آخر تحديث :الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 - الساعة:15:57:27
الشرق الاوسط : معارك مأرب تستنزف الحوثيين... والجماعة ترد بقطع الاتصالات
(الامناء/الشرق الاوسط:)

شهدت محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) أمس (السبت) يوماً آخر من عمليات استنزاف التعزيزات الحوثية المتواصلة وبخاصة في مناطق غربي المحافظة وشمالها الغربي بإسناد من مقاتلات دعم الشرعية، وذلك بالتزامن مع تقدم للجيش في جبهات محافظة تعز (جنوب غرب).

وفي الوقت الذي لا تزال فيه الجماعة تتجاهل دعوات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لوقف الهجمات على مأرب والتهدئة في عموم الجبهات، لجهة التوصل إلى وقف لإطلاق النار تستأنف على إثره مشاورات لإحلال السلام، شككت الحكومة الشرعية في مصداقية المجتمع الدولي بسبب تصاعد هجمات الجماعة المدعومة من إيران وعدم اتخاذ أي مواقف حازمة لردع هذه الميليشيات.

تشكيك الحكومة اليمنية جاء في تصريحات رسمية لوزير الإعلام معمر الإرياني قال فيها إن «تصعيد الميليشيات الحوثية يؤكد أنها لا تمتلك قرار الحرب والسلم، وأنها مجرد ذراع لتنفيذ المشروع التوسعي الإيراني».

وأوضح الوزير اليمني أن الأحداث الأخيرة (التصعيد المستمر على مأرب والهجمات الإرهابية ضد السعودية) أكدت أن الميليشيات الحوثية مجرد فصيل مسلح تابع للحرس الثوري ويدار من المدعو حسن إيرلو، لمحاولة الإضرار بأمن المملكة وتهديد أمن وإمدادات الطاقة العالمية وخطوط الملاحة الدولية‏.

وأشار الإرياني إلى أن هذا التصعيد الذي جاء بعد قرار الإدارة الأميركية إلغاء تصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية» وفي ظل دعوات التهدئة والحل السلمي للأزمة، يؤكد أنها الميليشيات لا تؤمن بالسلام وأن عقيدتها مبنية على القتل، وغير مؤهلة للعب دور في بناء السلام، كما يعكس عدم اكتراثها بالمعاناة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون‏.

وفي حين شكك وزير الإعلام اليمني في مصداقية المجتمع الدولي في إحلال السلام وإنهاء معاناة اليمنيين، قال إن هذا التصعيد يستوجب «ضرورة العمل على إدراج ميليشيا الحوثي وقياداتها ضمن قوائم الإرهاب، وتقديم الدعم الجاد للحكومة في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب وتثبيت الأمن والاستقرار في الأراضي اليمنية كافة».

دعوات الوزير الإرياني تزامنت أمس مع قيام الميليشيات الحوثية بقطع الاتصالات التي تتحكم بها من صنعاء عن مناطق عدة تسيطر عليها الحكومة الشرعية بما فيها محافظة مأرب، في خطوة عدها مراقبون رداً على خسائر الجماعة في الجبهات وعجزها عن إحراز أي تقدم باتجاه مركز المحافظة الغنية بالنفط والغاز.

وبحسب مصادر ميدانية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» كسرت قوات الجيش اليمني أمس (السبت) هجمات جديدة للميليشيات الحوثية في جبهات غرب مأرب وشمالها الغربي وبخاصة في مناطق الكسارة وهيلان والجدعان بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية.

وكان الإعلام العسكري للجيش أفاد مساء الجمعة بأن القوات كسرت هجمات انتحارية للميليشيات في معارك استمرت 35 ساعة في جبهتي هيلان والكسارة، وأسفرت عن مصرع أكثر من 83 حوثياً، إلى جانب عشرات الجرحى، مؤكداً أن «كثيراً من جثث عناصر الميليشيات لا تزال متناثرة في الجبال والشعاب».

وأوضح المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن طيران تحالف دعم الشرعية شن عدة غارات دمر خلالها خمس عربات كانت تحمل تعزيزات للميليشيا غرب هيلان كما شن غارات أخرى في جبهة الكسارة أسفرت عن تدمير ثلاث عربات عسكرية ومدرعتين، بالتزامن مع تدمير مدفعية الجيش عربات وآليات عسكرية في مواقع متفرقة.

وفي مديرية مدغل، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني بأن 30 على الأقل من عناصر الميليشيات الحوثية قتلوا وأصيب آخرون خلال مواجهات عنيفة، الجمعة، مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية شمال غربي مأرب، إلى جانب أسر عدد من العناصر واستعادة أسلحة متنوعة كانت بحوزة العناصر المهاجمة. وأكد الموقع أن طيران التحالف استهدف بغارات محكمة تجمعات وتعزيزات حوثية ومرابض للمدفعية في مناطق مختلفة من منطقة الجدعان، وكبدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات القتالية.

من جهته، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد عبده مجلي في إيجاز صحافي أمس (السبت) أن عمليات الجيش «متواصلة ضمن الخطط المرسومة، وتحقق الكثير من أهدافها» بحسب تعبيره.

واستعرض مجلي خسائر الميليشيات في العتاد والأرواح في كل جبهات القتال، مستعيناً بالفيديوهات والخرائط، مع الإشارة إلى المساحات والمواقع التي حررها الجيش في جبهات محافظات مأرب وتعز وحجة.

وقال متحدث الجيش اليمني إن «العمليات القتالية الهجومية، التي شهدتها جبهات جبل مراد والجدعان والمخدرة وصرواح وجبل هيلان والمشجح والكسارة، (في مأرب) بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية، أثمرت انتصارات وتقدمات ومكاسب على الأرض، وألحقت خسائر فادحة بالميليشيات الحوثية، سواء في عناصرها أو قياداتها الميدانية».

وأضاف أن «الاستراتيجية التي يستخدمها الجيش بمأرب نجحت في استنزاف وهزيمة الميليشيا، حيث أوقعت بأنساقها ومجاميعها، في الكمائن والعمليات الهجومية المباغتة، التي حصدت العشرات من العناصر الحوثية الإرهابية».

وبينما استعرض العميد مجلي إنجازات الجيش في جبهات محافظة تعز، أعلنت أمس القوات الحكومية أنها «حققت تقدماً مهماً بتحرير عدد من التلال في جبهة الشقب جنوب شرقي تعز، حيث حررت تلال (الفراوش والذراع وسط تراجع وفرار عناصر الميليشيات)».

وكان الجيش في تعز أطلق عمليات غرب المحافظة وشمالها الغربي وجنوبها الشرقي بعد أن أعلنت السلطات المحلية النفير العام لاستكمال تحرير المحافظة المحاصرة منذ نحو ست سنوات.

ويطمح المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث ومعه المبعوث الأميركي تيموثي لندركينغ إلى وقف القتال والبحث عن تسوية سياسية تنهي معاناة اليمنيين، في حين يرجح العديد من المراقبين اليمنيين أن الميليشيات الحوثية لن ترضخ للسلام أو التفاوض قبل أن يتم كسرها عسكرياً.

وردت الميليشيات الحوثية على هذه الدعوات في الأسابيع الأخيرة بتكثيف الهجمات على مأرب وإطلاق الصواريخ والطائرات المفخخة المسيرة باتجاه الأراضي اليمنية المحررة والأراضي السعودية.




شارك برأيك