- الدفاع الأمريكية : هدفنا القضاء على قدرات الحوثيين في اليمن
- الربيزي: عودة الرئيس الزُبيدي تشكل انطلاقة نحو التصحيح الحقيقي للأوضاع
- مدمرة أميركية جديدة تدخل ضمن القوات البحرية المشتركة لردع الحوثيين
- رئيس انتقالي لحج "الحالمي": لا لتوطين النازحين.. والعودة الطوعية هي الحل
- الهوية الوطنية الجنوبية: تجلياتها، سبل الحفاظ عليها، وتعليمها للأجيال الناشئة
- تقرير خاص : هكذا تحولت تعز في عهد الإخوان إلى ساحة للفوضى والعنف والإجرام !
- الحوثيون في لبنان.. مشاهد «تذلل» تفضح التبعية
- ضبط ثلاثة متهمين بنشل المواطنين في سوق القات بسيئون
- ندوة في عدن حول مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
- رئيس الوزراء يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي وهذه أبرز تفاصيل اللقاء

تقرير المصير للجنوب
كيف أصبح الجنوب وقضيته لاعبًا رئيسيًا والطرف الأبرز بالمفاوضات القادمة؟
هل أقنع الانتقالي العالم بأحقية الجنوب في تقرير مصيره؟
كيف أصبح قيام دولة الجنوب خيارًا استراتيجيًا لبعض الحلفاء الدوليين؟
"الأمناء" تقرير/ صالح لزرق:
لم يعد الأمر كما كان في السابق فيما يخص الجنوب وقضيته العادلة، فقد أصبحت حديث الجميع، ولا أحد يستطيع تجاوزها، لذلك ستكون حاضرة في المحافل الدولية في أي تسوية سياسية شاملة تنهي الصراع في اليمن.
ونجح المجلس الانتقالي الجنوبي الكيان الجنوبي المفوض شعبيًا من إيصال الصوت الجنوبي إلى المحافل الدولية، واستطاع إقناع دول كبرى، وإثبات نفسه كحليف سياسي وعسكري في المنطقة مستغلا الزخم والدعم الشعبي في الجنوب الذي يقف خلفه، وأحقية وعدالة القضية الجنوبية التي تعرضت للظلم منذ احتلال الجنوب عام 94م من النظام اليمني الشمالي.
ما تحقق في الجنوب على يد القوات المسلحة الجنوبية، من انتصارات على مشروع إيران الفارسي وأيضا الانتصارات على التنظيمات الإرهابية في مختلف محافظات الجنوب، على يد هذه القوات، ساعد الانتقالي في رسم تحالفاته مع المجتمع الدولي والإقليمي العربي في مكافحة الإرهاب في الجنوب.
المرحلة القادمة مرحلة الجنوب
واعتبر مسؤول المجلس الانتقالي الجنوبي في روسيا علي الزامكي، أن ورقة الجنوب ستكون حاضرة كلاعب رئيسي في العملية السياسية القادمة، مشيراً إلى أن الشرعية لن يكون لها حضور سياسي قادم.
وفي منشور له عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قال الزامكي: "ورقة الشرعية انتهت، وستكون ورقة الجنوب حاضرة في المسرح السياسي الإقليمي". موضحا أن ورقة الجنوب في المرحلة القادمة ستكون الورقة الوحيدة واللاعب الرئيسي في العملية السياسية اليمنية والإقليمية.
ودعا إلى ضرورة توحيد الموقف السياسي الجنوبي، في حال وافق الحوثي على المبادرة السعودية، ما لم فالجنوب سيكون جسر مرور سياسي للحل واستثمار سياسي لصالح أطراف يمنية إقليمية على حساب قضية الجنوب.
وحول المبادرة السعودية قال الزامكي: "المبادرة في حال وافق عليها الحوثيون، فإن المملكة سوف تستبدل ورقة الشرعية اليمنية المنتهية الصلاحية بورقة قضية الجنوب الحية والمقدسة، وسوف تقايض بها لترتيب وضعها مع الحوثي على حساب قضية شعب الجنوب ومستقبله السياسي".
دعم الجنوب
وتسعى القوى اليمنية بكل ما تستطيع من قوة إفشال أي تحرك جنوبي لانتزاع دولة الجنوب، حيث يشكل استقلال دولة الجنوب خطرا على مصالحها ونفوذها في بعض محافظات الجنوب الغنية بالثروات النفطية.
