آخر تحديث :الخميس 27 فبراير 2025 - الساعة:15:03:11
خونة الأوطان في قصر السلطان .. كيف دمّر الإخوان الوطن وقبضوا الثمن؟
(الامناء/غازي العلـــــــــوي :)

خونة الأوطان في قصر السلطان
كيف دمّر الإخوان الوطن وقبضوا الثمن؟
لخدمة مصالحهم:
دغدغوا عواطف الناس بشعار (الشعب يريد إسقاط النظام)
تحالفوا مع الحوثي والقاعدة وداعش وخانوا التحالف والوطن
تركوا جبهات الشمال المحتل واتجهوا صوب الجنوب المحرر
الأمناء / غازي العلــــــــــوي :
لم تعد الشعارات البراقة التي ترفعها وتتغنى بها قيادات حزب "التجمع اليمني للإصلاح" - الذراع الرئيسية لجماعة الإخوان في اليمن وجماعة الحوثي - تجدي نفعاً في إقناع العامة من الناس قبل ساستها ومفكريها ومثقفيها بأن ثمة مصلحة وطنية عنوانها الحفاظ على مصالح المواطنين ورفع المعاناة عن كاهل الشعب، فالأولى رفعت شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) لمكافحة ما كانت تردده بالفساد المستشري في مفاصل النظام ورفع الظلم عن كاهل الشعب، وبالتالي كانت النتيجة والغاية من هذا الشعار هو الوصول إلى سدة الحكم، كذلك الحال مع الثانية، وهي جماعة الحوثي، التي رفعت شعارات إسقاط جرعة المشتقات النفطية حتى أسقطت ثلثي اليمن تحت سيطرتها وأدخلت البلاد بحرب دخلت عامها السادس.

التغلغل في مفاصل الدولة
منذ أن تمكّن إخوان اليمن من مفاصل الدولة والسيطرة على قرار الشرعية اليمنية عبر أدواتها الموجودة في مفاصل الرئاسة والدعوة والعمل الاجتماعي والاقتصادي، لا يمكن أن يمرّ عمل في الدولة اليمنية إلا وهو يخطط أن يكون جزءاً منه، في مسلسل طويل من الممارسات تجمعها الانتهازية والتنكر للشعارات التي يرفعها، بلغت ذروتها بالاتهامات التي تلاحقه بالدور الذي لعبه في تمكين الانقلابيين من السيطرة على صنعاء، وأخيراً ترك المواقع للحوثيين في مأرب والجوف والإخلال بتفاهماته مع التحالف العربي في كلّ مواقع القتال.

هكذا دمّر الإخوان الوطن
يرى مراقبون ومتابعون للشأن اليمني، في أحاديث متفرقة أدلوا بها لصحيفة "الأمناء"، بأن تمترس قيادات حزب الإصلاح وراء الشعارات الوطنية للوصول إلى غاياتهم ومصالحهم الخاصة كانت العنوان الأبرز وسمة ملازمة لقيادات الحزب منذ أكثر من عقدين من الزمن لتدمير الوطن والرقص على أنقاضه ومعاناة الشعب المطحون بالفقر والجوع وانقطاع المرتبات وانعدام أبسط الخدمات، فلم تكن القيادية في جماعة الإخوان المسلمين "توكل كرمان" ببعيد عن تلك الشعارات حتى استقر بها المقام في قصور تركيا وكذلك الحال مع رجل الأعمال حميد الأحمر والجنرال علي محسن الأحمر، محمد اليدومي وعبدالمجيد الزنداني وحمود المخلافي وغيرهم من قيادات الإخوان الذين باتوا اليوم يتلذذون بما طاب من المأكل والمشرب هم وأسرهم من قصور وفنادق قطر وتركيا.

الإخوان واللعب على المتناقضات
يواصل إخوان اليمن، اللعب على المتناقضات، لتحقيق مكاسب أكبر على المشهدين الداخلي والإقليمي، فيما يخص اليمن، محاولاً إعادة الإخوان للواجهة، بعد التحجيم المفروض على الجماعة عقب سقوطها في مصر، والحصول على مكاسب على الأرض، لضمان لعب دور سياسي أكبر في مرحلة ما بعد هزيمة الحوثيين.
وتتوافق طريقة قيادات حزب الإصلاح في التعامل مع الشرعية اليمنية والتعاطي مع مخرجات اتّفاق الرياض مع أسلوب معروف اعتمدته جماعة الإخوان المسلمين طيلة فترة وجودها وعلى مدار حلقات صراعها لأجل الوصول إلى السلطة، ويتمثّل في ما يعرف بالتقية التي تعني في تعريفها البسيط إظهار شيء وإضمار نقيضه اتّقاءً لشّر ودفعًا لضرر أو تحقيقًا لمنفعة، وبطريقة أكثر وضوحا يعني "تشريع اللجوء إلى الكذب والخداع إذا كانا يساعدان على تحقيق المصالح"، الأمر الذي يلتقي مع المنهج المكيافيلّي الذي تلخّصه عبارة “الغاية تبرّر الوسيلة”.

التوغل في المؤامرة 
يرى سياسيون أن التوغل في المؤامرة هي البارزة على المشهد من خلال التحالف مع دول إقليمية على حساب الداخل الوطني وإبداء انصياع أكثر لتنفيذ الأجندات الإقليمية. 
ويحذر سياسيون من أن الحكومة الجديدة ستواجه صعوبة في تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة وإعادة بناء المؤسسات بعد أن خسر الإخوان السيطرة على القرار السياسي فيها وتوجيهه إزاء ما يصب في صالح تنفيذ الأجندات القطريةـ التركية. 
ولعل التحالفات الداخلية لن تكون غائبة وإن كانت أقل من تحالفات الإخوان الإقليمية لكنها ستظل متاحة أمام قوة مفترضة في الداخل هي جماعة الحوثي.
ويساوم الإخوان في قضايا الفساد التي يتهم بها بالانسحاب من الجبهات لصالح مليشيا الحوثي في إيغال منه لابتزاز التحالف العربي في دعم جيش على الورق وجنود وهميين برواتب لصالح نافذين في الحزب المحسوب على الإخوان .
 وتضخم ذلك الجيش على الكشوفات فقط، وهو ما سلط الأضواء على فشلهم في قيادة المعركة ضد مليشيات الحوثي ما دفعهم لانتهاج سياسات أخرى هدفها ليّ ذراع التحالف، وخصوصا السعودية، من خلال تغيير نهجهم في المعركة العسكرية على أرض الميدان، وهو ما تبين في منطقة نهم التي تم الانسحاب منها بشكل لم يكن يتوقعه أحد وسلمت إلى المليشيات الحوثية على طبق من ذهب، والآن في مأرب التي شارفت الجماعة على الانتهاء من عملية تسليمها للحوثيين. 

البوصلة تتجه جنوبا
يقول المحلل السياسي أحمد سالم صالح لـ"الأمناء" بأن "المعركة ضد المليشيات الانقلابية المدعومة من إيران لم تكن ضمن دائرة اهتمام الإخوان ولا على لائحة أهداف داعميهم القطريين والأتراك، الذين تجمعهم مع الإيرانيين، المشغّلين الأصليين للجماعة الحوثية، مصلحة مشتركة في العمل ضدّ التحالف العربي ومحاولة إفشال جهوده لفرملة اختراق إيران لجنوب الجزيرة العربية. وبدل انخراط حزب الإصلاح بما يمتلكه من قدرات بشرية ومادية ومن قوّة عسكرية، في مواجهة ميليشيات الحوثي، ينصرف عنها ويخلي المناطق أمام زحفها ويوجّه جهوده نحو الجنوب".
ويضيف في حديثه لـ"الأمناء": " إنّ ما يقوم به الإخوان في الجنوب، يمثّل نموذجا على سلوكهم الانتهازي تجاه الشرعية اليمنية رغم ما جنوه من العمل تحت رايتها من مكاسب كبيرة. وإذا كان هدف الشرعية ومن وراءها التحالف العربي بقيادة السعودية هو إعادة الهدوء وبسط الاستقرار في الجنوب، وتوظيف مختلف القوى في مواجهة الحوثيين واستعادة المناطق من سيطرتهم، فإنّ مخطّطات حزب الإصلاح تسير في اتّجاه معاكس تماما لغايات الشرعية والتحالف الذي يدعمها، حيث تمثّل التحرّكات الإخوانية وتحشيدهم العسكري واستيلائهم على الموارد الاقتصادية، وصفة لإفشال حكومة المناصفة وإعادة عدن وشبوة وأبين وغيرها من محافظات الجنوب إلى مربّع الصراع الدامي الذي جاء اتّفاق الرياض لوقفه". 
ويرى سياسيون بأن التحرّكات العسكرية الكثيفة للإخوان في شبوة وأبين ولحج وتعز أنّهم بصدد الإعداد لجولة قادمة من المواجهات ضدّ المجلس الانتقالي الجنوبي يرون أنّ حدوثها مسألة وقت، بينما يُظهر استقرارهم في شبوة وشروعهم في إنشاء بنيتهم الاقتصادية الخاصّة بهم والملائمة لتوثيق تعاونهم مع داعميهم الإقليميين أنّهم بصدد التأسيس لنفوذ مستقبلي دائم بالجنوب، كتعويض عن سيطرة الحوثيين على معاقلهم في مناطق الشمال.




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل