آخر تحديث :الاربعاء 25 ديسمبر 2024 - الساعة:16:36:13
صحف عربية : إدارة بايدن في الشهر الأول.. فشل مبكر
(الامناء/وكالات:)

تترقب منطقة الشرق الأوسط النهج القادم الذي سيتخذه الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن وذلك مرور شهر على توليه المنصب رسمياً خلفاً للرئيس السابق دونالد ترامب والذي اتخذ نهجا لتقليم أظافر إيران بفرض عقوبات شديدة على نظامها.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأحد، لا تزال الأمور غامضة حول موقف بايدن من قضية الاتفاق النووي وسبل التعامل مع نظام الملالي الفترة المقبلة، فضلاً عن تعامله في ملفات أخرى مثل سوريا والعراق واليمن.

عشيرة ترامب
وقال الكاتب إبراهيم الزبيدي في صحيفة "العرب" اللندنية إنه قبل التكهن بأحد النهجين، هو أن هناك 72 مليوناً من الجمهوريين الذين يمكن أن يقال إنهم من "عشيرة ترامب"، وقد جعلهم موقنين بأن إيران شرّ مطلق، وأن كرامة الدولة الأمريكية وهيبتها واحترام الشعوب الأخرى لقوتها وجبروتها أصبحت تستوجب إنهاء المسلسل، وإعادة النظام الإيراني إلى حجمه الذي لا يستحق أكثر منه، ومعهم ملايين أخرى من الديمقراطيين لا تريد لحزبها أن يكون موضع اتهام بالتآمر والتحالف السري مع الإسلام السياسي الإيراني والعربي، والغدر بالحلفاء، والإضرار بالمصالح الحيوية الأمريكية في المنطقة، وخاصة أمن إسرائيل بعد تحالفات جديدة مع دول عربية غيّرت الكثير من الواقع القديم وأقامت واقعاً جديداً تصعب الاستهانة به.
وتساءل الكاتب إبراهيم الزبيدي، "هل سيكون بايدن استثماراً لما زرعه الرئيس السابق دونالد ترامب، فيستغل شهوة النظام الإيراني لرفع العقوبات، ويجعلها عصا موسى التي تشق البحر، وتعبر بكل هذه الشعوب القلقة إلى شاطئ الأمان، فينهي مسلسل الشر الإيراني الذي طال كثيرا وتجاوز الحدود؟، أم إنه سوف يرتدي عباءة باراك أوباما، بعد ترقيعها، فيسلّم نظامَ الولي الفقيه هديته التي يترقبها، بفارغ الصبر، ويدع له حرية الانتشار في دول الجوار، بميليشياته وصواريخه التي لا تصيب سوى حلفاء أمريكا في المنطقة الذين يكرر بايدن نفسه ووزير خارجيته ومساعدوه العسكريون الآخرون القول بأنهم لن يسمحوا لإيران بالاعتداء على أحد منهم، فيكون كلُّ ذلك الكلام هواءً في شبك؟"

إنهاء الأزمة اليمنية
وقال الكاتب عيسى العميري في صحيفة الاتحاد الإماراتية إن النية لدى الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي جاءت على لسان وزير خارجيته، تتجه نحو محاولة الانتهاء من ملف الأزمة اليمنية والعمل على إغلاقه بشكل تدريجي، لكنه أمر سيكون مستحيلاً، بالنظر إلى تشعب هذا الملف وتداخله مع ملفات أخرى في المنطقة.
وأضاف العميري أنه لا شك في أن الولايات المتحدة ستراعي مصالح حلفائها الاستراتيجيين في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية. وهذا مع العلم بأن ملف اليمن يشكل أهمية خاصة بالنسبة للسياسة الأمريكية الجديدة.
وضمن السياق ذاته، رأى أن "ملف الأزمة السورية معقد جداً هو أيضاً وعصي على الحل؛ نظراً لتداخل المصالح فيه بين العديد من الدول مثل روسيا وإيران وتركيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة نفسها، الأمر الذي يجعل حل الأزمة السورية شبه مستحيل".
وأشار الكاتب إلى أن "لعبة المفاوضات السياسية في هذه الملفات الساخنة جداً سوف تكون شاقة على جميع الأطراف ولابد من حدوث تسويات أو تنازلات على الأرض من قبل جميع الدول متشابكة المصالح في مثلث الأزمات هذا، وإن إبقاء المنطقة تراوح مكانها، كما هو الحال منذ سنوات، أمر غير صحي، وقد يهدد بإشعال أزمات جديدةٍ المنطقةُ في غنى عنها، لاسيما في ظل الظروف السياسية غير المواتية وتعقيدات المواقف الإقليمية ودخول أطراف جديدة محتملة على خط هذه الأزمات".

