آخر تحديث :الاربعاء 26 فبراير 2025 - الساعة:17:49:55
تقرير : انتشار الحميات والكوليرا بقعطبة شمال الضالع ومكتب الصحة يطلق مناشدة عاجلة
("الأمناء" تقرير/ علي عميران:)

في منتصف أبريل عام 2020م افتُتح مركز العزل العلاجي الأول في منطقة حكولة بمحافظة الضالع بإمكانيات بسيطة لمواجهة خطر جائحة فيروس كورونا، وبعد نحو أشهر أعلن مكتب الصحة بمحافظة الضالع عن تسجيل 42 حالة اشتباه مؤكدة بأعراض كورونا خلال شهر مارس من العام الحالي 2021م بمحافظة الضالع.

 

الوضع الصحي بقعطبة

وتعاني مدينة قعطبة من مشاكل تفوق قدرتها المتواضعة، حيث تعيش على وقع المواجهات العسكرية بعدة جبهات في شمالها وغربها  وتواجه تحديات بيئية وافتقارها لمشروع  الصرف الصحي ناهيك عن كارثتها الصحية المتمثلة بانتشار أمراض الحميات ومنها المكرفس والضنك والإسهالات المائية (الكوليرا) وفوق كل ذلك جاءتها جائحة كوفيد19 لتزيد من مضاعفة معاناة سكان المدينة وسط استغاثات يطلقها مكتب الصحة بقعطبة للمنظمات الدولية والجهات المعنية لا تجد لها  آذانا صاغية ولا ضمائر مسؤولين حية إلا من رحم الله.

 

مستشفى السلام

وفي زيارة لمستشفى السلام بقعطبة يقول الدكتور جميل الزمزمي، نائب مدير المستشفى: "إن المستشفى يستقبل  يوميا أكثر من 200 حالة مرضية تتوزع ما بين 40-50 أمراض حميات مختلفة 25-30 إسهالات مائية كوليرا وحالات مشتبهة بفيروس كورونا تعاني من التهابات الجهاز التنفسي وصعوبة التنفس، حيث يتم تقديم الرعاية الصحية الأولية لهم ويتم نصحهم بالعزل المنزلي وإعطائهم الإرشادات في أخذ الاحترازات الوقائية اللازمة".

واضاف: "تسلّم مكتب الصحة بقعطبة بعض الأدوية والمضادات  الحيوية ووسائل الوقاية من قبل مكتب الصحة بالمحافظة بالإضافة إلى الدعم والأدوية التي تقدمها بعض المنظمات الدولية العاملة في المستشفى إلا أنها لا تكفي ولا تلبي الغرض مقارنة بزيادة  عدد الحالات المرضية التي يستقبلها المستشفى". حسب حديث الدكتور الزمزمي لنا.

 

زيادة الحالات وشحّة الإمكانيات

وتفتقر مدينة قعطبة ذات الكثافة السكانية العالية، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1,700,000  نسمة، بالإضافة إلى آلاف الأسر النازحة والمهجرة، إلى  مركز عزل خاص وجهاز فحص خاص بفيروس كورونا، فمستشفى السلام بات الملاذ الوحيد لجرحى الحرب ومرضى الحميات والمكرفس والجائحة معاً رغم إمكانياته  البسيطة مقارنة بحجم المسؤولية المنوطة به.

 

صحة قعطبة.. صعوبات وتحديات وإمكانيات محدودة

ويقول مدير مكتب الصحة بمديرية قعطبة الدكتور مثنى سعيد في تصريح صحافي: "يعاني مكتب الصحة في المديرية من مشكلات كثيرة، منها: ضيق مبنى مستشفى السلام، وزيادة عدد الحالات المرضية المصابة، ونقص في الأدوية والمستلزمات الطبية للمرافق الصحية بالمديرية، وعدم توفر وسائل الوقاية اللازمة للكادر الصحي، وتدخل محدود من قبل المنظمات الدولية لإنقاذ المرضى، وقلة الدعم من الأدوية للمرافق الصحية، ولا يوجد مركز عزل أو حجر صحي بالمديرية".

واضاف مدير الصحة: "فرق الاستجابة التابعة للمكتب تنتشر في مناطق مديرية قعطبة تعمل بشكل طوعي في ظل نقص في  وسائل الوقاية في مديرية تمتلئ بآلاف النازحين".

يضيف مدير الصحة بالمديرية: في قعطبة أكثر من 5 آلاف نازح  وفي أطرافها حرب بعدة جبهات وهذا شكّل عبئاً في معالجة جميع المرضى والجرحى حيث لا تتوفر الأدوية الكافية".

 

الصحة بلا نفقات

ويقول مدير صحة قعطبة حول معاناة القطاع: "لم يتم اعتماد أي مشروع في الجانب الصحي منذ عام 2008، معظم العمال الصحيين متطوعون بدون راتب في المرافق.. فلا توجد نفقات تشغيلية لعدد8 مرافق صحية فالنفقات غير كافية بالوضع الحالي لا توجد نفقات للمياه للمرافق وصيانة وسائل النقل لقطع غيار لسيارة الإسعاف أسوة بالمديريات الأخرى ولا توجد نفقات بند النظافة".

وأضاف: "أغلب عمالنا يصابون سواء فرق الاستجابة أو العاملين في القطاعات نتيجة التأخير في توفير وسائل الوقاية من الفيروس والنقص الذي نعانيه".

 

مناشدة عاجلة

وبهذا الصدد أطلقت السلطة المحلية بالمديرية ومكتب الصحة بقعطبة مناشدة عاجلة لوزارة الصحة ومكتب الصحة بالمحافظة والمنظمات الدولية بلفت النظر لمديرية قعطبة مطالبة ببناء مستشفى للمديرية لجميع الأقسام لكون الأرضية متوفرة ولا توجد جهات داعمة، وإعادة تأهيل المرافق الصحية القديمة كـ(شقران)، الذي اصبح خارج عن الجاهزية، وإعادة ترميم واعتماد مركز عزل لمدينة قعطبة وتقديم مختلف أوجه الدعم للمديرية وتوفير كافة المستلزمات الطبية والأدوية ووسائل الوقاية وجهاز فحص خاص بفيروس كورونا وسرعة صرف مستحقات فريق الاستجابة الطارئة (الفريق الرديف) للأشهر السابقة".

وأدلى مدير مكتب الصحة بتصريحه وبدت عليه ملامح الإحباط وقلة ذات اليد ومحاولته أن يدفع عن كاهل الآلاف ولو قليلا من آلامهم ومعاناتهم لكن الجهات الرسمية والمنظمات الدولية  لم يقدموا سوى اليسير الذي لا يمكن أن يخفف من الوضع الذي يعانيه المواطنون.

 

صيحات وآلام لا تسمع

وبين أنين ملايين المواطن وصيحاته وآلامه لا تسمع الجهات المعنية والمنظمات الدولية زفرات المرضى والمواطنين في قعطبة التي تشهد أطرافها مواجهات مشتعلة في أكثر من خمس جبهات قتالية للعام السادس  بالإضافة إلى آلاف الأسر النازحة من مختلف مناطق الصراع نزحت إلى مركز المديرية.. فربما تلفت أسماع المسؤولين والمنظمات الدولية أرقام الموتى في زمانهم  لكنهم لم يألفوا أن يصنعوا مجداً واحداً يذكر لهم، كيف لا وكل مجد لم يكن سوى بقوة المواطن وكفاحه خلف حكومة ومنظمات ينتظر منهم أن يوقفوا أرقام الموتى ويعيدون الحياة الكريمة لكل المواطنين.




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل