آخر تحديث :الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 - الساعة:00:16:31
صحف عربية : مصر ترسم "الخط الأحمر" في أزمة "النهضة"
(الامناء/وكالات:)

بلهجة حادة وقوية، نقلت مصر موقفها في نزاعها مع إثيوبيا حول سد "النهضة" إلى مستوى جديد، بعدما أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تصريحات غير مسبوقة تعليقاً على تطورات سد النهضة، متوعداً بأنّ مصر لن تظلّ مكتوفة الأيدي أمام تعنّت الإثيوبيّين.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، اختار الرئيس المصري، قناة السويس، التي تحظى باهتمام إعلامي واسع على خلفية حل أزمة السفينة العالقة، ليطلق تهديداً حاداً لإثيوبيا واعتبر أن المساس بحصة مصر "خط أحمر"، فيما أصدرت دول عربية عدة سلسلة بيانات أعلنت خلالها تأييد موقف مصر في أزمة سد النهضة.
خط أحمر 
وفي التفاصيل، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن مصر نقلت موقفها في نزاعها مع إثيوبيا حول "سد النهضة" إلى مستوى جديد، عقب تصريحات أدلى بها الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي حول المساس بمياه مصر واعتبارها "خطاً أحمر"، رابطاً إياها باستقرار المنطقة.
ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أبلغت أديس أبابا المبعوث الأمريكي للسودان وجنوب السودان دونالد بوث، تمسكها بملء السد "في موعده" في يوليو (تموز) المقبل.
وتنظر مصر إلى السد بوصفه "قضية وجودية تهدد حياة ملايين المصريين"، وقال السيسي محذراً إثيوبيا: "لا أحد يستطيع أن يقْدم على هذه الخطوة (المساس بحصة مصر)... مَن يريد أن يفعل فَليُرِنا ماذا يمكنه أن يفعل، وهذا ليس تهديداً لأحد وإنما تأكيد على حقنا في المياه"، مضيفاً: "معركتنا هي معركة تفاوض، والأسابيع القادمة ستشهد تحركات في هذا الاتجاه، والأمور تحكمها القوانين الدولية ذات الصلة بالمياه العابرة للحدود... أتمنى أن نصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومنصف".
الحل العسكري
وفي ذات السياق، قالت صحيفة "العرب"، إن "الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اختار قناة السويس، التي تحظى باهتمام إعلامي واسع على خلفية حل أزمة السفينة العالقة، ليطلق تهديداً حاداً لإثيوبيا بشأن أزمة المياه المندلعة بين البلدين واعتبر أن المساس بحصة مصر "خط أحمر"، وهو ما قد يكون له تأثير داخلي إيجابي في حين قد يؤدي إلى تعميق الأزمة بين القاهرة وأديس أبابا.
وبحسب الصحيفة، وصل السيسي إلى هذه النقطة عقب تردد طويل وبعد أن فاض به الكيل من مراوغات إثيوبيا في مفاوضات استمرت نحو عشر سنوات وأمضت وقتاً طويلاً في تدارس تفاصيل كثيرة دون أن تقدم نتيجة ملموسة وتتوصل إلى اتفاق مُلزم يحافظ على مصالح الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان.
ويقول مراقبون إن م"صر تتحمل مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في ملف سد النهضة، وأن الرئيس السيسي تعامل خلال السنوات الست الماضية بحسن نية مبالغ فيها مع الطرف الآخر الذي كان همه الوحيد ربح الوقت وفرض سياسة الأمر الواقع على القاهرة والخرطوم، وهو ما حصل وبات من الصعب الآن دفعه إلى التراجع".
وأشار المراقبون إلى أن "التلويح بالخيار العسكري قد يفيد النظام داخلياً ويساعده على تبديد مخاوف المصريين واستعادة ثقتهم"، لافتين إلى أن "التلويح بالقوة قد يزيد من توسيع دائرة الأزمة مع إثيوبيا ويعرقل المفاوضات، خاصة أن اللجوء إلى الخيار العسكري أمر صعب التنفيذ".
وأوضح مستشار كلية القادة والأركان التابعة للجيش المصري اللواء محمد الشهاوي لـ "العرب"، أن تصريحات السيسي تضمّنت تأكيداً على أن مصر لن تدخر جهداً في المفاوضات، لكن "إذا لم تنصع إثيوبيا فجميع الخيارات ستكون مفتوحة، وبكافة الوسائل المتاحة لإزالة الجمود الراهن".
وهذه أول مرة تلوّح فيها مصر رسمياً باستخدام القوة في أزمة سد النهضة، حيث درجت على التمسك بطريق التفاوض دون تلميح بالحل العسكري الذي كانت تروج له أديس أبابا كنوع من التحريض على مصر.
اهتمام كبير
وحازت رسالة الرئيس السيسي، بشأن مفاوضات سد النهضة، على اهتمام كبير، حيث أكد الخبراء الاستراتيجيون وخبراء المياه لـ "بوابة الأهرام"، أن "رسالة الرئيس كانت واضحة وحاسمة وقوية لموقف مصر من الملء الثاني لسد النهضة، لأن مياه النيل خط أحمر وحقوق لا يمكن التخلي عنها".
وأصدرت دول عربية عدة سلسلة بيانات أعلنت خلالها تأييد موقف مصر في أزمة سد النهضة، ودعمها لحقوق مصر في الحفاظ على أمنها القومي وأمنها المائي وحماية مصالح شعبها.
أسباب التصعيد
ومن جهته، كشف الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية هاني رسلان، أسباب التصعيد الذي ظهر في لهجة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن قضية سد النهضة الإثيوبي، وقال إن "اللهجة السلمية والتفاوضية التي انتهجتها مصر طوال الوقت قوبلت بتصعيد وتعنت إثيوبي. هذا التعنت لا يمتلك المقومات الكافية، وهو ما أثار حفيظة الرأي العام المصري وأثار غضبا كبيرا في مصر، وبدا كما لو كانت مصر متهاونة في حقوقها المائية".
وفي صحيفة "الجورنال" المصرية، أكد رسلان، أن "بدء الملء الثاني لسد النهضة يعني أنه لاتوجد أي تسويات سياسية للأزمة وفرض الأمر الواقع"، لافتاً إلى أن "السيسي وضع خطاً أحمر ثانياً فيما يتعلق بحقوق مصر المائية بعد الخط الأول في ليبيا".
وأضاف الخبير المصري، "السيسي وجه رسالة للمجتمع الدولي، لينهض بواجباته تجاه المنطقة"، مشيراً إلى أن السيسي "وضع النقاط على الحروف".




شارك برأيك