آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:04:59:50
صحف عربية : رئيسي يقضي على الأمل بـ"اتفاق شامل"
(الامناء/وكالات:)

حدد الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي معالم سياساته الخارجية، في أول مؤتمر صحافي له بعد إعلان فوزه، مشدداً على أن بلاده لا تريد مفاوضات بلا طائل بشأن ملفها النووي، مؤكداً رفضه لقاء الرئيس الأمريكي تحت أي ظرف، فيما يرى بعض المراقبين للشأن الإيراني أن رئيسي هو الخليفة المحتمل للمرشد الأعلى علي خامنئي.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، يأمل الشعب الإيراني في أن يجلب انتخاب رئيسي الازدهار وسبل العيش الأفضل للأمة الإيرانية، لكن يبدو أن إيران تتقدم في الاتجاه الخطأ نحو تطبيق أشد صرامة للقوانين الدينية المحافظة وبعيداً عن الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان.

رئيسي يغلق الباب
أفادت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن "الرئيس الإيراني المنتخب المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، حدد الخطوط العريضة لسياسته الخارجية، في أول مؤتمر صحافي بعد فوزه، حيث أغلق الباب أمام التفاوض على اتفاق أشمل يعالج الأنشطة الإقليمية وبرنامج الصواريخ الباليستية".

كما رفض رئيسي لقاء الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مقترحاً على الإدارة الأمريكية "رفع العقوبات على وجه السرعة والعودة إلى الاتفاق النووي"، وقال أيضاً: "على العالم أن يعلم أن الوضع تغير وأن هناك شروطاً جديدة أمام العالم".

وخاطب رئيسي الإدارة الأمريكية، قائلاً إن "الضغوط القصوى لم تكن فعالة، وعليهم إعادة النظر فيها"، وإنه لن يسمح بإطالة أمد المفاوضات من دون طائل، مشدداً على أن أي اجتماع يجب أن يؤدي إلى تحقيق "نتائج" للشعب الإيراني.
وأكد أن "القضايا الصاروخية والإقليمية غير قابلة للتفاوض"، ونصح الأوروبيين بعدم الخضوع للضغوط الأمريكية والعمل بالاتفاق النووي، ولدى سؤاله عما إذا كان سيلتقي مع الرئيس الأمريكي إذا تم رفع تلك العقوبات، أجاب رئيسي "لا".

من لجان المشانق إلى الرئاسة
وفي صحيفة "عكاظ" السعودية، قالت الكاتبة هيلة المشوح، إن "رئيسي يعد من أكثر السياسيين تشدداً وتطرفاً ومناهضةً للانفتاح ومن المقربين جداً للمرشد الأعلى".
وأضافت الكاتبة، أن "اسم رئيسيارتبط بلجان الموت الإيرانية التي قُدم على أثرها الآلاف من معارضي نظام الملالي إلى حبال المشانق بعد الثورة الخمينية وبعيد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية.

وختمت الكاتبة مقالها بالقول: إنه "لا يوجد أكثر بشاعة من صور الجثث المتدلية من الرافعات في ساحة المعركة في طهران عام 1988، وهي ذات الصورة التي صاغها وصنعها عراب لجان الموت ونفذها من أصبح اليوم يتسنم هرم السلطة في إيران فهل ننتظر سلاماً في المنطقة وبالقرب من هذه الدولة المارقة بعد اليوم؟!".

مستقبل البلاد غامض
وبدورها، قالت صحيفة "إندبندنت عربية"، في افتتاحيتها، إن لم تكن الانتخابات ديمقراطية لكن لا يمكن محو إرادة الشعب الإيراني بشكل كامل"، مضيفةً أن إيران تتقدم في الاتجاه الخطأ نحو تطبيق أشد صرامة للقوانين الدينية المحافظة وبعيداً عن الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان".

وأردفت "حتى لو قوضت الديمقراطية وباتت إيران تتحول إلى مجتمع أكثر انغلاقاً فلا يمكن قمع إرادة الشعب الإيراني والإطباق عليها كلياً. وما تخشاه الطبقة الحاكمة هو انتفاضة شعبية أخرى، مثل تلك التي هزت البلاد في نهاية عام 2019 وبداية 2020".

وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: "لا نتوقع أن يتقيد النظام الإيراني بحقوق الإنسان وحكم القانون لكن قد نتأمل أن يعترف النظام بأنه من مصلحته تفادي زعزعة المظاهرات الحاشدة في المستقبل"، مضيفةً أن "من مصلحة النظام الإيراني إبرام صفقة نووية تسمح بالإعفاء من العقوبات الغربية"، مشيرة إلى أن طلب الدعم من الصين له حدود".

أصداء ما بعد الانتخابات
وفي صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، لفت سالم سالمين النعيمي، إلى أن العديد في الشارع السياسي العربي والإسلامي تساءل عن دلالات وتبعات فوز رئيسي في الانتخابات الرئاسية؟ وما هو المتوقع في إيران خلال فترة رئاسة الرئيس الجديد؟
ويرى النعيمي أنه لن يوجد أي تغيير في نظام الحكم في إيران، وستبقى الأمور على ما هي عليه، مشيراً إلى أن كل أذرع الحكومة المنتخبة وغير المنتخبة في قبضة المحافظين، مما ينهي الازدواجية المضطربة التي شهدتها إيران في السنوات الثمانية الماضية، عندما وجد الرئيس الوسطي المنتهية ولايته حسن روحاني نفسه على خلاف مع الحرس الثوري الإسلامي والمحافظين ورجال الدين.

ويضيف الكاتب "من المفارقات أن انتخاب رئيسي بموجب العقوبات الأمريكية سيفتح باب المحادثات في فيينا بشأن شروط عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي، وعودة إيران إلى الامتثال الكامل بعد أن أصرّ المسؤولون الإيرانيون طوال الحملة الانتخابية على وجود إجماع داخلي على الموقف التفاوضي للبلاد، ولن يغير صعود رئيسي هذا الموقف.

ووأردف " يعدّ انتصار الرئيس إبراهيم رئيسي خطوة مهمة لتمهيد الطريق لإجماع داخلي أوسع حول الإصلاح الداخلي استعداداً لمنافسة خلافة المرشد الأعلى، ومن المرجح أن يوفر مزيداً من التأكيد على موقف طهران حيث تشارك في صناعة مشهد الدبلوماسية الدولية" 
وأضاف الكاتب أيضاً أن "فوز رئيسي يغلق النوافذ والأبواب أمام أية اتجاهات شعبية تحررية وليبرالية ذات مغزى، وتأكيد نظام الحكم الثيوقراطي ولكنه تعددي سياسياً، ويسمح للفصائل المختلفة من المتشددين أو المحافظين إلى البراغماتيين والإصلاحيين بالعمل ضمن إطار محافظ (عقائد ثابتة) وإصلاحي (اجتهادي)، والذي أسسه مؤسس الجمهورية الخميني (1979-1989)، ولا يمكن حتماً تغيير المبادئ إلّا أن هناك مساحةً محدودةً فقط لبدء السياسات حول هذه المبادئ".



شارك برأيك