آخر تحديث :الاحد 14 يوليو 2024 - الساعة:02:19:52
صحف عربية : صواريخ الميليشيات العراقية.. أوراق إيرانية لمفاوضات "النووي"
(الامناء/وكالات:)

موجة تصعيد تشهدها القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، حيث كثفت الميليشيات المرتبطة بإيران في الآونة الأخيرة من هجماتها باستهدافها قاعدة عين الأسد أمس الأربعاء بـ 14 صاروخاً.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، اعتبرت مصادر أن إيران تقف وراء الهجمات الأخيرة في العراق، بهدف إحراج الولايات المتحدة واختبار خياراتها في وقت تعمل فيه على تقليص حضورها في المنطقة، ومرجحة إن التصعيد الجديد مرتبطة بخفايا كواليس المفاوضات النووية بين الطرفين.

نحو حافية الهاوية
في صحيفة العرب اللندنية، قال مصدر عراقي إنّ "إيران تدفع بميليشياتها في العراق لمشاغلة الولايات المتّحدة على حافّة الهاوية، واضعة تلك الفصائل أمام سيناريو المواجهة المفتوحة مع القوات الأمريكية".

وأوضح أن طهران تضع في حساباتها الحذر الأمريكي من التورط في صراع أوسع ضدّ إيران نفسها، متوقّعة أن لا يخرج أي تصعيد من قبل الولايات المتّحدة عن حدود الأراضي العراقية والسورية، وأن لا يتجاوز عمليات قصف بالطيران لبعض مواقع تمركز الميليشيات هناك على غرار الاستهداف الأخير لقوات تابعة لميليشيات الحشد الشعبي في منطقة الحدود بين سوريا والعراق.

وأوضحت الصحيفة أنه رغم صدور التهديد بالتصعيد ضدّ القوات الأمريكية في العراق بشكل صريح ومعلن عن قائد ميليشيا كتائب سيد الشهداء أبوآلاء الولائي، إلا أن فصيلاً غير معروف أعلن مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي على عين الأسد، مشيرة إلى أن ذلك أصبح تكتيكاً معروفاً يقوم على نسبة تلك الهجمات إلى فصائل جديدة تحمل أسماء مستحدثة وهمية في الغالب لإخلاء مسؤولية الميليشيات الشهيرة وتجنيبها التبعات.

وذكرت أن هجمات الميليشيات على المصالح الأجنبية في العراق تسبب حرجاً بالغاً لحكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، التي بدت في أكثر من مناسبة عاجزة عن لجم تلك الفصائل بما في ذلك المحسوبة كقوات نظامية، حيث تجد نفسها مجبرة على التعامل مع طرفين متصارعين تربطها بكل منهما علاقات وثيقة هما الولايات المتّحدة وإيران، التي يعلم الجميع أنّها تستخدم الأراضي العراقية في صراع بالوكالة ضدّ واشنطن.

حرب مفتوحة
وبدورها، لفتت صحيفة الشرق الأوسط إلى أن الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران أطلقت حرباً مفتوحة على الأمريكيين في العراق بالطائرات المسيّرة والصواريخ، في وقت ترددت فيه أنباء عن زيارة سرية قام بها رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني حسين طائب، لبغداد.

وقالت إن "هذه الهجمات تأتي بعد نحو يومين من تهديد كتائب حزب الله، أحد الفصائل العراقية المسلحة القريبة من إيران، برد مباغت على القواعد والمصالح الأمريكية في العراق".

وأوضحت مصادر للصحيفة أن الهجمات الأخيرة نفّذتها فصائل لديها تنسيق مباشر مع (حزب الله) اللبناني، إذ سهل هذا الأخير انتقال الطريقة الحوثية في استعمال المسيّرات المفخخة إلى الساحة العراقية.

كما وصف نائب رئيس وزراء إقليم كردستان العراق قوباد طالباني، استهداف مطار أربيل الدولي والبعثات الدبلوماسية بـ "العمل الإرهابي الذي يخدم أجندات ومصالح ضيقة للجهات التي تقف وراءها".

تهديدات إيرانية
ومن جهتها، ذكرت صحيفة الجريدة الكويتية أن الأمين العام لـ "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، توعد بالرد على الضربة الأخيرة التي وجهتها القوات الأمريكية لمواقع تابعة لفصائل عراقية متحالفة مع إيران ومنضوية في الحشد الشعبي.

وأشارت إلى أن الولائي هدد بضرب القوات الأمريكية على الحدود مع سوريا، والكويت، قائلاً "نريد أن ننفذ عملية نوعية يقول الجميع عنها إنها انتقامنا من الأمريكيين، يمكن أن تأتي من الجو والبر والبحر، وعلى الحدود العراقية، في الإقليم، أو بأي مكان".
وأضاف "نحن الآن في الشارع، وقرب كل المعسكرات الأمريكية، ونحن ماضون في عملية الرد، وقطعنا أيماناً غليظة في ذلك، ونحن بالهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة ذاهبون باتجاه الرد".

وأوضحت الصحيفة أن تهديدات الولائي، جاءت بعد ضربة صاروخية استهدفت قاعدة عين الأسد العراقية في الأنبار، والتي تضم جنوداً أمريكيين، وحسب المعلومات كان قائد فيلق القدس إسماعيل قآني زار بغداد بعد الضربة الأمريكية، وأعطى الفصائل ضوءاً أخضر للتصعيد.

استفزاز الأمريكيين
وأما في صحيفة البيان، فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أنّ الميليشيات الإيرانية في العراق تستفز الأمريكيين عن قصد، مشيرة إلى أنها لا تسعى للتصعيد.
وأكدت أن أي رد ستقوم به سيتم تنسيقه مع حكومة العراق وكذلك التحالف، ولفتت إلى أنها ستتخذ الخطوات الضرورية للرّد على الهجمات ضد قواتها في العراق.

فيما أدان المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول، عمليات القصف التي تعرض لها مطار أربيل وقاعدة عين الأسد الجوية، لما يمثله من انتهاك صارخ لكل القوانين، واعتداءً على هيبة الدولة والتزاماتها الدولية.

وقال "مرة أخرى يوغل أعداء العراق في غيهم ويستهدفون أمن البلاد وسيادتها، وسلامة العراقيين من خلال اعتداء إرهابي جديد على مطار أربيل، ومعسكر عين الأسد التابع لوزارة الدفاع العراقية، وقبل ذلك العودة لاستهداف مقارّ البعثات الدبلوماسية التي تقع تحت حماية الدولة؛ مما يمثّل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين، واعتداءً على هيبة الدولة والتزاماتها الدولية".



شارك برأيك