آخر تحديث :الثلاثاء 25 يونيو 2024 - الساعة:09:56:06
عقب مغادرة المنظمات الدولية الداعمة للمجال الصحي..
محفد أبين.. منطقة ريفية تفتقر للكادر الصحي المؤهل "تقرير خاص"
("الأمناء" استطلاع/ عبد الله قردع:)

د.حنش: نشكر الرئيس الزُبيدي على تزويدنا بمولد كهربائي أعاد الحياة لمستشفى الشهيد صلاح ناصر محمد

د.جعيرة: نناشد بتوفير دعم كافٍ لمستشفى المحفد لتخفيف الأعباء

د.الوليدي: نطالب باعتماد وبناء وحدة صحية في منطقة مريع

د.جعيول: نطالب بتأهيل كوادر محلية لتتحمل على عاتقها المسؤولية مستقبلا

 

"الأمناء" استطلاع/ عبد الله قردع:

عقب مغادرة المنظمات الدولية الداعمة للمجال الصحي بمديرية المحفد في محافظة أبين، أصبح الوضع الصحي بالمديرية على المحك، كونها منطقة ريفية فقيرة وتفتقر إلى الكوادر الصحية المؤهلة من أبنائها، يقابله عزوف الكوادر الطبية من خارجها على ممارسة العمل فيها، والحاصل أن الكوادر المتوفرة في صراع مع واقع قاس يجرهم صوب العودة للأسوأ وجهود محلية غير كافية تحاول إبقاء الوضع عند المرتبة الجيدة التي وصلوا إليها.

ولتسليط الضوء أكثر أجرت "الأمناء" استطلاعا ميدانيا خرجت منه بهذه الحصيلة:

 

صمود متواضع وتحديات كبيرة

وكانت البداية مع الدكتور محمد عاتق حنش، مدير مستشفى الشهيد صلاح ناصر محمد بالمحفد، حيث قال: "لقد غادرت المنظمات ولحقها أغلب الطواقم الطبية، ولهم منا التحية والشكر ولن ننسى جهودهم، ولم يبقَ غير القليل منهم بالإضافة إلى الكوادر المحلية وعددها غير كافٍ لتغطية النقص".

وأضاف: "نحن أبناء المنطقة صامدون، ونحن الذين نكابد، وياحبذا دعمنا ومساندتنا".

وتابع: "رغم تخلي المنظمات الدولية والمحلية عن دعم المستشفى إلا أن جميع أقسامه لا تزال تعمل بكفاءة عالية ولا يزال يقدم أغلب الخدمات الطبية للمواطن بجهود محلية، وهناك أقسام مستجدة مثل قسم أمراض سوء التغذية وقسم العزل لكوفيد 19 يقدم خدمات للمواطن رغم عدم اعتماده من قبل وزارة الصحة العامة".

وأشار حنش إلى أنه: "لا يخفى عليكم معاناتنا من نقص بعض الأساسيات وأهمها نقص الكادر التمريضي والفني من أبناء المنطقة، وكذا نقص في الأدوية بشكل عام وأدوية السكر والضغط بشكل خاص بالإضافة إلى تحمل إدارة المستشفى نفقات والتزامات مالية كبيرة لشراء المحاليل المخبرية وكذا أفلام الأشعة وجهاز السونار (الموجات فوق الصوتية) وكذا معدات ومواد الأسنان وكذا دفع رواتب وحوافز مالية للعاملين والأطباء، كل ذلك من الإيرادات المحلية، وهذا سيؤثر سلبا على متطلبات المستشفى الأخرى الضرورية والطارئة من أعطال وصيانة وغيرها، ولقد أوشك العمل في المستشفى على التوقف عندما شب حريق كبير قبل بضعة شهور نتيجة ماس كهربائي التهم المولدات الكهربائية التابعة للمستشفى وحولها إلى رماد، كما احترقت وتفحمت سيارات الإسعاف التابعة للمستشفى وعددها 2 بالإضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بواجهة المستشفى وغرفة الحراسة ولا تزال كذلك حتى الآن حيث لا يوجد لدينا مدخرات مالية نستعين بها عند الضرورة".

واختتم د.عاتق حديثه بالقول: "اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر والعرفان لفخامة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي - رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي - الذي سارع بإسعافنا بمولد كهربائي أعاد الحياة للمستشفى عقب الحريق مباشرة، وكذا الأخ العميد سامي السعيدي - مدير المؤسسة الاقتصادية - على تقديمه سيارة إسعاف للمستشفى وللأخوين الدكتور علي أحمد الوليدي - وكيل وزارة الصحة العامة لقطاع الرعاية الأولية - والدكتور جمال الذيب مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة على ما بذلاه ويبذلانه لأجل الأهالي في المحفد".

 

مستشفى وحيد

من جهته، قال د.عبد الله علي جعيرة: "يوجد بمديرية المحفد مستشفى وحيد وعدد من الوحدات الصحية موزعة على القرى بالمديرية، ونتيجة شحة الإمكانيات والنقص في الكادر الطبي بالوحدات الصحية المذكورة ازدادت الأعباء والضغوط على هذا المستشفى الوحيد وتحمل أكثر من طاقته، حيث هو الآخر يعاني نقصا من الكادر الطبي وشحة الأدوية ويعجز أحيانا عن استيعاب الحالات المرضية التي تزايدت مؤخرا وأغلبها حميات فيروسية وإسهالات وكانت بشكل مخيف بشهر رمضان".