ويسيطر حزب الإصلاح الإخواني على محافظة شبوة وجزء من محافظة حضرموت، حيث يقع النفط، لذلك يرفض الحزب دفع قواته إلى الشمال لمواجهة الحوثي وأبقى الترسانة العسكرية في وادي حضرموت وشبوة.
حزب الإصلاح الإخواني يسيطر على قرار شرعية الرئيس هادي من خلال نائب الرئيس علي محسن الأحمر القيادي في جماعة الإخوان، ومدير مكتب الرئيس عبدالله العليمي قيادي بارز في جماعة الإخوان، وفشل هذا الحزب في تحقيق انتصارات شمالا أمام الحوثي حيث بات آخر معاقله شمالا في خطر وقد تسقط مأرب في أقرب وقت، بعد الهجوم الحوثي المتواصل على المدينة.
يظل هذا الفشل لمنظومة الشرعية وأذرعها خطرا حقيقيا على الجنوب، بحيث أن سقوط الشمال بيد الحوثي قد يدفع المليشيا الإيرانية إلى التوسع في مناطق شبوة وحضرموت مستغلة الانكسار وانهزام الإصلاح وقواته هناك، لذلك يفرض على التحالف العربي والمجتمع الدولي وضع حلول ودعم الانتقالي الجنوبي في محافظات الجنوب.
وكانت قيادات إخوانية قد اعترفت أن سقوط الشمال بيد الحوثي سيعزز من موقف الانتقالي الجنوبي أمام المجتمع الدولي والتحالف العربي، حيث تغني سيطرة إيران على الشمال، لذلك من صالح التحالف الحفاظ على الجنوب كدولة بعيدة عن الأطماع الإيرانية.
وقال السياسي اليمني نبيل الصوفي إن قيام دولة الجنوب اليوم هو نجاة من الحوثي.
وأشار الصوفي عبر "تويتر" إلى أن "الحوثي أعاد اليمن كلها إلى الستينيات"، موضحا أن الحوثي أسقط الجمهورية اليمنية على أرض الواقع.
وشدد الصوفي قائلا: "لهذا فإن إقامة دولة في الجنوب اليوم، هو نجاة من الحوثي".
وفي ذات السياق أكد الكاتب الجنوبي صالح الدويل تعنت الحوثيين، وفشل الإخوان في الحرب وغباء أدوات المملكة في إدارتها "ما أريكم إلا ما أرى" سيفرض على المملكة أن تلجأ لخيار استقلال الجنوب ما لم فإن عليها أن تنتظر جبهة صفوية إيرانية من حدود المهرة إلى تخوم جيزان شاءت أم أبت.
وتوسع إيران من نفوذها داخل اليمن، ساعدها بذلك الإدارة الفاشلة للتحالف العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية في إدارة الحرب التي راهنت على الإخوان وأوصل الحرب إلى الفشل وقد تخسر الكثير بحال استمرار دعمها لهذه الإدارات.
قيام دولة الجنوب.. خيار استراتيجي
زيارة وفد المجلس الانتقالي الجنوبي قد تثمر مستقبلا، حيث من المتوقع أن تستضيف موسكو مباحثات بشأن الأزمة باليمن.
روسيا لديها علاقة جيدة مع جميع الأطراف، لذلك قد تلعب دورا محوريا بالحل بين الأطراف، حيث تعتبر الضامن للحوثي كما أن لديها علاقة مع الانتقالي الجنوبي.
وقال الخبير الأمريكي المقيم بروسيا أندرو كوربيكو، في تقرير ترجمة موقع سوث 24 أن "موسكو تفكر بالفعل في شيء من هذا القبيل فيما يتعلق باليمن بعد استضافة المجلس الانتقالي الجنوبي الشهر الماضي، في حين أنّ عرض إسلام آباد بالوساطة بين الرياض وطهران لا يزال مفتوحًا، ويمكن إنجاز هذا الأخير بشكل غير مباشر من خلال استضافة المحادثات اليمنية".
وكان أحمد صالح العيسي قال في حواره الأخير مع مركز صنعاء للدراسات: "روسيا تبدي اهتماما بالجنوب، وترفض أي تمدد حوثي باتجاه الجنوب، حيث على ما يبدو أن الروس يركزون على الجنوب".
ما يؤكد أن الروس قد يلعبون دورا كبيرا لصالح الجنوب وتبني روسيا تحالفًا سياسيًا وعسكريًا مع المجلس الانتقالي الجنوبي الطرف الجنوبي الأبرز والأقوى على الساحة.
من جانبه قال المحلل السياسي السعودي الدكتور أحمد ضيف الله، إن خبيرا روسيا قدم اقتراحا على التحالف العربي دعم الجنوب لإعادة دولته التي احتلها النظام الشمالي عام 94م.
ضيف الله قال عبر (تويتر): "صديق روسي خبير باليمن قال له: شمال اليمن معضلة مركبة خلاصها من داخلها، على العكس فجنوب اليمن مرن و واعٍ، وبه كل مقومات الدولة النموذجية".
واقترح الخبير الروسي على التحالف بحسب ضيف الله أن "ينتقل إلى سيناريو عودة الجنوب إلى ما قبل الوحدة المفروضة، ثم توحيده والدفاع عنه وبناءه وتنميته" - حد قوله.
الجنوب مفتاح الحل للأزمة اليمنية
وأعلنت المملكة العربية السعودية عن مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن، الاثنين الماضي، أكدت في آخر فقرة من مبادرتها حرص المملكة على الحل باليمن وفق المرجعيات الثلاث قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، التي تعد السبب الرئيسي في اندلاع الحرب وانقلاب الحوثي على الدولة شمالا وجنوبا كما أنها انقلاب على القضية الجنوبية.
وعلق سياسيون وناشطون جنوبيون على المبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، التي أعلن عنها وزير خارجية المملكة، الاثنين، معتبرين أن الواقع تجاوز "المرجعيات الثلاث"، وأن "حل الأزمة اليمنية لن يتحقق دون منح أبناء الجنوب حقهم في تقرير مصيرهم" - كما يرون.
وقال عضو هيئة الرئاسة للمجلس الانتقالي الجنوبي، سالم ثابت العولقي إن "المرجعيات الثلاث مشكلة وليست حلاً".
وأردف على "الفيسبوك": "من يريد ما تسمى بمخرجات الحوار يروح ينفذها عند الحوثي".
واعتبر الدكتور حسين لقور بن عيدان أن "الحل لأزمة اليمن يكمن في قيام دولة الجنوب وبنائها"، مضيفاً في تدوينة على حسابه في تويتر: "إنّ حلول السلام لا يمكن أن تأتي من صنعاء لأنها مصدر الحرب، وخاصة أنها تخضع لسيطرة مليشيا عنصرية عبثت بمصير البلاد".
من جانبه قال عضو فريق المجلس الانتقالي، لمفاوضات اتفاق الرياض، أنيس الشرفي، إن الحلول السياسية في اليمن لن تنجح إلا باستعادة دولة الجنوب.
وقال الشرفي عبر (تويتر): "إحلال السلام والاستقرار في الجنوب واليمن والمنطقة هو غاية شعب الجنوب، ومن هذا المنطلق يولي المجلس الانتقالي أولوية لجهود السلام والمشاركة الفاعلة على طاولة العملية السياسية لطرح قضية شعب الجنوب وتطلعاته باستعادة دولته المحتلة منذ اجتياح الجنوب عسكريا عام 1994م".
وأضاف: "حرب صيف 1994م وما أعقبها من سياسات عدائية بحق شعب الجنوب وأرضه وثرواته، تمثل السبب الرئيس للأزمات المتعاقبة التي تواجهها اليمن، إذ أن كل تلك الأزمات ما هي إلا تفاعلات ناجمة عن احتلال الجنوب، وصراع القوى الزيدية الطامعة على ثرواته الوفيرة وموقعه الاستراتيجي وأراضيه الفسيحة".
وتابع: "إن أراد المجتمع الإقليمي والدولي والقوى السياسية الشمالية فعلاً تهيئة بيئة ملائمة لإحلال السلام فعليهم الإقرار والتسليم بما يريده ويقرره شعب الجنوب لذاته، ما لم فإن أي عملية سياسية لن تسهم في توفير حلول جذرية للأزمة، بل ستكون مجرد استراحة حرب لتمكين كل طرف من استجماع قوته والاستعداد لخوض صراع دموي جديد".
الأكاديمي خالد الشمري أكد أن "الطرف الوحيد المستفيد من المرجعيات الثلاث هو حزب الإصلاح الإخواني، لذلك ستجدون الشرعية الإخوانية متمسكة بالمرجعيات الثلاث".
وأضاف: "المرجعيات الثلاث تلغي جميع الأطراف الأخرى بمن فيهم الانتقالي والقضية الجنوبية وقوات المقاومة الوطنية كطرف سياسي وعسكري موجود على أرض الواقع وحزب المؤتمر ورموزه السياسية".
وخلص الشمري إلى القول: "سيكون حوارا عقيما لن ينهي الأزمة ولن يوقف الصراع والحرب".