آخر تحديث :الاربعاء 25 ديسمبر 2024 - الساعة:01:14:19
الشرق الاوسط : تعزيزات عسكرية من الساحل الغربي للحسم في مأرب
(الامناء/الشرق الاوسط:)

تواصل محافظة مأرب (وسط اليمن) مقاومتها، بمساندة مباشرة من طيران التحالف، أمام الهجوم المسلح الذي تقوم به الميليشيات الحوثية، بدعم من إيران، في ظل ترقب وصول تعزيزات من الساحل الغربي لمساندة المدينة الغنية بالنفط والغاز.

وتجري المعارك بين الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية من جهة، والميليشيات الحوثية من جهة أخرى، في 3 محاور استطاعت خلالها القوات الحكومية صد الهجمات الحوثية، والتحول إلى الهجوم في كثير من الجبهات، الأمر الذي كبد الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، بحسب مسؤولين يمنيين. وقال سلطان العرادة، محافظ مأرب: «إن جماعة الحوثي المسلحة تشن هجوماً شاملاً على مركز المحافظة، من 3 محاور: جهة صرواح، والبيضاء، والجوف».

وأشار العرادة إلى أن «القوات الحكومية المسنودة برجال القبائل ومقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية تصدت للهجوم الحوثي بكل قوة». وتحدث محافظ مأرب عن الدور المحوري الذي تقوم به مقاتلات التحالف بقيادة السعودية لمساندة الجيش ورجال القبائل في تأمين المحافظة، وصد الحوثيين، وقال «مقاتلات التحالف أحدثت فارقاً في المعارك، ولولاها لكان الأمر مختلفاً».

وتابع خلال مؤتمر صحافي عبر تقنية الفيديو، أول من أمس، بقوله: «إن الميليشيات الحوثية استولت على كل مقدرات الدولة، بما فيها الآليات والأسلحة الثقيلة والمدرعة التابعة للجيش اليمني. وعليه، فإن مساندة طيران التحالف كان أمراً حيوياً». وقال العرادة إن مقاتلات التحالف أحدثت فارقاً في المعارك، بعد أن أظهر الحوثيون تفوقاً من خلال الآليات الثقيلة والمدرعة. وأوضح أنه «لولا طيران التحالف لكان الأمر مختلفاً». وبحسب سلطان العرادة، فإن جماعة الحوثيين سعت بقوة لوقف عمليات التحالف الجوية بأي طريقة، بما يسمح لها بإعادة ترتيب قواتها، والهجوم من جديد.

وكشف محافظ مأرب عن اتصالات جرت خلال الأيام الماضية مع قيادات القوات المشتركة في الساحل الغربي، وتم الاتفاق على إرسال تعزيزات لمساندة المحافظة في تصديها للحوثيين، وقال: «هناك حديث لإرسال عدة كتائب من الساحل الغربي». وشدد العرادة على أن «مأرب عصية على الحوثيين، ولا خوف من سقوطها»، لكنه تحدث عن «كلفة باهظة يدفعها أبناء المحافظة جراء الحرب».

وأضاف: «الحرب لها تبعاتها وآثارها، هنالك آلاف القتلى والجرحى منذ بدء الهجوم على مأرب في مطلع العام الميلادي الحالي، كما يقطن مأرب نحو مليوني نازح جاءوا هرباً من مناطق الميليشيات. ورغم أنهم في أمان، فإن آثار الحرب تطالهم بلا شك».

واتهم المحافظ سفير إيران لدى الحوثيين، حسن إيرلو، بالمشاركة الفاعلة في الحرب، كونه عسكرياً بارزاً، على حد تعبيره، مبيناً أن الحوثيين ليس لديهم الإمكانية لتوظيف تقنيات الحرب في المعارك، عبر إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.

وفي رده على سؤال عما إذا كانت هنالك أي صفقة تجري حالياً لإنهاء الهجوم الحوثي على مأرب، أكد العرادة أن «كل جهود السلام، سواء من المبعوث الأممي أو غيره، وصلت إلى طريق مسدود مع جماعة الحوثيين».

وشدد على أن «الحكومة قدمت كل التنازلات، لكن الطرف الآخر رفض تماماً. وفي المقابل، تعاملوا بالكذب والتسويف والمماطلة». وقال سلطان العرادة: «أعطوني طرفاً يؤمن بالسلام، وأعدكم به».

وفي السياق ذاته، كشف المحافظ أن إنتاج حقول صافر من الغاز المنزلي ما يزال مستمراً منذ بداية الحرب، وأن المحافظة تقوم بتوزيع الغاز على كل محافظات البلاد، بما فيها الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بالكمية والسعر أنفسهما، متهماً الحوثيين بزيادة الأسعار، وتوظيفها لصالح المجهود الحربي.

ومن جانبه، أكد مصدر عسكري يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يحرزان انتصارات مستمرة، خاصة في جبهات مأرب. وأضاف المصدر -رافضاً ذكر اسمه أن الحوثيين «فقدوا السيطرة على عناصرهم بسبب هروب كثير منهم عند رؤيتهم عشرات الجثث في الوديان والتباب، واكتشافهم أن ما تروجه الجماعة مجرد أوهام وتضليل»، على حد تعبيره.

ووفقاً للمصدر العسكري، فإن قوات الجيش تسير وفق خطط استراتيجية وتكتيكية سيكون لها أثر إيجابي كبير خلال الأيام المقبلة، لافتاً إلى أن «قدوم تعزيزات من الساحل الغربي سيمثل أحد نقاط القوة وتوحيد صفوف الشرعية ضد الميليشيات الانقلابية».




شارك برأيك