آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:15:26:47
الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد حسن الشهري في حوار مهم:الانتقالي فرض واقعًا جديدًا يحدد ملامح مستقبل اليمن
("الأمناء" حوار/ أرسلان السليماني:)

الشرعية اليمنية لا تعمل على أسس سليمة

الانتقالي أصبح شريكا استراتيجيا للتحالف وللأسرة الدولية

تتوفر كل الشروط في المستقبل للعودة لما قبل عام 90م

ما قدمته المقاومة الجنوبية والانتقالي سينعكس إيجابا على قضية الجنوب

اتفاق الرياض صُمم لينفذ رغم محاولات إخوان اليمن تعطيله

 

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد/ حسن الشهري أن المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح شريكا استراتيجيا للتحالف وللأسرة الدولية، مشيرًا إلى أن الانتقالي فرض واقعًا جديدًا يحدد ملامح مستقبل اليمن.

وقال الشهري إنه "رغم تعقيد المشهد والمتغيرات المتسارعة والتهديد الجيوسياسي الذي يتمثل في الأيدلوجية الصفوية والإخوانية ممثلة بإيران وتركيا ومن يدور في فلكهما من المليشيا الإرهابية والأحزاب تتحسن الظروف البيئة قليلاً بوجود دول مركزية تتمثل بالمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية التي جابهت هذا التحدي والتهديد منذ 2011م".

وعن حول الأوضاع باليمن قال الشهري: "اتجاه الأوضاع باليمن بعد اتفاق الرياض، الذي صمم ليؤسس مرحلة قادمة صالحة لبيئة جيدة للبناء والتنمية المستقرة، ولكن بشروط تنفيذه، ومع الأسف ظهرت ملامح للعمل على إعاقته أو تعطيله، ولكن أعتقد أن الأمور لم تعد في أيدي هؤلاء، خصوصاً بعد أن فرض المجلس الانتقالي الجنوبي واقعا جديدا يحدد ملامح مستقبل اليمن، وفي نظري إنه من المتعذر العودة إلى وضع الجمهورية اليمنية الكامل كما كان قبل 2011م، فهناك انقلاب حوثي وهناك شرعية لا تعمل على أسس سليمة لاستعادة الشرعية وإخوان اليمن يعلمون ماذا يودون أن يفعلوا ويعملون على السيطرة على الشرعية مع الأسف لا استعادتها".

وأشار إلى أن السعودية استبقت العالم ووضعت المليشيا الإرهابية الحوثية التابعة لإيران على رأس قائمة الإرهاب لأن بقاءها هو بقاء للعمالة والخيانة لأعداء اليمن بالمنطقة.

كل ذلك وأكثر جاء خلال الحوار الذي أجري مع الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد حسن الشهري.. فإلى نص الحوار:

 

"الأمناء" حوار/ أرسلان السليماني:

  • كيف تصفون المشهد القادم بالمنطقة في ضوء وصول الديمقراطيين إلى البيت الأبيض بالولايات المتحدة الأميركية؟
  • رغم تعقيد المشهد والمتغيرات المتسارعة والتهديد الجيوسياسي، الذي يتمثل في الأيدلوجية الصفوية والإخوانية ممثلة بإيران وتركيا ومن يدور في فلكهما من المليشيا الإرهابية والأحزاب، وأن ظروف البيئة تتحسن قليلاً بوجود دول مركزية تتمثل في بلادي المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية التي جابهت هذا التحدي والتهديد منذ 2011م، ورغم وجود الحكم الديمقراطي الأمريكي الذي كان له استراتيجية ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد الذي بشر بها أردوغان ورأى أن بلاده أساسية في ذلك وظهور ما يعرف بالربيع العربي، إلا أنني أخشى هذا المشروع، خاصة في البحرين ومصر واليمن، ونساهم في استعادة العراق وسوريا ولبنان وليبيا، وأعتقد أن الديمقراطية الأمريكية حاليا أدركت فداحة سياستها السابقة وأن الدول العربية لن تسمح لهم بالعبث بمقدرات الأمة، وأرى أن سياسة واشنطن ستأخذ بالاعتبار إعادة النظر في كل السياسات السابقة خصوصاً الاتفاق النووي مع إيران وبرنامجها الصاروخي البالستي واستمرار زعزعتها لدول المنطقة، والوقت كفيل لإعادة مؤشر البوصلة إلى الاتجاه الصحيح والتوجه نحو السلام والتنمية، وتبقى الشعوب لها دور وتبقى السعودية مفتاح الحسم؛ لأنها الركن الأساسي في استقرار المنطقة.

 

  • كخبير استراتيجي وعسكري ومراقب عن كثب للأوضاع باليمن جنوبا وشمالا منذ انطلاقة عاصفة الحزم.. كيف ترى اتجاه الأوضاع في جنوب الجزيرة العربية؟
  • اتجاه الأوضاع باليمن بعد اتفاق الرياض الذي صمم ليؤسس لمرحلة قادمة صالحة لبيئة جيدة للبناء والتنمية المستقرة، ولكن بشروط تنفيذه، ومع الأسف ظهرت ملامح للعمل على إعاقته أو تعطيله، ولكن أعتقد أن الأمور لم تعد في أيدي هؤلاء خصوصاً بعد أن فرض المجلس الانتقالي الجنوبي واقعا جديدا يحدد ملامح مستقبل اليمن، وفي نظري إنه من المتعذر العودة إلى وضع الجمهورية اليمنية الكامل كما كان قبل 2011م، فهناك انقلاب حوثي وهناك شرعية لا تعمل على أسس سليمة لاستعادة الشرعية وإخوان اليمن يعلمون ماذا يودون أن يفعلوا ويعملون على السيطرة على الشرعية لا استعادتها، وأرى إن كان يجب على البرلمان وضع الحوثي على قائمة الإرهاب على الحكومة تفعيل الأقاليم الستة أو يمن اتحادي من إقليمين جنوبي وشمالي وكل ذلك إذا لم تتوفر الشروط في المستقبل للعودة لما قبل عام 1990م.

 

  • في عدة تصريحات سابقة حول تعامل المجلس الانتقالي الجنوبي كشريك فاعل مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في الحد من التمدد الإيراني وشريك للأسرة الدولية بمكافحة الإرهاب كيف تقيم ذلك؟
  • أصبح المجلس الانتقالي في نظري شريكا استراتيجيا للتحالف وللأسرة الدولية، وساهم في ذلك شجاعة سكان محافظات الجنوب في تحرير محافظاتها وقيادة الانتقالي لمرحلة هامة في مكافحة الإرهاب والانخراط في عمليات عسكرية نظامية حررت تلك المحافظات وأجزاء واسعة من المحافظات الشمالية خصوصاً بتعز والحديدة وأيضا البعد عن الحزبية والمناطقية، أيضا هناك إرادة وإخلاص ووطنية تجلت في المقاومة الجنوبية والأحزمة والأمن وأعمال الانتقالي في مكافحة الإرهاب والمخدرات، تذكر، فتشكر، وكل ذلك سينعكس إيجابا لقضية الجنوب المستحقة، والمطلوب أن يلتف الجميع حول الانتقالي وأن يحتوي المجلس الانتقالي الجميع فإن كان هناك اختلافات فهي في الوسائل وليست في الأهداف.

 

  • بنظرك بعد إدراج جماعة الحوثي منظمة إرهابية ما انعكاسات ذلك على الجهود الدبلوماسية والسياسية لعملية السلام باليمن؟
  • استبقت بلادي المملكة العربية السعودية العالم ووضعت هذه المليشيا الإرهابية الحوثية التابعة لإيران على رأس قائمة الإرهاب، وصنفت الأربعين من قياداتهم الإرهابية على قوائم الإرهاب، واستهدفت الكثير منهم وكان على رأس القائمة ما يعرف بالصماد، وما نرجوه أن تقطف الرؤوس الباقية؛ لأن بقاءها هو بقاء للعمالة والخيانة لأعداء اليمن المنطقة، ومثل هذا الأمر سيضعف موقفها ولن يكون له تأثير على الجهود الدبلوماسية؛ لأن أهالي المحافظات الشمالية ساهموا مع المليشيا الحوثية لفرض أمر واقع في الشمال، والشرعية تستطيع أن تتفاوض، وتفاوضت مع الحوثيين لم تكن هي من كسب الرهان، الهدف النهائي هو السلام وسيعمل التحالف على تحقيق هذا الهدف المنشود بالمستقبل المنظور.

 

  • هل من الممكن لسيادتكم أن توضحوا للقارئ إلى أين يسير اتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية بصفتها قائدة التحالف وعاصفة الحزم؟
  • اتفاق الرياض صمم لينفذ رغم محاولات التعطيل من قبل إخوان اليمن، وتقاعست الشرعية لأنه أعطى الانتقالي حقه، وهناك بارقة أمل في تنفيذه حسب التزام جميع أطراف الشعب اليمني، وربما لن يسمح لأحد بالعبث بمخرجاته حتى يرى النور كاملاً للبدء في مرحلة استعادة الدولة والبدء في تنمية عصرية شاملة ثم النظر في مستقبل اليمن وهذا شأن يمني خاص.

 

  • الملف النووي الإيراني ما توقعاتكم لمآلات هذا الملف في عهد الديمقراطيين؟
  • ما يخص الملف النووي الإيراني وإن كان من دفع به وأخرجه بهذا الشكل الهش هم ديمقراطيون في عصر أوباما ونائبه في العصر الحالي بايدن، إلا أنني أرى واشنطن أدركت أنها ارتكبت خطأ فادحا وستعمل على إصلاح الاعوجاج وضمن برنامج الصاروخي مع البرنامج النووي وأيضا أعمال إيران المزعزعة في المنطقة ومشاركة دول الخليج وإسرائيل في مراحل قادمة لمثل هذا الاتفاق لكي تستقيم أمور الاتفاق بما يخدم المصالح المشتركة لدول المنطقة بشكل كامل.

 

  • كلمة أخيرة تود قولها؟
  • في الختام، العالم الغربي غير متضرر من مليشيا الحوثي ويرى أن الحرب في مكان بعيد عنهم لا تحدد من هو على حق بل تحدد من ينجو، وتبحث مع الأسف عن أعذار في جوانب حقوق الإنسان وإن لم تكن صحيحة وواقعية للتدخل والتأثير، وهناك بروز ضغوط البيئة الدولية لتحقيق أجندات خاصة لهم وهم لا يودون أن يروا منطقة الشرق الأوسط، وبالذات الدول العربية، آمنة، ويعملون على إبقائها على صفيح ساخن لخدمة لأهداف تصب في مصلحة إسرائيل والعالم الغربي، وهم يدعمون كلاً من إيران وتركيا ومن يدور بفلكهما ويستغلون الدول الوظيفية كقطر لتنفيذ جزء من هذه الأجندة.

أرى أن إيران لن تكف عن دعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة؛ لأن ذلك ما يبقيها حية، ولا بد من مشروع مناهض بدعم الشعب الإيراني والمعارضة الإيرانية للخلخلة من الداخل ثم الانقضاض على هذه العصابة الحاكمة في طهران التي لا تعرف للخير سبيلا.

 



شارك برأيك