابه.

 

*دعنا ننتقل الى قضايا أخرى.. التصريحات الأخيرة التي جاءت مؤخرا من سفارات أمريكا وبريطانيا وفرنسا، والتي طالبوا فيها ما أسموه بوقف التصعيد.. ماذا تحمل هذه التصريحات في داخلها من وجهة نظرك؟

-المتحدث الرسمي بإسم المجلس الانتقالي الجنوبي الزميل الأستاذ/ علي الكثيري عبر عن موقف المجلس منها بشكل واضح وكذلك فعل ممثل الأخ الرئيس الأستاذ/ عمرو البيض وفي مجمل ذلك رحبوا بكافة الدعوات المطالبة بوقف التصعيد في الجنوب ودعوا الى الشروع الفوري بتنفيذ اتفاق الرياض وموقفنا هنا موقف مسئول وحكيم.. ولكن دعيني أقول هنا بان هذه التصريحات مع الأسف لن تزيد الوضع الا الى المزيد من الاحتقان خاصة حينما يشعر المجتمع الجنوبي الذي تمارس عليه شتى صنوف التنكيل والقمع المتعلقة ليس فقط بحقوقه السياسية وحرياته العامة بل حتى بتفاصيل حياته المعيشية التي اصبح بموجبها اليوم في ضائقة معيشية وأمينة لم يسبق لها مثيل من قبل, حينما يجد هذا الشعب نفسه في هذه الوضعية ويجد مثل هذه التصريحات المنحازة ضده, والتي يستقوي بها الطرف الذي يمارس على شعبنا كل صنوف القهر والتنكيل فمن الطبيعي انها لن تزيد الوضع الا تعقيدا على عكس ما يعتقد أصحابها, نحن هنا نقول هذا الحديث من منطلق المسؤولية.. ونتمنى ان يسمع صوت شعبنا وان يتم التعرف على حقيقة الوضع في الداخل, فحينما تخرج مسيرة سليمة في شبوة وتواجه بالمنع والحواجز الأمنية وقطع الطريق العام والاعتقالات وتكسير منصات الاحتفالات الجماهيرية السلمية والأمر من كل ذلك استخدام الرصاص الحي ضد المواطنين الأبرياء لمنعهم من ممارستهم حق التعبير, ثم تأتي سفارات تمثل دول تعتبر منارات للديمقراطية وبدلًا من ان تدين كل هذه السلوكيات القمعية نجدها تتهم المتظاهرين بالتصعيد! هذه مواقف لا اعتقد انها قادرة على انتاج الا المزيد من الاحتقان والغضب بين صفوف جماهير شعبنا في الجنوب.

 

*أخيرًا.. قلت في مرات سابقة ان بقاء الحوثي يشكل تهديد على الخليج العربي في جنوب الجزيرة العربية, هل الشرعية ساعدت في تفاقم الوضع في الشمال حتى مكنت الحوثي من السيطرة عليه واصبح بالتالي يشكل خطر حقيقي على المنطقة؟

-في بداية عاصفة الحزم لم يكن لأي محلل عسكري ان يتوقع انه بعد سبع سنوات سنجد انفسنا في هذا الوضع الحالي.. الجميع كان يعتقد ان الحوثي سوف تجتث جذوره خلال عام واحد بالكثير, ولكن مع الأسف الشديد هذا لم يحدث ولا يريد احد ان يقف امام الحقيقة التي تقول ان الـ(80 %) من مساحة الجمهورية اليمنية التي تقول الشرعية انها قد حررتها من يد الحوثي هي في حقيقة الأمر تمثل المساحة الجغرافية للجنوب العربي, ولا احد يريد اليوم ان يعترف ان المقاتل الجنوبي تمكن من دحر الحوثي من هذه المساحة الشاسعة جدا لسبب انه كان يقاتل بعقيدة سياسية قوية تستند على انه يقاتل من اجل تحرير الجنوب واستعادة دولته ولهذا نجح في مهمته في السنة الأولى.. هذا الأمر لم يحدث في الشمال لأسباب كثيرة جدا لن نخوض فيها هنا, ولكنها جميعها تتحملها الشرعية بكل تأكيد وخاصة حزب الإصلاح جماعة الاخوان الذين هيمنوا على قرار الشرعية بعد اقصاء نائب الرئيس ورئيس الوزراء السابق المهندس خالد بحاح.. والاتيان بعلي محسن الأحمر الذي حل محله وامتلك القرار الحقيقي وقاد الشرعية الى هذا الفشل المركب الآن.. هل من مقتضيات الأمن الخليجي ان يمتد نفوذ الحوثي الى الجنوب مجددا وفق أي تسوية سياسية مثلا؟ ليصبح وجود ايران تبعا لذلك في هذه المنطقة مسألة مشروعة مع وجود الحوثي كطرف معترف فيه دوليا وفق التسوية المزعومة؟ في هذا الجانب وباختصار اريد ان أقول ما يلي: أولا: أي تسوية سياسية ستفرض على شعبنا وهي لا تنسجم مع حقنا في استعادة دولتنا لن تكون مقبولة لنا في الجنوب ولن تحقق أي استقرار في المنطقة, ثانيا.. سيكون الخليج العربي اكثر طرف متضرر من أي تسوية تضمن للحوثي ان يتمدد وجوده الى حدود عمان وباب المندب وهي حسبة سياسية يفهما الجميع.





شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل