آخر تحديث :السبت 19 اكتوبر 2024 - الساعة:22:04:16
أحدهما طيار والثاني مهندس والثالث استشاري..
"الأمناء" تنفرد بنشر قصة ثلاثة أشقاء توفوا بـ"كورونا" في لحج
("الأمناء" تقرير/ عبد القوي العزيبي:)

الجنوب يخسر ثلاثة من كوادره في أقل من شهر

قبيلة "العروبة" بالفيوش تفقد ثلاثة من كوادرها

ما أسباب عدم تشغيل جهاز فحص كورونا بمستشفى ابن خلدون؟

تقصير بالتوعية والإجراءات الاحترازية من قبل جهات الاختصاص بلحج

 

"الأمناء" تقرير/ عبد القوي العزيبي:

لا تزال جائحة كورونا تحصد الأرواح وتشكل خطرا أكبر على المجتمع اللحجي في محافظة لحج، المحافظة التي تعتبر منذ حرب 2015م منكوبة من مخلفات الحرب، مما زاد من اتساع رقعة الفقر وتوسع انتشار الأوبئة من مختلف أمراض الحُميات، بالإضافة إلى خطر انتشار وباء كورونا (كوڤيد 19) القاتل والذي يشكل أكبر خطر وقلق داخل المحافظة، نتيجة لقدراتها المحدودة في مجابهة هذا الوباء الذي هزم دولا كبرى متطورة صحياً وطبياً.

 

بعودة الابن توفي الأب

"الأمناء" تنفرد بنشر حكاية الأخوة الثلاثة، شهداء فيروس كورونا بمنطقة الفيوش في مديرية تبن بمحافظة لحج، من أولاد المرحوم فضل عبدالله العروبة الصويلحي، والذين يعتبروا شهداء هذا الفيروس القاتل، فقد توفي العميد الطيار/ محمود فضل عبدالله العروبة الصويلحي بتاريخ 22 أبريل 2021م، وهو في صراع مع المرض بأحد مستشفيات العاصمة عدن، وشاءت قدرة الله تعالى أن يظل يصارع المرض حتى عودة ابنه من ألمانيا، والذي حال وصوله أرض الوطن وزيارة أبيه لم يمر من الوقت إلا ساعات حتى أعلن المستشفى عن وفاة الأب العميد الطيار، مما ساد الحزن بوفاته وسط أسرته وأهله والأصدقاء، وبوفاته كان خسارة أخرى على الوطن كأحد الكوادر الجنوبية في مجال الطيران.

 

(ضربتين بالرأس توجع)

لقد كان لخبر وفاة العميد طيار/ محمود العروبة فاجعة كبيرة على أسرته وأسرة أبيه وكل محبي الفقيد، وبينما آل العروبة في العزاء حزناً على فراقه، إذا في اليوم الرابع من وفاة الطيار يُتوفى أخوه الثاني المهندس الزراعي/ أحمد فضل عبدالله العروبة في تاريخ 26 أبريل 2021م، وكما يقال (ضربتين في الرأس توجع)، فكان لوفاتهما (محمود، وأحمد)، بوباء كورونا، صدمة كبيرة على الأهل والأصدقاء والمحبين لهما، فخسر الوطن الجنوبي كادرا آخر في مجال الزراعة من آل العروبة، وساد الحزن في قبيلة الصويلحي بمنطقة الفيوش وشاطرهم حزنهم أبناء لحج، في ظل استمرارية الوباء بحصد أرواح آخرين كل يوم، بينما المحافظة عاجزة عن مجابهة الوباء ولو بالتوعية الميدانية أو بالإجراءات الاحترازية، ولقد كانت رباعيات ردفان في بداية انتشار الوباء وحصده الأرواح خير شاهد على تقصير سلطة لحج بتدارك الخطورة مبكراً، لعدم قيام سلطة لحج بأي أهمية ورعاية في حينه لمجابهة الوباء، وبفضل من الله وبجهود المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة لحج أعلنت رباعيات ردفان آنذاك بأنها منطقة موبوءة وعزلها لأيام حتى يتم محاصرة الوباء وعدم انتشاره، وعقب ذاك تحرك مكتب صحة لحج بإجراءات الرش والتعقيم.