وأضاف: "مديرية المحفد واسعة مترامية الأطراف وبها كثافة سكانية كبيرة وكان يفترض بناء مركز طبي بعاصمة المديرية ليخفف من الضغط الحاصل على المستشفى".

وتابع: "يعمل المستشفى على مدار الساعة وبإمكانيات متواضعة ولكنها ليست كافية وبحاجة إلى دعم وأحيطكم علما أنه عقب انتهاء حرب الحوثي بالجنوب نزلت بعض المنظمات الدولية إلى المحفد ووفرت بعض احتياجات المستشفى وساهمت في تحسين الوضع الصحي بالتنسيق مع إدارة المستشفى السابقة التي بذلت جهودا جبارة لتحسين جودة العمل واستمر ذلك الدعم لفترة محددة ثم غادرت هي والطواقم الوافدة ولا تزال الإدارة الحالية للمستشفى تبذل قصار جهدها لعودة المنظمات الداعمة ولكن لا جدوى حتى الآن".

واختم د.جعيرة حديثه قائلا: "نناشد وزارة الصحة العامة والسكان والمنظمات الداعمة بتوفير الدعم اللازم لمستشفى المحفد لتخفيف الأعباء الواقعة على كاهل المواطن ومن هذا المنبر المميز أهيب بالدور الكبير الذي يقدمه الدكتور علي الوليدي في تحسين الوضع الصحي بالمحفد".

 

توفر اللقاحات

من جهته، تحدث مسؤول قسم التحصين بالمديرية الخضر محمد علي الوليدي، عن التحصين والتطعيم بالمديرية، قائلا: "اللقاحات متوفرة بعموم المديرية وتسير عملية التحصين بطريقة ممتازة ولدينا عشر مراكز تحصين موزعة على قرى المديرية، هي: الامومة والطفولة بالمستشفى مركز المديرية، والجدبة، ولباخة، وصندوق الشرقي، والكفاه، والرحبة، وسناج، والمعجلة، والعين، والجبر، تقوم بعملية التطعيم بشكل روتيني يومي ضد شلل الأطفال والمكورات الرئوية والروتا فيروس والخماسي وهو (الدفتيريا والسعال الديكي والتهاب السحايا والكبد البائي والكزاز ماعدا لقاح السل والحصبة يعطى أسبوعيا)، وهناك إقبال على المراكز من قبل الأهالي كذلك لقاح كوفيد 19 متوفر وعقب إجازة عيد الفطر سمحوا لنا بتطعيم حتى المغتربين والمسافرين".

وأضاف: "قامت الوزارة مشكورة ومكتب الصحة بالمحافظة ومنظمة اليونسيف برفد جميع المراكز والوحدات الصحية بثلاجات منظومة شمسية تعمل على مدار 24 ساعة لضمان حفظ اللقاحات ببرودة عالية حسب المواصفات العالمية".

وتابع: "هناك تجاوب وتعاون مستمر من قبل الصحة بالمحافظة ونشكر الأخ حسن فضل حسن مشرف التحصين بالمحافظة على تعاونه معنا".

واختتم الوليدي حديثه بالقول: "نطالب المحافظة والوزارة اعتماد وبناء وحدة صحية في منطقة مريع كونها منطقة كبيرة وبها كثافة سكانية وطريقها وعرة وشاقة وبعيدة ونجد صعوبة في تطعيم الأطفال هناك، كما نطالب باعتماد مخصص مالي للنزول وتفقد المراكز والوحدات بالمديرية كونها متباعدة ومكلفة".

 

تأهيل كوادر محلية

واختتمت "الأمناء" استطلاعها بلقاء المدير السابق لمستشفى الشهيد صلاح ناصر محمد بالمحفد د.محمد أحمد جعيول، الذي قال: "شهد الجانب الصحي بالمستشفى تحسنا طفيفا لمسه المواطن خلال السنوات الأخيرة، وكان من أهم الإيجابيات هو عودة ثقة المواطن بالمستشفى، حيث وجد الرعاية والخدمة التي افتقدها لسنوات، وكان من أسباب نجاحنا بفضل الله هو إعادة هيكلة المنظومة الصحية العاملة بالمستشفى بشكل عام، ووجدنا تجاوبا من جميع العمال والموظفين وبدأنا نسير في الطريق الصحيح وإلى جانبنا السلطة واللجنة الأهلية بالمديرية، وعقب طرد الحوثي من الجنوب دخلت على الخط العديد من المنظمات الدولية ووفرت الأجهزة والطواقم الطبية وأنعشت العمل".

وأضاف: "ورغم ذلك لا نزال نعاني من قصور وأكبر المعوقات للوضع الصحي في المحفد هو النقص الكبير بالكادر التمريضي والفني المحلي، حيث يعزف شباب المنطقة عن مواصلة التعليم في المعاهد الصحية بسبب بُعد المنطقة والظروف الراهنة، والمطلوب تأهيل كوادر محلية لتتحمل على عاتقها المسؤولية مستقبلا حتى نصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، أضف إلى ذلك أن ميزانية مستشفى المحفد تعادل ميزانية مركز صحي مقارنة بالمناطق الأخرى، وهذا ظلم ولا بد من استجابة ما".

واختتم حديثه بالقول: "نشكر الدكتور علي أحمد الوليدي وكيل وزارة الصحة العامة لقطاع الرعاية الأولية على دعمه المستمر واللا محدود للجانب الصحي في مديرية المحفد".



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل