آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:15:26:47
صحف عربية: تقرير أم تخمينات؟...والراعي يتصدى لحزب الله في لبنان
(الامناء/وكالات:)

يستمر الامتعاض من التقرير الأمريكي عن اغتيال خاشقجي، في استقطاب اهتمام الصحف العربية، خاصة في منطقة الخليج. أما في لبنان فتقدم البطريرك الماروني بشارة الراعي، إلى الصدارة بالتصدي لهيمنة حزب الله على الحياة السياسية فيه.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، اعتبرت مصادر أن الحملة الأمريكية الأخيرة، أقرب إلى الانتقام من الإدارة الأمريكية السابقة، منها إلى معاداة صريحة للسعودية.
أما في لبنان، فأعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي، أنه لا مجال للاستكانة وقبول هيمنة حزب الله ومن خلفه إيران، على لبنانن طمعاً في تغيير طبيعته وانتمائه العربي والإقليمي.

نهاية مبتذلة
في صحيفة الشرق الأوسط، قال يوسف الديني: "على طريقة النهايات الهوليوودية المبتذلة، انتهى صخب وحفلة الشعارات والمحاولات اليائسة لاستهداف السعودية، بحكم أن لعبة الأوزان السياسية هي الأكثر ربحية لدى أقلية اليسار الأمريكي، رافعة بايدن الانتخابية ونقطة ضعف إدارته الجديدة".
وأضاف "لا شيء يعبر عن الضعف والهشاشة ومرحلة الاستثمار في الشعارات على حساب السياسة والسيادة مثل التقرير الذي لم يأتِ بجديد، ما جعل العالم، وفي مقدمته السعوديون الذين حسموا أمرهم مبكراً، يتساءلون: أين القصة؟".
وأوضح الكاتب "ما يحدث هذه الأيام تجاه المملكة هو استغلال المكانة الاستثنائية لهذه الدولة على مستوى الجغرافيا والتاريخ والإمكانات والفرص الاقتصادية ثم النفط، وصفقات الأسلحة والاستثمارات الضخمة، وهما محفّزان يمكن من خلالهما فهم هذا الاضطراب والتناقضات في التصريحات والمواقف من ولي العهد، الذي تفرّد بأنه كان صريحاً وحاسماً في تسمية الأشياء بأسمائها من القطيعة مع ثلاثية التطرف والفساد والمحسوبية، بلغة غير مواربة".

من الرياض إلى الرياض 
وفي صحيفة عكاظ السعودية قال عبداللطيف الضويحي: "جاء التقرير الاستخباري الأمريكي خالياً من أي حقائق جديدة، خلافاً لكل ما تم ترويجه من حملات التهويل عن التقرير الاستخباري"، متسائلاً "فلماذا إذاً كل تلك الزوبعة والأمر لا يعدو أن يكون تكهنات وتخرصات وتخمينات؟".
وأضاف "لماذا اختارت الإدارة الأمريكية الجديدة بداية علاقتها مع منطقة الشرق الأوسط بإثارة ملف قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي؟ هل أرادت هذه الإدارة أن تثأر من الرياض التي بدأ منها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول رحلة عمل له خارج الولايات المتحدة الأمريكية، امتداداً لسلسلة من القرارات التي اتخذتها ولا تزال تتخذها الإدارة الجديدة انتقاماً من الإدارة السابقة والرئيس السابق أو مناكفةً لها؟".
وتابع "كان لا بد لهذا النمر الأمريكي الجريح، أن يقول أنا موجود وأنا هنا وأنا قادم، خلافاً لكل ما قامت به الإدارة السابقة والرئيس السابق، فكان اختيار ملف قضية جمال خاشقجي واختيار الرياض لما تمثله رمزية الرياض في استقبالها الرئيس السابق ترامب في أولى زياراته الخارجية".

صرخة بشارة في وجه حزب الله
وفي صحيفة الشرق اللبنانية، قال يحي جابر: "أطلق سيد الصرح البطريركي الكاردينال بشارة بطرس الراعي صرخته المدوية، يوم السبت الماضي، عن سابق تصور وتصميم، بوجه من سد كل أبواب ونوافذ الحلول والمخارج، وما يرافق ذلك من انحدارات رهيبة في حال البلد، وعلى المستويات الوطنية السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية، رغم ما بقي من تحركات بعيدة عن الأضواء ساعية إلى كسر انسداد أفق تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة".
وأضاف "ليس من شك في أن ماقصده صاحب الغبطة يستهدف نزع أي قدسية إلهية عن أي سلطة تحكم باسم الحق الإلهي، مؤكداً أن السلطة هي شأن إنساني، وتكتسب شرعيتها من الناس، عدالة واستقامة وطهارة وخدمات وابتعاداً عن الفساد والمفسدين".
وأضاف "انطلق البطريرك الراعي إلى التذكير والتمسك بـاتفاق الطائف، وضرورة تطبيقه كاملا غير منقوص، وهو الاتفاق الذي نص على أن لبنان عضو في حركة عدم الانحياز، داعياً إلى صياغة قانون انتخابات نيابية من خارج القيد الطائفي، وتوزيع المقاعد بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين، ونسبياً بين طوائف كل من الفئتين، كما ونسبيا بين المناطق، مع انتخاب مجلس النواب على أساس وطني لا طائفي… على أن يستحدث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية، وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية… وهذا لم يحصل، وبقي الطائف ناقصاً".

احتكار المقاومة
وفي ذات السياق، وفي مقابلة مع قناة الحرة، شدد البطريرك الماروني، بشارة الراعي على أنه مصر على "حياد لبنان، والعودة إلى الطائف، والدستور والحفاظ على العيش المشترك الذي يُمثل رسالة لبنان"، مسائلاً: "لماذا فريق في لبنان، حزب الله يتحكم بالحرب والسلم، في وقت يقول الدستور إن قرار الحرب والسلم تُقرره الحكومة اللبنانية؟".
وحمل الراعي الطبقة السياسية مسؤولية ما وصل إليه لبنان، وعبر عن تأييده لمطالب "الثورة التي نريدها ثورة حضارية تعرف كيف تطالب وبماذا تطالب ولا تكون فوضى يدخل عليها مندسون للتخريب وتشويه صورتها".
وأضاف الراعي "مطلوب أن تكون الدولة اللبنانية قوية بجيشها من أجل ضبط سيادتها الداخلية أي بمعنى لا يكون لدينا دويلات وجمهوريات في الداخل، وأن تكون لها سيادة وهذا ما نفتقده اليوم لنا سيادة على الورق فقط".
وعن احتكار المقاومة، اتهم الراعي حزب الله بالمغالطة قائلاً: "المقاومة بدأت قبل حزب الله. بدأت عام 1975. المقاومة الشعبية أي ليس هناك شيء اسمه المقاومة، لفئة دون سواها. يعني يجب أن يكون هناك جيش يقاوم وحين يحتاج، الدولة تقول للشعب تفضلوا معنا".
ورداً على سؤال هل ينوي المضي قدماً في الدعوة إلى تدويل الأزمة اللبنانية، قال الراعي: "سنستمر إلى النهاية من أجل كل لبنان حتى لو رفض جزء من اللبنانيين هذه المبادرة لأننا نعمل من أجل خير كل اللبنانيين وكل لبنان". 
 



شارك برأيك