آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:05:51:21
صحف عربية: السعودية ترفض "استنتاجات" تقرير خاشقجي.. وغارة سوريا رسالة جديدة من واشنطن لطهران
(الامناء/وكالات:)

تناولت وسائل إعلام عديدة التقرير الأمريكي عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول، حيث وصفته بأنه استكمال لوبيات في الولايات المتحدة "هجومها المسيس" الاستثنائي على السعودية باستهداف رموزها وقادتها.
وبحسب صحف عربية صادرة اليوم السبت، في إن الخطوة الأمريكية الأخيرة من شأنها تعكير العلاقة بين الرياض والإدارة الأمريكية الجديدة، وعلمها بأن علاقتها بالمملكة تاريخية وقائمة على مؤسسات، ومصالح مشتركة لم تتغير، وأن المملكة الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تمثل عنصر الاستقرار لنمو الاقتصاد الدولي.

رفض سعودي
وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن بيان وزارة الخارجية السعودية الذي أكد رفض المملكة القاطع لما ورد في التقرير الأمريكي الذي زُود به الكونغرس بشأن جريمة مقتل المواطن جمال خاشقجي، مشددة أيضاً على رفضها أي أمر من شأنه المساس بقيادتها وسيادتها واستقلال قضائها.
وبينت الصحيفة أن تقرير الاستخبارات تضمن "استنتاجات مسيئة وغير صحيحة" عن قيادة المملكة، ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال" حيث أكدت حكومة المملكة على ما سبق أن صدر بهذا الشأن من الجهات المختصة في المملكة من أن هذه جريمة نكراء شكلت انتهاكاً صارخاً لقوانين البلاد وقيمها ارتكبتها مجموعة تجاوزت كافة الأنظمة وخالفت صلاحيات الأجهزة التي كانوا يعملون فيها"، مشيرة إلى أن السعودية باشرت باتخاذ جميع الإجراءات القضائية اللازمة للتحقيق مع المتورطين وتقديمهم للعدالة، وصدرت بحقهم أحكام قضائية نهائية رحبت بها أسرة المجني عليه الصحفي جمال خاشقجي.

حملات تشويه
من جانبها أشارت صحيفة "عكاظ" المحاولات الدولية وحملات الشويه التي تبنتها كيانات تقطر غلاً وحقداً على السعودية وقادتها والتي سعت إلى عرقلة تقدم النهضة السعودية، من خلال نشر الإدعاءات والتقارير المبنية على الظنون والتحليلات الفردية، ومحاولة تشويه قائد الرؤية السعودية، بعد أن فشلت أيديهم الخبيثة قبل ذلك، ليعاود المدلسون هذه المرة بأنفسهم العبث بتقرير "التوقع والظنون"، إلا أن ثقة السعوديين بعدالة قيادتهم وقضائهم النزيه وما خرج تجاه جريمة مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي بأحكام قضائية نهائية طويت بها صفحات القضية.
وأشارت الصحيفة إلى رؤية الأمير محمد بن سلمان الذي قدم للسعوديين ودول المنطقة، "المشروع الحلم" لتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا الجديدة، من خلال صناعة المستقبل وخلق مستقبل يليق بالأرض والمكان، بدءاً من صناعة المدن المستدامة، وخارطة طريق الإصلاح بأكثر من ٩٠ إصلاحاً في مجال حقوق الإنسان وتمكين المرأة، ومكافحة الفساد.
وختمت الصحيفة بالقول "يؤمن السعوديون بمحمد بن سلمان، ويعرفونه جيداً، للحد الذي استأمنوه ببيعة ولاية العهد، واختاروه قائداً نحو المستقبل يتوثبون معه عنان السماء، تاركين للمعادين الظنون والاستنتاجات غير الصحيحة".

إيران والرسالة الأمريكية
وتناولت صحيفة "العرب" المساعي الأمريكية الجديدة إلى تكريس الفصل بين مجمل الملف الإيراني وما يقع من عمليات الاستهداف للمراكز الأمريكية في العراق. فعلى مستوى هذا السياق الأخير، لم تتردد إدارة جو بايدن في إظهار الاستعداد لتوجيه ضربات للميليشيات المدعومة من طهران والمتواجدة في شرق سوريا.
وذكرت الصحيفة أن إدارة بايدن "فهمت أنه يتعين تدفيع الثمن للميليشيات من خلال توجيه ضربات جوية عسكرية ضد منشآت تابعة لها". و"كانت الضربة الأخيرة محدودة، لكنها أظهرت أننا سنستخدم القوة ومن الواضح أنه يمكننا فعل المزيد. سنرى ما إذا كان الإيرانيون قد فهموا الرسالة.
وبدا أن الإدارة الأمريكية عازمة على اتباع أسلوب الجراحة الموضعية المحدودة في التعاطي مع الهجمات الموحى بها إيرانيا في الأراضي العراقية، ومعنى ذلك أن الأمريكيين عازمون على الدخول في لعبة شد الحبل مع إيران من خلال ردود عسكرية محدودة ضد وكلائها في سوريا، وهذا ما تضطر إليه إدارة بايدن في هذه الفترة المبكرة من عملها، وتراه أفضل من عدم الرد على الهجمات التي يتعرض لها الأمريكيون في العراق. إلا أن إدارة الرئيس بايدن في الوقت نفسه ستظل معنية باستراتيجية عمل فعالة على مستوى الملف الإيراني برمّته، وما يسهل مهمة بايدن، كون الإسرائيليين يستمرون في توجيه الضربات للإيرانيين، في سياقهم الخاص.

وأضافت الصحيفة على الرغم من كونهم (الإسرائيليون) غير معنيين بإسقاط النظام في دمشق، ليسوا مضطرين للوقوف مكتوفي الأيدي أمام التواجد الإيراني في سوريا. ولا يرون في الدور الإيراني في سوريا، تحديداً، عاملاً إيجابياً يتناغم مع رغبتهم في بقاء النظام. ذلك لأن حسابات الإسرائيليين الإستراتيجية على مستوى الإقليم اقتضت منهم الاستمرار في استهداف الإيرانيين، وجعل تواجدهم في سوريا نقطة ضعفهم وثغرة لاستنزافهم، وفي المشرق العربي تتقاطع الإستراتيجيات وتتفرع وتتعمد إسرائيل المحافظة على مسار محدد ليس بالضرورة موازيا للسياق الأمريكي في التفصيلات.
 



شارك برأيك