آخر تحديث :الاربعاء 26 فبراير 2025 - الساعة:00:22:11
تهديدات الأحمر باحتلال عدن تُمهد لعدوان جديد على الجنوب
(الامناء/القسم السياسي:)

تهديدات الأحمر باحتلال عدن تُمهد لعدوان جديد على الجنوب
هل ترمي شرعية الإخوان بنفسها إلى الجحيم؟
كيف فضحت تصريحات حميد الأحمر حماقات الشرعية ضد الجنوب؟
تفاصيل توجه (إيراني قطري تركي) لتقويض جهود السعودية السياسية
سياسيون: على الجنوب التعاطي مع ما يحدث على الأرض بفاعلية ويقظة عالية

"الأمناء" القسم السياسي:
لم يمر أسبوعان على التصريحات - أو بالأحرى التهديدات - التي أطلقها وزير الداخلية في حكومة المناصفة إبراهيم حيدان بالعدوان على العاصمة الجنوبية عدن حتى ظهر إخواني يوجه التهديد ذاته.
التهديد هذه المرة صدر عن القيادي الإخواني المقيم في تركيا حميد الأحمر، الذي أطلق تصريحات يمكن النظر إليها بأنها تؤسس أرضية تمهيدًا لعدوان جديد على الجنوب، وتحديدًا العاصمة عدن، متوعدًا ومتوهمًا بأن مليشيا الشرعية قادرة على احتلالها في غضون أسبوع.
الأحمر ساق مبررات واهية في التمهيد للعدوان على عدن، وهي لا تختلف كثيرًا عما سابقه المدعو إبراهيم حيدان الشهر الماضي، عندما لوح بشن حرب على العاصمة تحت ذريعة القضاء على من وصفها بـ"الخلايا الحوثية الناعمة".

التعاطي بفاعلية ويقظة عالية
سياسيون ومراقبون أكدوا أن "تهديدات القيادات الإخوانية في هذا التوقيت لا يجب التهاون معها بأي حال من الأحوال، فعلى الصعيد السياسي فهي تتزامن مع مفاوضات تعقد في السعودية تستهدف إعادة إحياء مسار اتفاق الرياض".
واضافوا: "هذا التزامن قد يبعث برسائل سياسية مباشرة من قِبل الشرعية عبر أذنابها الإخوان، بأنه لا مجال أمام إحداث حالة توافق على الأرض بالبناء على أرضية اتفاق الرياض".
وتابعوا: "يبدو أن ساسة الشرعية عمدوا في الآونة الأخيرة، إلى إطلاق تصريحات استفزازية بغية إشعال مواجهة مفتوحة مع الجنوب، بما يبرهن على أن بوصلة الشرعية موجهة تجاه العاصمة عدن والعمل على احتلالها".
وأكملوا: "المشهد الراهن لا يجب النظر إليه بأنه مجرد محاولة من الشرعية لإحداث عملية استفزاز سياسي عبر إطلاق تصريحات وتهديدات، لكن الواقع على الأرض شهد تحركات ميدانية تؤشر إلى أن الشرعية تجهز لحرب جديدة على الجنوب".
وأكدوا أن "بواعث الترجيح باندلاع الحرب في وقت وشيك هو أن مليشيا الشرعية لم تتوقف على مدار الأيام الماضية عن عملية التحشيد المتواصلة، وتحديدًا إلى جبهة شقرة بمحافظة أبين، لتكون مسرحًا لبداية عدوان عسكري غاشم تبقى بوصلته الرئيسية هي العاصمة عدن".
واستطردوا: "كل هذا الذي يجري على الأرض يجب أن يتعاطى معه الجنوب بشكل فاعل وحيوي، والحديث هنا على وجه التحديد عن ضرورة التحلي بأكبر درجات اليقظة عملًا على مواجهة أي أعمال عدائية قد تشنها مليشيا الشرعية خلال الأيام المقبلة".
وقال السياسيون والمراقبون: "إنه لا شك أن أي جهود تقدم على اتخاذها القوات المسلحة الجنوبية ستمثل دفاعًا عن النفس، وهو حق لا يمكن لأحد سلبه من الجنوب، باعتبار أن المحافظة على أمن الجنوب وصد التهديدات التي تحيط به تمثل أولوية قصوى لا يمكن التفاوض بشأنها".
واختتموا أحاديثهم بالقول: "كما فشلت محاولات مليشيا الشرعية على مدار الأشهر الماضية لاقتحام واحتلال عدن بعدما باسلت القوات المسلحة الجنوبية في حماية العاصمة، فإن المصير نفسه في انتظار هذه المليشيات التي إن اعتدت فمن المؤكد أنها ستلقي بنفسها في جحيم غضب الجنوب، من منطلق ما تملكه القوات الجنوبية من قدرة عسكرية مهولة قادرة على حسم المعركة متى أُشعلت من قِبل أعداء الجنوب والمتآمرين عليه".

