آخر تحديث :الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 - الساعة:00:16:31
صحف عربية : الأردن على مفترق طرق
(الامناء/وكالات:)

يعيش الأردن منذ أيام قليلة على وقع إحدى أخطر الأزمات التي شهدها في تاريخ الحديث، بعد كشف السلطات خططاً واتصالات هدفها المساس بأمن واستقرار المملكة، وتورط شخصيات بارزة فيها.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن من شأن تعرض الأردن في ظل التعقيدات التي يعيشها ومن ورائها منطقة الشرق الأوسط، إلى هزات عنيفة، أن يفاقم الوضع المتقلب في المنطقة، ويعرقل الجهود المبذولة لخفض التوتر فيها.
تاريخية فارقة
في هذا السياق قالت صحيفة "الرأي" الأردنية، إن الساعات الأخيرة أظهرت معدن الأردنيين "في لحظة تاريخية فارقة".
وأوضحت الصحيفة أن "الأردنيين ليسوا متعجلين على نتائج التحقيقات، فالمهم هو أن بلادهم تجنبت فصلاً من الاضطراب بحنكة القيادة الأردنية والأجهزة الأمنية ولقنت المتربصين بالأردن درساً يستطيعون من خلاله تبيُن الخط الأحمر الذي لا يمكنهم الاقتراب منه أو المناورة حوله، ولكنهم بالفعل يشعرون بشيء من الخذلان لأنهم كانوا يتوقعون من بعض الشخصيات أن ترتقي لمستوى المسؤولية والمرحلة والضمير الوطني".
ضد العواصف
وفي صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية قال غسان شربل، إن صورة الأردن "هي صورة بلد مستقر"، وأن التطورات السريعة المتلاحقة التي شهدها في اليومين الماضيين والتي جعلته تحت الأضواء، أكدت متانة البناء الداخلي، وتماسك المملكة ومؤسساتها.
وقال الكاتب: "أظهرت الساعات المثيرة التي عاشتها عمان استمرار مظلة الاستقرار التي يضمنُها تعلق الأردنيين باستقرار بلادهم والاهتمام الإقليمي والدولي بحماية هذا الاستقرار.
ولد الكيان الأردني قبل مائة عام. ولم تكن الولادة سهلة في هذا الجزء الصعب من العالم. وثمة من بكر في التشاؤم قائلاً إنّ العمارة شُيّدت على خط الزلازل. وأن القلق سيكون جزءاً لا يغيب من حياتها. وأنها ستحتاج إلى صيانة مستمرة. وأجهزة إنذار مبكر. مرة لاحتواء العواصف وترويضها، وأخرى لتفاديها. ولا تقتصر المشكلة على تواضع الموارد. أصعب منه القدر الجغرافي. وهو من قماشة الأقدار التي لا تقبل الجراحات أو العلاج بالصدمات". 
ويضيف الكاتب "لم يكن سراً في الآونة الأخيرة أن الأردن يعيش صعوبات متزايدة. صعوبات اقتصادية بسبب قلة الموارد وزيادة الأعباء التي رتبتها أزمات المحيط، وكذلك بسبب الخسائر الناتجة من تفشي وباء كورونا. يُضاف إلى ذلك مناخ انسداد آفاق التسوية في الموضوع الفلسطيني، وتزايد الشعور بأن سوريا لن تخرج قريباً من أزمتها. في هذه المناخات جاءت التطورات الأردنية الأخيرة، والتي أعادت التذكير بأهمية استقرار الأردن، وبقدرة مؤسسة الحكم فيه على مواصلة مهمة صناعة الاستقرار".
ولاية العهد
ومن جهتها قالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن الأمير حمزة بن الحسين، الذي اتهمته السلطات الأردنية، بالمسؤولية عن الأزمة الراهنة، لم يهضم "إعفاءه من منصبه مع سعيه الدؤوب في السنوات الماضية للعب دور متقدم عبر إثارة الانتقالات والجدال الواسع أمام عدد من أصدقائه وداخل البلاد".
ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين، أن الأمير "فقد فرصة أن يصبح ملكاً مرتين، عندما توفي والده وكان ما زال يافعاً، وعندما نحاه الملك عبدالله الثاني عن ولاية العهد" مضيفاً أنه إذا أفلت من السجن يوم السجن بفضل دمه الملكي، فإنه على الأرجح سيكون مهمشاً في مستقبل البلاد.
ونقلت الصحيفة، أن "الملك عبدالله الثاني ارتأى الحديث مباشرة مع الأمير حمزة بن الحسين ليتم التعامل مع المسألة ضمن إطار الأسرة الهاشمية لثنيه عن هذه النشاطات التي تستهدف العبث بأمن الأردن والأردنيين وتشكل خروجاً عن تقاليد العائلة الهاشمية وقيمها".
وأضافت على لسان نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية أيمن الصفدي،  أن "رئيس الأركان المشتركة التقى السبت بالأمير حمزة بن الحسين لإيصال هذه الرسالة وطلب منه التوقف عن كل التحركات والنشاطات التي تستهدف أمن الأردن واستقراره، غير أنه لم يتجاوب وتعامل مع هذا الطلب بسلبية لم تلتفت إلى مصالح الوطن وشعبه".
واعتبرت الصحيفة، أن قرار المواجهة مع الأمير حمزة مردّه حسبب محلل سياسي فضل حجب هويته تعمد الأمير أخيراً "أكثر من مرة مضاعفة انتقاداته لما وصفه بفساد السلطة أمام عدد من أصدقائه".
وأضاف المحلل "هناك بالتأكيد استياء من جانبه، فهو لم يستوعب أبدًا فقدان لقب ولي العهد" قبل نحو 17 عاماً.
مُخططات
من جهته وفي صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية قال السيد زهرة، إن "الأردن بلد عربي كبير له دور استراتيجي محوري في كل الملفات الكبرى" في المنطقة، من "ملف الصراع العربي الإسرائيلي، أو ملف العراق، أو ملف سوريا، وملف الأمن القومي العربي عموماً" ما يعني أن محاولة تقويضه أو المساس بأمنه، تندرج "في إطار المخططات التآمرية الكبرى التي تستهدف كل الدول العربية وتريد هدم كيان الدول، وإغراقها في الفوضى والصراعات الداخلية. وهي مخططات لطالما كتبنا عنها تفصيلاً ولا تستثني أي دولة عربية على الإطلاق".
واعتبر الكاتب، أن "هذه الدول والقوى في سبيل ذلك تحرص على أن تتواصل مع أي شخصيات، أو قوى داخلية يكون لديها الاستعداد لاستهداف أمن، واستقرار البلاد، سواء لأسباب، وأطماع خاصة، أو لأسباب طائفية، أو إيديولوجية أو أياً كانت. هذه الدول والقوى الأجنبية مستعدة بالطبع لتقديم أي دعم لهذه الشخصيات والجماعات، بل وقد تخطط لها تحركاتها وأجنداتها".




شارك برأيك