 

الاستشاري في ذمة الله

لقد كان لوفاة الأخوين الطيار والمهندس (محمود وأحمد فضل عبدالله العروبة) الأثر الأكبر في نفوس الأهل والأقارب والأصدقاء والمحبين، وبينما الأسرة في واجب العزاء فإذا بابنها الثالث الاستشاري بصندوق الاجتماعي للتنمية فرع عدن الأستاذ/ ميثاق فضل عبدالله العروبة، يعاني فجأة من أعراض الوباء، وتم إسعافه إلى مستشفى ابن خلدون بحوطة لحج قسم العزل، وعقب ذلك نقله إلى مستشفى الصداقة في العاصمة عدن لتلقي العلاج بقسم العزل، وبعد أيام مريرة من الصراع مع الوباء، أعلن عن تحسن صحة المريض ميثاق العروبة، ولم يمضِ يوم واحد وإذا بالفاجعة الكبيرة تضرب وتزلزل لحج عامة والفيوش خاصة بوفاته صباحاً بتاريخ 17 مايو 2021م، لتفقد أسرة فضل العروبة وخلال أقل من شهر بفترات متفاوتة ثلاثة من أبنائها نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، وكان لفقدانهم خسارة أكبر على المحافظة والوطن الجنوبي، فقد ترك الأخوة بصمات إيجابية مشرفة لخدمة الوطن (عسكرياً وزراعياً وتنموياً)، بالإضافة إلى مختلف الأعمال الخيرية والإنسانية التي كانوا يقومون بها في منطقتهم خاصة ولحج عامة ومع آخرين من خارج لحج، والتي انعكست بسيل جارف من الحزن العميق عبر برقيات التعازي والمواساة بوفاتهم من مختلف محافظات الجنوب وخارجه.

وتشير المعلومات أنه بينما كان ميثاق مرقدًا بقسم العزل فقد أصيب بالوباء زوج أخته، والذي أيضاً ترقد داخل القسم دون علم ميثاق حتى وفاته، ولا يزال زوج الأخت حياً وفي طور التحسن داخل القسم.

 

ضعف دور المحليات بلحج

بالرغم من خطورة وسرعة انتشار هذا الوباء (كوڤيد19) داخل المحافظة في رحلته للعام الثاني، وللأسف يرى المواطن ضعف وتجاهل السلطات المحلية عن القيام بدورها بشكل اكبر لمجابهة الوباء، بالرغم من الدعم المختلف الذي يقرأ عنه المواطن، والمقدم من منظمة الصحة العالمية والأخوة الأشقاء في السعودية والإمارات، ومع ذلك لا يوجد أي استشعار جاد بالمسؤولية تجاه ما يحدث على أرض الواقع، فكما هو معلوم عند الاشتباه بأي حالة مصاب لا بد من نزول فريق طبي إلى المنطقة لإجراء اللازم، لكن يلاحظ وجود وفيات بهذا المرض ولكن يتأخر نزول الفريق إلى المنطقة، وفي الدول المتقدمة التي تحافظ على صحة وسلامة الإنسان تجدها تحاسب وتعاقب على أي تقصير في واجب العمل، أضف إلى ذلك نجد أن دور المواطن سلبي، والذي لا يعطي للوباء أهمية من خلال قيامه بالاحترازات الوقائية الشخصية، حتى لا يصاب أو يكون عاملا مساعدا في نقل الوباء لأسرته ومجتمعه.

 

اعتكاف صحة لحج

يتذكر المواطن مع بداية ظهور الجائحة العام الماضي، وجود اهتمام ورعاية أكبر لمجابهة الوباء، بالرغم أن الإصابة والوفيات كانت أقل، وكان يوجد آنذاك تفاعل إيجابي كبير من خلال التوعية والقيام بالاحترازات الوقائية، وبمقابل ذلك خلال هذا العام يلاحظ عامة الناس انكماشا كبيرا في التوعية وعدم القيام بالاحترازات الوقائية داخل المحافظة، وظل مكتب الصحة منزوياً عن القيام بواجبه الأخلاقي والإنساني على أكمل وجه، لدرجة ضعف كبير وجد في جانب الإعلام والتثقيف الصحي لا يعرف أسبابه.

كما تشير المعلومات إلى حصول مكتب الصحة على جهاز فحص حالات الاشتباه بفيروس كورونا وتسليمه لمستشفى ابن خلدون، ولكن الأخبار تؤكد عدم تشغيله ولا تزال العينات ترسل إلى العاصمة الجنوبية عدن، وبهذا يؤكد المواطنون أن مكتب الصحة بلحج فشل أمام هذا الوباء، وعلى القائمين على المكتب أن يغادروا كرسي المكتب، قبل أن يتحملوا مزيداً من الأنفس التي تزهق نتيجة هذا التقصير لعدم التشخيص المبكر للوباء من خلال استخدام الجهاز وتفعيل دور التوعية وسرعة نشر الإجراءات الاحترازية.



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل