آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:00:43:00
صحف عربية : إيران تعزز الطائفية الشمولية بانتخاب رئيسي
(الامناء/وكالات:)

لا توجد دلالة واضحة على رغبة إيران في التحول إلى الأفضل، خاصة بعد انتخاب المتشدد إبراهيم رئيسي ليكون رئيساً جديداً للبلاد، حيث وصفت دول العالم فرص تغير النظام الإيراني بأنها مجرد "سراب"، مع استمرار رؤيته ومشاريعه العسكرية المتطرفة الرامية إلى زرع الإرهاب ورعايته.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، اعتبرت مصادر أن الانتخابات لم تؤد إلى تغيير جذري في المشهد السياسي الإيراني، فيما استثمرت ميليشيا الحوثي انتخاب رئيسي في التصعيد العسكري هرباً من الضغوط المتزايدة عليها من المجتمع الدولي.

بين الداخل والخارج
في صحيفة الشرق الأوسط، أشار عبدالرحمن الراشد إلى أن وصول رجل أكثر تشدداً للرئاسة رسالة أخرى لإدارة جو بايدن بأنَّ إيران لا تنوي التحول للأفضل، حتى بإحياء الاتفاق النووي الشامل.
وقال "نحن سكان المنطقة، نعلم أنَّ هذا استمرارية للواقع منذ قيام الثورة، والاعتقاد بأنَّ نظام طهران سيتغير مجرد سراب، فالنظام منذ 40 عاماً لم يتغير فيه شيء"، موضحاً أن رؤية النظام الدينية المتطرفة لنفسه وللعالم لم تتغير، ومشروعات النظام العسكرية لم تتغير.

وأضاف "لا يتطلب الأمر كثيراً من الثقافة السياسية عن إيران، لمعرفة أن أي رئيس لن يترشح وينتخب وينصب إلا برغبة المرشد الأعلى، ومحسومة سلفاً، المهم في الانتخابات أنها تظهر علانية الصراع بين رجال الدين، وتحديداً رجال المرشد الأعلى".
وأشار الكاتب إلى أن موقع الرئيس وصلاحياته قد ازدادت ضعفاً وتهميشاً أكثر من ذي قبل، مع بروز وسطوة مجتبى، ابن المرشد الأعلى، ومع اتساع نفوذ الحرس الثوري الذي يوشك أن يطبق، وينهي منظومة حكم حوزة قم الدينية التي تشكلت ملامحها وسلطاتها في السنوات الأولى مع وصول الخميني، مؤسس النظام.

واختتم مقاله بالقول "لا نتوقع بعد انتخاب إبراهيم رئيسي تبدلات مهمة في السياسة الخارجية، على اعتبار أنها في دائرة اختصاص المرشد الأعلى، وسيمرّ الاتفاق الشامل الذي فاوض عليه فريق روحاني في فيينا، فصعود متشدد مثل رئيسي، سيزيد النقمة الداخلية ضد النظام، التي نرى تصاعدها شعبياً منذ وقوع الحركة الخضراء عام 2009".

انتخابات محسومة
وبدورها، ذكرت عائشة المري في صحيفة الاتحاد أن الانتخابات الإيرانية لم تؤدي إلى تغيير جذري في المشهد السياسي الإيراني، فالتنافس الانتخابي رغم المسميات المتباينة بين مرشح محافظ وآخر معتدل وأحياناً إصلاحي لا تخرج عن نطاق المؤمنين بولاية الفقيه حسب الاشتراطات الدستورية، أما الآخرون فهم خارج اللعبة الانتخابية من الأساس، بل يتعرضون للقمع والإقصاء.
ولفتت إلى أن التنافس الانتخابي في إيران يجري في الواقع ضمن فئة واحدة فقط، بحكم الديناميكية التي تدار بها العملية الانتخابية هناك، فهندسة المشهد الانتخابي التي يديرها مجلس صيانة الدستور لفلترة المرشحين تؤدي إلى غياب التنافس السياسي الحقيقي وإلى السيطرة الفعلية على مفاصل العملية الانتخابية، وبالتالي تنعدم مفاجآت صناديق الاقتراع وتصبح العملية شكليةً وتغدو النتيجةُ محسومةً منذ البداية.

وقالت "منذ البداية ظهر لمتابعي الشأن الإيراني أن قيادة النظام حسمت خياراتها في رسم نتائج الانتخابات الرئاسية، وقبل موعد الاقتراع، لصالح مرشح واحد بغض النظر عن الموقف الشعبي".
وأضافت "وعوداً على بدء، بين رئيس إصلاحي وآخر محافظ، هناك مصطلحات إعلامية وأدوار سياسية تقتضيها مصلحة النظام الإيراني لإيران في الفترة الحالية، داخلياً وخارجياً، فالفترة الراهنة بتحدياتها الداخلية والخارجية تقتضي رئيساً محافظاً، خاصة أن أركان النظام لا يتغيرون، بل يتنقلون بين المناصب".

