آخر تحديث :الاربعاء 25 ديسمبر 2024 - الساعة:01:14:19
صحف عربية : رفض عربي وإسلامي لاستهداف السعودية
(الامناء/وكالات:)

حظي البيان السعودي بشأن تقرير الاستخبارات الأمريكي حول مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، بتأييد عربي وإسلامي وشعبي واسع، حيث أكدت مجموعة من الدول رفضها القاطع المساس بسيادة المملكة وقيادتها واستقلال قضائها.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، اعتبرت تقارير أن التصعيد الأمريكي مع السعودية يبقى محدوداً تجنباً للقطيعة، في حين أشادت الدول العربية والإسلامية بدور الرياض المحوري والمهمّ في إرساء الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً.

تأييد واسع
في صحيفة الشرق الأوسط، أيدت كل من الإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان واليمن وموريتانيا وجيبوتي، ما جاء في بيان وزارة الخارجية السعودية، معربين عن ثقتهم وتأييدهم لأحكام القضاء في السعودية التي تؤكد الالتزام بتنفيذ القانون بشفافية وبكل نزاهة، ومحاسبة كل المتورطين في هذه القضية.
وشددت منظمة التعاون الإسلامي على الرفض القاطع للاستنتاجات غير الصحيحة الواردة في التقرير الذي يخلو من أي أدلة قاطعة، مؤكدة في الوقت ذاته رفض المساس والإساءة لقيادة المملكة وسيادتها واستقلال قضائها.
وثمّن مجلس التعاون الخليجي دور المملكة الكبير والمحوري الذي تقوم به في تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ودورها الكبير في مكافحة الإرهاب ودعم جهود المجتمع الدولي في مكافحته وتجفيف منابعه.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن السلطات القضائية السعودية هي المعنية وحدها بمحاسبة المتورطين في قضية "جمال خاشقجي".
كما أعرب البرلمان العربي تأييده للبيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية، مشدداً على الدور المحوري الذي تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة العربية وعلى المستوى الإقليمي، فضلاً عن سياستها الداعمة لحفظ الأمن والسلم الدوليين، ودورها الرئيسي في مكافحة الإرهاب والعنف والفكر والمتطرف، وترسيخ ونشر قيم الاعتدال والتسامح على المستويات كافة.

موقف موحد
وفي صحيفة الاتحاد الإماراتية، أعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية عن ثقتها وتأييدها لأحكام القضاء السعودي، والتي تؤكد التزام المملكة بتنفيذ القانون بشفافية وبكل نزاهة، ومحاسبة كل المتورطين في هذه القضية.
وأكدت الوزارة وقوف الإمارات التام مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في جهودها الرامية لاستقرار وأمن المنطقة، ودورها الرئيسي في محور الاعتدال العربي ولأمن المنطقة، مشددة على رفض أي محاولات لاستغلال هذه القضية أو التدخل في شؤون المملكة الداخلية.
وقالت إنه "لمن المؤسف حقاً أن يصدر مثل هذا التقرير، وما تضمنه من استنتاجات خاطئة وغير مبررة، في وقت أدانت فيه المملكة هذه الجريمة البشعة، واتخذت قيادتها الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحادثة المؤسفة مستقبلاً، كما ترفض المملكة أي أمر من شأنه المساس بقيادتها وسيادتها واستقلال قضائها".

تقرير هزيل
وأعرب معلقون ومغردون سعوديون لصحيفة الاتحاد الإماراتية، عن رفضهم الكامل للتقرير الأمريكي حول جريمة مقتل جمال خاشقجي، مؤكدين تأييدهم الكامل لما ورد في بيان وزارة خارجية المملكة، معتبرين أن التقرير لم يتضمن أي دليل، ولا يحوي أي معلومات أو دلائل.
وقال الرئيس السابق لمؤسسة الجزيرة العربية في واشنطن علي الشهابي: "لا يوجد شيء جديد في التقرير، وليس هناك أي دليل دامغ على الإطلاق"، مضيفاً "من الغريب أن تحدث كل هذه الضجة حول هذه الوثيقة، فالتقرير الهزيل يعد دليلاً في الواقع على عدم وجود دليل قاطع".
فيما قال الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد "ورد في التقرير: ليس مؤكداً حتى أن الفريق المتهم كان في رحلة للتخلص من خاشقجي"، مشدداً على أنه لا يوجد دليل دامغ.
وذكر مراسل سي إن إن لشؤون الأمن القومي أن "تقرير خاشقجي لم يقدم أي دليل ملموس"، وأوضح أن "تقرير خاشقجي وضع بناء على تقييم، وليس على أدلة".
ومن جانبها، قالت مراسلة سي بي إس: "إن تقرير مقتل خاشقجي يتضمن تكهنات دون معلومات أو دلائل"، مضيفة "إن تقرير مقتل خاشقجي لم يتضمن أي دليل".

تجنب القطيعة
واعتبر سياسيون ومحللون في صحيفة العرب اللندنية أن واشنطن راعت في التقرير مصالحها رغم كل ما بالغت فيه في الحديث عن حقوق الإنسان والعدالة، وذلك خوفاً من أن يفضي استهداف الرجل القوي في المملكة إلى قطيعة مع الرياض تفسح المجال للروس والصينيين على أوسع الأبواب.
وقالت الصحيفة: "ظهر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ليقول إن بلاده تريد تغييراً وليس قطيعة مع السعودية، وهو ما يكشف أن الهدف من التقرير هو ممارسة الضغط على السعودية لتحصيل مكاسب تستطيع من خلالها إدارة بايدن شراء ودّ لوبيات حقوق الإنسان المتخصصة بتتبع أخطاء السعودية وتضخيمها، فيما تصمت عن نقد تجارب شبيهة أو أكثر حدة ضد حقوق الإنسان مثل إيران".
واعتبر مراقبون أن الإدارة الأمريكية الجديدة توقفت عند حدود التقرير والدور المفترض لوليّ العهد السعودي دون أن تتخذ عقوبات أو تلوّح بمحاكمة، لأنها تعرف أن التصعيد سيدفع السعوديين إلى تصعيد مماثل، خاصة أن الثقافة الوطنية الخليجية ترفض التدخل في شؤون الحكم من جهات خارجية، وهو ملف حساس يرتبط بتعقيدات دينية وثقافية وقبلية وأسرية.
وأشار هؤلاء إلى أن إدارة بايدن ليست غافلة عن وزن السعودية الاقتصادي والأمني بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وكذلك الشركات الأمريكية الكبرى، ولذلك لن تغامر بتصعيد المواقف مع المملكة وإثارة غضب العائلة الحاكمة التي ستنظر إلى المساس بمن اختارته لولاية العهد كسابقة تمهد الطريق أمام تدخلات مستقبلية أخرى.

استهداف مرفوض
أما صحيفة البيان الإماراتية، فقالت إن "جملة المغالطات والاستنتاجات غير الصحيحة التي وردت في التقرير الأمريكي بشأن جريمة مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، تثير الكثير من الشكوك حول أهدافها، خصوصاً أن السعودية كانت في وقتها قد دانت بشدة هذه الجريمة النكراء التي عدّتها انتهاكاً صارخاً لقيمها وقوانينها".
وأضافت أنه "من الواضح أن العودة مجدداً إلى ملفات هذه الجريمة، بعد أن اتخذت المملكة الإجراءات القضائية الكافية فيها وقدمت مرتكبيها للعدالة، وصدرت بحقهم أحكام نهائية رحبت بها حتى أسرة خاشقجي نفسها، فيه استهداف للسعودية وقيادتها، بل أكثر من ذلك هو استهداف لدور المملكة الوازن، في محور العقلانية الذي قدم جهوداً تاريخية في تحصين الأمن والسلم إقليمياً ودولياً".

وأشارت الصحيفة إلى أن التضامن الكبير مع السعودية في هذا الوقت، يؤكد أن المملكة لا تقف وحدها في مواجهة من يستهدف سيادتها وقيادتها ودورها، ما يبعث برسالة قوية إلى كل المغرضين بأن المناورات من هذا النوع المثير للشكوك غير مجدية، وأن أمن دول المنطقة واحد لا يتجزأ.
وأوضحت أن الرسالة القوية كذلك التي يبعث بها هذا التضامن، أن دول المنطقة الوازنة وفي مقدمتها السعودية، بنت شراكة متينة مع المجتمع الدولي وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل ترسيخ استقرار المنطقة والسلم العالمي، وأن الحفاظ على هذه الشراكة وقوتها هي الدعامة الأساسية لمواصلة الجهود في سبيل تحقيق ذلك، ما يتطلب بالتالي الابتعاد عن كل ما يعكر صفو هذه الشراكة.




شارك برأيك