سباق مع الزمن
اعتبرت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير من مراسلها في واشنطن، أن الاختبار الأكبر للسياسة الخارجية الأمريكية هذه المرة من إيران، أنه يسود اعتقاد لدى المسؤولين في إدارة بايدن أنهم في "سباق مع الزمن" قبل أن تتمكن إيران خلال أشهر معدودة من إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة ذرية.
وأضافت الصحيفة أنه لا يزال الرئيس بايدن يضغط بالتعاون مع السعودية من أجل إيجاد حلّ سياسي سلمي للحرب في اليمن، على رغم استمرار إيران في استخدام جماعة الحوثي للقيام باعتداءات تستهدف منشآت مدنية في اليمن والسعودية. وفي الوقت الذي يتعهد فيه حماية المملكة من هذا العدوان، يسعى إلى أن تضطلع السعودية بدور قيادي في الإقليم المتأزم، أولاً عبر التأكيد على مشاركتها مع دول أخرى بالخليج في أي مفاوضات مقبلة حول عودة إيران إلى "الامتثال التام" لواجباتها في خطة العمل الشاملة المشتركة، أي الاتفاق النووي مع القوى الكبرى، ومعالجة التهديدات الإيرانية ذات الصلة بالصواريخ الباليستية، ولجم تدخلاتها العدوانية في الشؤون الداخلية للدول الأخرى في الخليج والمنطقة العربية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدبلوماسية التي يتوق إليها الرئيس بايدن لا تعني أن الولايات المتحدة ستتخلى عن يدها الطولى عسكرياً إذا دعت أولويات الأمن القومي الأمريكي إلى ذلك، مما ترك مهمة تقييم هذا التوازن لوزيري الدفاع الجنرال لويد أوستن والخارجية، اللذين أيدا التدخل العسكري للولايات المتحدة في أكثر من مناسبة.

كبح جماح إيران
وقال الكاتب محمد آل الشيخ في صحيفة "الجزيرة" السعودية إن أمريكا لا يراها قادرة على كبح جماح إيران والسيطرة على سلوكياتها التوسعية والتخريبية في المنطقة؛ لأن التعامل معها بالدبلوماسية لن يوقف سلوكياتها، بينما أن الإيرانيين لا يرعوون إلا بالقوة والحزم كما يقول تاريخهم القريب؛ لذلك فإنه يخشى ما يخشاه أن تستغل إيران التعامل الأمريكي المرن معها، وتتملك بالفعل القنبلة النووية. و"هذا هو الخطر الحقيقي علينا وعلى المنطقة كلها".
وأوضح آل الشيخ أن الرئيس بايدن لم يمضِ عليه إلا قرابة الشهر إلا أن (اللغة) المستخدمة تجاه أغلب القضايا العربية والخليجية لا تبشر بالخير، وقال "أضف إلى ذلك أنه في حملته الانتخابية كان قد وعد بصراحة ووضوح بتحفظه على السياسة الترامبية، وأنه سيعيد مراجعتها قضية قضية.




شارك برأيك