حكم طائفي 
ومن جهته، قال فهيم الحامد في صحيفة عكاظ :"بفوز إبراهيم رئيسي بمنصب الرئيس الـ13 لإيران من الجولة الأولى للانتخابات، تكون الخطة التي وضعها الحرس الثوري للمشهد الإيراني المستقبلي تم تنفيذها نصاً وروحاً، لإحكام السيطرة على كل مفاصل المؤسسات السياسية والاقتصادية والمرجعيات الطائفية إلى جانب المؤسسات العسكرية والميليشيات والأذرع الطائفية التابعة".
وأضاف أن إيران أصبحت الدولة الثورية بامتياز واقتدار كما وضع سيناريوهاتها الخميني عام 79، رغم تخلل الحقبة بعض المحاولات من القوى المعارضة إلا أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل وأطبق خامنئي على الحكم وأصبح الحاكم الشمولي لإيران.

وأوضح أن تحويل الحياة السياسية في إيران للون وتيار متشدد بقدر ما، يعطي الحرس الثوري قوة في الحكم الواحد والاستئثار الكامل بالسلطة، إلا أنه في الوقت نفسه يعمد إلى رفع حالة الاستقطاب بين المرجعية الطائفية والقوى السياسية المعارضة بمختلف أنواعها.
وأكد الكاتب أن المشهد الإيراني من الداخل سيأخذ منحى مختلفاً، خصوصاً إذا تخندقت القوى الشعبية الصامتة في خندق واحد لمواجهة سيطرة التيار المحافظ المتطرف المحيط بالمرشد الأعلى بشكل مطلق وتام.

ولفت إلى السجل الوحشي لمرشح المتشددين رئيسي ينذر بحقبة مظلمة جديدة، تكرس القمع وتستنسخ مرحلة قاتمة من التاريخ المحلي الحديث، وتابع "في عهد رئيسي: تفاقم الاستقطاب، استنساخ حقبة خميني، وتصدر الطيف الواحد، إيران أصبحت في قبضة التشدد والحكم الطائفي الشمولي".

استثمار حوثي 
وفي سياق منفصل، كشف صالح البيضاني في صحيفة العرب اللندنية، أن التصعيد الحوثي المستمر في مأرب وعلى جبهة السعودية، يأتي استمراراً لسياسة حوثية ممنهجة تستهدف ابتزاز الإقليم والمجتمع الدولي، بهدف تحقيق المزيد من المكاسب السياسية والعسكرية دون تقديم أيّ تنازلات حقيقية تعزّز مسار السلام في اليمن.

وأكدت مصادر للصحيفة فشل الهجوم الحوثي في الإخلال بموازين القوة التي تكرست في محافظة مأرب، التي يلقي الحوثيون بكل ثقلهم العسكري من أجل السيطرة عليها قبل الدخول في أيّ مشاورات سياسية، متجاهلين كل الضغوط الدولية التي تحثهم على تجميد عملياتهم العسكرية والموافقة على خطة المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث لوقف إطلاق النار.

وأشار مراقبون إلى أن المواقف المتطرفة للحوثيين تعد بمثابة هروب للأمام من الضغوط المتزايدة عليهم، واتجاه المجتمع الدولي نحو تحميلهم مسؤولية فشل السلام في اليمن، معتبرين أن إدراج الأمم المتحدة للحوثيين على القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال قد يكون مقدمة لعقوبات قادمة أكثر صرامة ستتخذها المنظمة الدولية بالتوازي مع عقوبات أخرى من قبل الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وصولاً إلى مجلس الأمن الدولي.

واعتبر الباحث السياسي اليمني سعيد بكران أن التصعيد الحوثي الأخير، بمثابة الإعلان الرسمي بأن إيران لن تسمح بنزع الورقة اليمنية من يدها، واحتواء ذراعها العسكرية الأهم على الإطلاق في المنطقة دون مقابل استراتيجي يرضي طهران.

وأوضح رئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى "يحاول الحوثيون ربط وقف الهجمات تجاه السعودية بوقف التحالف للضربات الجوية في مأرب، والفصل السياسي لوقف العمليات الجوية للتحالف عن التسوية السياسية الشاملة في اليمن؛ لأنهم يرون أن نجاحهم في اجتياح مأرب يفرضهم كجماعة مسلحة كأمر واقع على شمال اليمن في التسوية السياسية المحتملة، وهو ما يضمن لإيران عبرهم مواصلة تهديد السعودية حتى بعد الوصول إلى اتفاق سياسي ينهي الحرب الداخلية القائمة حالياً".



شارك برأيك