آخر تحديث :الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 - الساعة:16:22:20
صحف عربية : المبادرة السعودية للسلام في اليمن تكشف التعنت الحوثي
(الامناء/وكالات:)

رفعت السعودية خيار السلام عالياً في اليمن مرة أخرى، سعياً لإنهاء الأزمة الطويلة، ووقف حمام الدم، وإصلاح الأوضاع الاقتصادية عبر فتح الخطوط الجوية والبحرية، حرصاً على اليمن وحقناً للدماء، وحماية لليمن من أنياب إيران.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، فإن المبادرة السعودية لإنهاء الصراع التي أصبحت سارية فور إعلانها والتي رافقها ترحيب عربي ودولي واسع، رفعت الغطاء عن ميليشيا الحوثي التي سارعت إلى رفضها.
حل شامل
وفي تعليقها على المبادرة السعودية، نقلت صحيفة الشرق الأوسط، عن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن المبادرة "تنص على وقف إطلاق نار شامل تحت رقابة أممية، وإيداع الإيرادات والضرائب الجمركية لسفن المشتقات النفطية بميناء الحديدة في حساب مشترك للبنك المركزي اليمني، فرع الحديدة، بناء على اتفاق ستوكهولم، إلى جانب فتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وبدء مشاورات سياسية بين الأطراف اليمنية".
وأضاف الوزير أمس الثلاثاء، أن المبادرة تهدف إطلاق مشاورات "بين الأطراف اليمنية، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، برعاية الأمم المتحدة، بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل".
رفض حوثي
قالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن الخطوة السعودية جاءت بعد التشاور مع الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة، عقب إعلان الحوثيين رفضهم مبادرة واشنطن التي سلم مبعوثها لليمن تيموثي ليندركينغ نسخة منها للوفد التفاوضي الحوثي في مسقط.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية سعودية قولها، إن المبادرة الأمريكية التي تحدث عنها ليندركينغ هي نسخة مطابقة تماماً لخطة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث المسماة "الإعلان المشترك".
وأشارت المصادر إلى أن "الموقف السعودي الذي تضمن الإعلان عن مبادرة أحادية قدم مبادرات جديدة حول نقاط الخلاف الرئيسية المتعلقة بميناء الحديدة ومطار صنعاء ووقف إطلاق النار، وهي المواضيع التي ظل الحوثيون يتعللون بها لرفض المبادرتين الأممية والأمريكية، حيث جاء الموقف السعودي أكثر مرونة، وهو ما يضع الحوثيين في زاوية ضيقة بعد استنفاد كل أسباب رفضهم للمبادرات السابقة".
ويُذكر أن الصحيفة كشفت في وقت سابق عن شروع الحوثيين خلال الأيام الماضية في وضع قائمة مطالب جديدة، بعد تلقيهم رسائل إيجابية حول اشتراطاتهم التقليدية الثلاثة التي استجابت لها المبادرة السعودية. 
مفترق طرق
من جهتها قالت صحيفة الرياض: "اليوم لا مجال أمام الحوثي لرفض المبادرة التي شملت جوانب سياسية واقتصادية وعسكرية مهمة، حال نفذت سيتم انتشال اليمن من وضعه غير المقبول على الصعد كافة، وتبدأ مرحلة جديدة من التنمية، والشعب اليمني في أشد الحاجة إليها، وفي حال رفض الحوثي المبادرة فهذا يعني أنه غلب مصالحه الضيقة على مصالح اليمن والشعب اليمني، واستمر في تنفيذ الأجندة الإيرانية التي لا تريد خيراً ولا سلاماً لليمن ولا للمنطقة برمتها".
واعتبرت الصحيفة إن من مصلحة "إيران إطالة أمد النزاع طالما كان ضحاياه من اليمنيين، وكل ما عليها هو أن تغذي النار بالإمدادات العسكرية وبأيديولوجية سياسية بعيدة كل البعد عن مصالح اليمن ومصالح شعبه".
واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها، أن "ميليشيا الحوثي تقف الآن أمام مسؤوليتها أمام الشعب اليمني إما بقبول المبادرة وتغليب مصالح اليمن وشعبه، وإما استمرار التبعية لإيران بغض النظر عن استقرار اليمن وتنميته، فهي مفترق طرق".
مراوغة حوثية
وفي صحيفة عكاظ، قال جميل الذيابي إن المبادرة السعودية "لم تترك جانباً من جوانب الأزمة لم تشمله، إلا أن رد الفعل الأولي من جانب ميليشيا الحوثيين كان مراوغاً كالعادة. فهم يتمسكون برفع ما يسمونه الحصار أولاً، وفتح مطار صنعاء".
ويضيف الكاتب "رغم أن المبادرة تضمنت فتح المطار أمام رحلات محددة، وإيداع أموال الضرائب والعائدات النفطية في حساب مشترك لدى البنك المركزي اليمني في الحديدة، ووقفاً فورياً للنار، إلا أن قبول هذا العرض الكبير يتطلب إرادة سياسية لا ترتهن لإيران".
واعتبر الكاتب أن المبادرة السعودية، فضحت "مدى تحكم إيران بالإرادة السياسية والعسكرية لميليشيا الحوثي التي تتبعها، وتتولى طهران تمويلها، وتزويدها بالصواريخ الباليستية، والطائرات المفخخة، حتى لم يعد للحوثي هدف سوى التخريب والدمار والزعزعة، والمتضرر الأكبر من تلك السياسة الرعناء هو الشعب اليمني".




شارك برأيك