آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:14:58:45
صحف عربية : صعود رئيسي يقوي قبضة المتشددين في إيران
(الامناء/وكالات:)

تنتظر إيران مستقبل غامض مليء بالملفات الشائكة والقضايا العالقة في محيطها الإقليمي وذلك بعد فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي حظت بمشاركة ضئيلة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، تعتبر الانتخابات الإيرانية الأخيرة مجرد ترتيب للمرحلة الانتقالية لما بعد خامنئي، وأن الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي ليس إلا "نسخة متقنة" من خامنئي.

بحر من المشكلات
وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" إن إبراهيم رئيسي المحافظ المتشدد الذي سيتولى زمام دولة تسبح في بحر من المشكلات السياسية، والشروخ الاجتماعية، وخلافات ساخنة مع محيطها الإقليمي والمجتمع الدولي، من المتوقع حسب خبراء على دراية بالشأن الإيراني أن يعمق من ميل البلاد إلى التشدد والارتياب تجاه الاستحقاقات التي تنتظر الرئيس الجديد، الأمر الذي سينعكس على المحادثات الجارية منذ مطلع أبريل (نيسان)، والرامية إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.

وقال الأكاديمي الكويتي ظافر العجمي الانتخابات الإيرانية الأخيرة، إن الدعوات المتكررة منذ 40 عاماً بمد اليد إلى الخليج، والسعودية تحديداً، لا يريدون بها مفاوضات جادة وفعالة، بل واجهات وادعاءات لتبرير بعض المواقف، بدون إدراك ووعي من القيادات الإيرانية لما يريده الخليج، من الكف عن التدخل في شؤونه الخاصة، والتوقف عن تصدير الثورة ورعاية الميليشيات والأغراض غير النزيهة للبرنامج النووي".
وأضاف العجمي للصحيفة "إذا كانت إيران جاهزة لمثل هذه الخطوط والمطالب فلا بأس، لكن التعنت الإيراني وصل إلى حد إنكار حق الخليجيين في صيانة أمنهم الإقليمي، ورفض ضمها لمباحثات تقرر مستقبل المنطقة وأمنها العام".

واعتبر الصحيفة أن رئيسي يحظى بدعم "المرشد الإيراني علي خامنئي"، ويطرح اسمه كمرشح محتمل لخلافة خامنئي في المنصب الأهم في إيران، ولا يتوقع أن يغير وصوله إلى الرئاسة تأثيراً على الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الإيرانية في ظل قبضة كاملة للمرشد الإيراني على مفاصل القرار وتوجيه دفة السياسات في طهران.

داعم للحشد الشعبي
وركزت صحيفة العرب على تخوفات العراقيين من أن يشكّل انتخاب رئيس لإيران ينتمي إلى معسكر المتشدّدين دافعاً إضافياً للميليشيات الشيعية للمزيد من التغوّل في العراق والسيطرة على مقدّراته والتحكّم في سياساته بما يتوافق مع مصالح إيران.
وقالت الصحيفة "قد يشكّل انتخاب المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران دفعة قوية للحشد، الذي اعتبر القيادي فيه أبوآلاء الولائي فوز رئيسي "تهنئة لنهج المقاومة".

وأشارت الصحيفة إلى أن عناصر الحشد موجودين في جميع مفاصل القوات الأمنية، وفق ما يقول مسؤول عراقي كبير إلى درجة أنهم "لم يعودوا يخشون تلك القوات".
ونقلت صحيفة العرب عن الضابط الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية المسألة "الفصائل المسلحة المنضوية تحت الحشد تعمل على تفكيك ما تبقى من الجيش من أجل إضعافه وتفتيته"، و"لكن لا يزال هناك عدد قليل من القادة المخلصين الذين يحاولون الصمود في وجه هذه المحاولات".

وتقدّر مصادر سياسية في الحشد بأن نتيجته في الانتخابات المقبلة المقرّرة لأكتوبر القادم لن تكون مثل المرة السابقة. إذ يأتي الاستحقاق بعد انتفاضة أكتوبر 2019 حينما تظاهر مئات الآلاف من العراقيين أشهرا في الشوارع ضد النظام، بينما انخرطت الفصائل المنضوية في الحشد في قمع المحتجين واغتيال المعارضين.

منظومة وليس دولة
ومن جانبه رأى الكاتب رامي الخليفة أنه لم يمكن الرهان على الانتخابات الرئاسية في إيران، والجميع ندرك بأن طبيعة النظام السياسي في إيران لا تسمح بتغيير حقيقي، فهذا النظام قائم على قاعدة أيديولوجية تحكم سيطرتها على مفاصل الدولة الداخلية والخارجية، والنظام الذي أوجده الخميني وورثه خامنئي يجعل من مؤسسات الدولة (منظومة ما يشبه).

وقال الخليفة في مقاله بصحيفة عكاظ إن "إيران لا يوجد بها رئيس كما في فرنسا أو الولايات المتحدة، بل هو ما يشبه الرئيس أي شاهد زور لما يقرره الولي الفقيه، ولا يستطيع أن يغير فيه قيد أنملة، لا يوجد جيش في إيران وإنما يوجد ما يشبه الجيش بينما القوة الحقيقية في الحرس الثوري الذي يتبع مباشرة للولي الفقيه، لا يوجد أمن بل توجد أجهزة يسيطر عليها ملالي النظام".

وأشار الخليفة إلى أن قادة إيران يضعون ماكياج الابتسامات المصطنعة التي حاول من خلالها وزير الخارجية محمد ظريف أن يرسمها لم تكن سوى ذر للرماد في العيون بينما الحقيقة أن طهران في السنوات الثماني الأخيرة بلغت أقصى غيها في تهديد المجتمعات المجاورة ودعم الإرهاب وتزويد الذيول الإرهابية بالأسلحة الباليستية وتدمير المجتمعات العربية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

وختم مقاله قائلاً "الديمقراطية الإيرانية ليس فيها سوى ناخب وحيد هو علي خامنئي وعصبته، وأي مراهنة على تغيير يلوح في الأفق هي مراهنة خاسرة، بل لعل المراهنة على عزرائيل أكثر جدوى وفعالية من توقع تغيير تنتجه الانتخابات الإيرانية".




شارك برأيك