حماقات الشرعية ضد الجنوب
وكشفت تصريحات القيادي الإخواني المدعو حميد الأحمر وتهديده بإسقاط العاصمة عدن في غضون أسبوع، أبعاد الحماقات التي ترتكبها الشرعية الإخوانية بحق الجنوب طيلة السنوات الماضية، إذ أنه أكد أن هدفها الأساسي هو احتلال الجنوب وعرقلة خطواته نحو استعادة الدولة وليس التخلص من المليشيات الحوثية مثلما تدعي قيادتها ليل نهار.
وفضحت تصريحات حميد الأحمر توجهات الشرعية قبل الجلوس على طاولة المفاوضات مجددا في الرياض لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاق الذي رعته المملكة العربية السعودية قبل عامين، إذ أنها لا تلتفت بالأساس إلى الاتفاق ولا تعيره اهتماما، ويعد جلوسها على الطاولة مجددا بمثابة محاولة لإضاعة المزيد من الوقت وإتاحة الفرصة للمليشيا الحوثية لتنظيم صفوفها بعد الخسائر التي تلقتها على يد قبائل مأرب اليمنية والتحالف العربي مؤخرا.
وبرهنت التصريحات الأخيرة على أن حروب الخدمات التي شنتها الشرعية ضد الجنوب وتحريضها على تجميد حكومة المناصفة ودفعها نحو ترك مواقعها في العاصمة عدن، وتحشيدها العسكري المستمر ضد الجنوب هدفه السيطرة على مقدرات الجنوب وإفشال أي خطط من شأنها مجابهة المليشيات الحوثية.
وتكفي التصريحات العلنية للمدعو حميد الأحمر للتعامل مع الشرعية على أنها طرف معادٍ للتحالف العربي وليس للجنوب فقط، إذ أن مساعيها لإسقاط عاصمة الجنوب لا تنطوي على أبعاد عدائية فقط مع المجلس الانتقالي الجنوبي أو أبناء الجنوب، لكنها تعبر عن توجه إيراني قطري تركي يسعى لتقويض أي جهود سياسية تبذلها قوى إقليمية ودولية عديدة باتجاه الذهاب نحو وقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق سياسي شامل.
ويقول متابعون: "تصريحات حميد الأحمر برهنت أيضا على أن السلوك العدائي من الشرعية ضد الجنوب لم يكن هدفه الأساسي بسط سيطرتها على محافظات الجنوب لتأمينها من المليشيات الحوثية، كما ادعت ذلك مرارا وتكرارا، لكنها بالأساس تستهدف تحويلها إلى مرتع لعناصرها الإرهابية التي فرت هاربة من الشمال بفعل تسليم الجبهات إلى العناصر المدعومة من إيران، وهو أمر طالما أكده المجلس الانتقالي الجنوبي دون أن يلقى الاهتمام المطلوب من المجتمع الدولي والأطراف الإقليمية".
وأضافوا: "هناك بعد آخر لا يمكن تجاهله وراء هذه التصريحات، إذ أنها تؤكد ضيق أفق الشرعية وانحسار أدواتها في التعامل مع تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي المنظمة على مستويات سياسية ودبلوماسية وعسكرية مختلفة، ولا يمكن الفصل بين هذه التصريحات وبين مساعي المدعو الأحمر لاستفزاز الجنوب ودفعه نحو الانخراط في مواجهات عسكرية واسعة النطاق تحقق الغرض المطلوب للشرعية".
واختتم المتابعون أحاديثهم بالقول: "إن إطلاق تلك التصريحات من أحد عملاء قطر وتركيا يؤكد أن هذا المحور يواجه هزائم متتالية في مواجهة التحالف العربي الذي أجهض مخطط تسليم محافظة مأرب اليمنية، وبالتالي فإن الدفع نحو إثارة القلق والتوتر باتجاه العاصمة الجنوبية عدن قد يكون حلا مناسبا تستعيد فيه تلك القوى مكاسبها عبر تشتيت جهود التحالف العربي والقوات المسلحة الجنوبية".




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل