آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:01:16:01
صحف عربية : بايدن أمام الاختبار الإيراني
(الامناء/وكالات:)

تنتظر منطقة الشرق الأوسط، انطلاق فريق عمل الرئيس الجديد جو بايدن بعد مصادقة الكونغرس على المرشحين للمناصب القيادية البارزة فيها، لحسم موقفها من البيت الأبيض في المرحلة المقبلة، وذلك بعد دراسة مواقف وقرارات الإدارة الجديدة تجاه إيران، ومدى جديتها في وقف البرنامج النووي من جهة واستراتيجية التوسع والتغلغل في المنطقة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، تراهن إيران على عودة بايدن عن قرارات الرئيس السابق دونالد ترامب، والانضمام مجدداً إلى الاتفاق النووي، واستئناف العلاقات بين واشنطن وطهران.

وفي المقابل ترى دول المنطقة أن مواقف بايدن من إيران وطريقة تعامله مع برنامجها النووي، ستحدد وإلى حد كبير طبيعة العلاقات بينها وبين واشنطن، بعد الاختبار الإيراني.
مؤشرات مطمئنة رغم مالي 

في صحيفة الشرق الأوسط قال الكاتب الأمريكي إيلي ليك، إن "بايدن أقدم على عمل جيد حتى الآن، من حيث تهدئة مخاوف الحلفاء من أن الولايات المتحدة ستندفع على مسار إعادة الدخول في الاتفاق النووي المعيب المبرم في عام 2015 مع الحكومة الإيرانية، ومن شأن تعيين روبرت مالي مبعوثاً أمريكياً خاصاً بإيران أن يغير من ذلك التصور".

وأضاف الكاتب، أكد "أنتوني بلينكن القادم لمنصب وزير الخارجية، وجيك سوليفان مستشار الأمن القومي، أن تعامل إدارة بايدن إيران سيكون صارماً، وأن الإدارة لن تقدم على رفع العقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة، وأرسلا رسائل واضحة إلى طهران بأنهما ينتظران خطوات تثبت حسن النوايا لدى النظام الإيراني أولاً، وتعهد بلينكن بأنه سيعمل للحصول على اتفاق نووي أطول وأقوى مع إيران بالتشاور مع الحلفاء الإقليميين".

وعن تعيين روبرت مالي  المدير التنفيذي الحالي لمجموعة الأزمات الدولية، مبعوثاً أمريكياً خاصاً بإيران، قال الكاتب إنها تعد بمثابة العثرة، بعد معارضة كثيرين تعيينه، مثل "الأمريكي من أصول صينية وانغ شيوي، الذي كان من بين رهائن سابقين لدى النظام الإيراني" إلى جانب نشطاء في مجال حقوق الإنسان طالبوا بمراجعة قرار تعيين مالي معتبرين أن تعيينه "سيبعث إشارة مخيفة إلى النظام الديكتاتوري في إيران أن الولايات المتحدة سينصب تركيزها على معاودة الدخول في الاتفاق النووي الإيراني فحسب، مع تجاهل تام لقضايا الإرهاب الإقليمي، والجرائم المحلية ضد الإنسانية في إيران".

رسائل لأمريكا
وعل صعيد متصل، قال نبيل فهمي وزير الخارجية المصري السابق، في موقع "اندبندنت عربية": "يخطئ من يتصور أن الأمور ستستقر أمريكياً أو دولياً بمجرد استبدال رئيس غير تقليدي بآخر نمطي، يمثل الجديد القديم، لأن التحديات والمشكلات والتغيرات أكبر وأعمق من ذلك".
وعن تعاملها مع إيران قال فهمي إن عليها "أن تتعامل مع أخطار الانتشار النووي في الشرق الأوسط بشكل أكثر شمولاً وتفصيلاً، وذلك بالاستفادة من عناصر الاتفاق النووي مع إيران، ومعالجة قصوره في الوقت نفسه، من خلال مفاوضات مكثفة حول إعلان المنطقة بأكملها، وبشكل دائم، خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى ووسائل إيصالها، تشمل إيران وإسرائيل والدول العربية كافة، مع طرح اقتراحات لإجراءات بناء الثقة السياسية والأمنية بين إيران والدول العربية، بحيث تمهد للمفاوضات في ما بينها حول ترتيبات وضمانات تُنهي التوترات السياسية الإقليمية، ومن المفيد بالنسبة إلى الجانب السياسي أن تُتخذ خطوات مماثلة بين تركيا والعالم العربي".

عضلات عسكرية
في صحيفة "أخبار الخليج"، قال عبدالمنعم ابراهيم، إن الرئيس الأمريكي السابق ترامب عندما كان في السلطة كان يمارس الضغط السياسي والاقتصادي ضد إيران ونظام الملالي، وكانت إيران طوال السنوات الأربع الماضية من حكمه تراهن على الوقت، في انتظار عام 2021 وخروج ترامب من السلطة في أمريكا.
وأضاف الكاتب "رحل ترامب من البيت الأبيض، وجاء الرئيس الجديد جو بايدن الذي تراهن عليه طهران للعودة الأمريكية إلى الاتفاق النووي والدخول في حوار مباشر مع النظام الإيراني".
وشدد الكاتب على أن إيران، رفعت حدة التوتر أخيراً "فقد لاحظنا في الأسابيع الأخيرة تصعيدًا عسكريًا ومناورات برية وبحرية تعمدت فيها إيران إظهار أسلحة جديدة تملكها مثل حاملة طائرات، وصواريخ باليستية بعيدة المدى، وغواصة عسكرية في مياه الخليج، كل ذلك لإظهار قوتها العسكرية ضد الرئيس الجديد بايدن"
 
مضيفاً "كما قامت إيران بتحريك أذرعها الإرهابية في المنطقة، ولاحظنا زيادة الاعتداءات الحوثية في اليمن ضد السعودية وتلغيم مياه البحر الأحمر وخليج عدن وتهديد الملاحة الدولية، واحتجاز ناقلة نفط كورية جنوبية لابتزاز سيول ماليا.. كما اعترضت الدفاعات الجوية السعودية مؤخرًا صاروخًا أطلقته مليشيات الحوثي تجاه الرياض".
واعتبر الكاتب أن "إيران لا تستقبل بايدن بحوار سياسي، ولكن بتهديد عسكري ضد القوات الأمريكية في المنطقة، ومثلما شهدنا تصعيداً إرهابيًا من إيران ضد السعودية في اليمن، سنشهد كذلك تصعيداً من المليشيات العراقية الموالية لإيران لاستهداف السفارة والقواعد الأمريكية في العراق احتفالاً بخروج ترامب من البيت الأبيض!".

درس كيسنجر
من جهته قال سعد راشد بصحيفة "الوطن" البحرينية، هل استفاد الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي سيكون على أعقاب توقيع اتفاق نووي جديد مع إيران، من درس كيسنجر؟ في إشارة إلى أزمة البترول العالمية في حرب أكتوبر 1973، وتهديد العاهل السعودي الراحل، الملك فيصل بن عبدالعزيز، بقطع إمدادات النفط عن الدول الغربية.

وأضاف "حقيقة يجب أن نعلمها أن دول الخليج العربي وفي مقدمتها السعودية عازمة وشامخة بأن تقول نفس هذا الكلام لكل رئيس أمريكي قادم، وأنها في عزتها سترفض أي اتفاق لا يرضي المنطقة أو يعود بها للوراء وأن الإدارة الأمريكية عندما كانت برئاسة باراك أوباما التابع للحزب الديمقراطي فإنها تجاوزت الحد ولم تستفد من درس كيسنجر".
وتابع أن "السعودية لن ترضى بعبث أي إدارة أمريكية قادمة بأمن واستقرار العمق العربي والإسلامي، فعملية التفاوض مع إيران بعد أن قامت الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترامب بقطع الإمدادات المالية واللوجستية عن طهران وتصفية القيادات الإيرانية التي تدير الفوضى بالشرق الأوسط ستصبح أكثر أهمية، ولعلها أصعب مهمة ستواجه إدارة بايدن في الملفات الخارجية" معتبراً "أن على  بايدن أن يعلم جيداً درس كيسنجر والخطأ الذي وقع فيه حزبه الديمقراطي مع هيلاري، وإن كان له زيارة خارجية عليه أن يبدأها من الرياض، لأنها هي المحور الأساسي قبل أي مفاوضات قادمة بالمنطقة".
 



شارك برأيك