آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:22:57:17
الفيلم السينمائي الأول من الضالع.. ولم ينتهِ بعد..!
("الأمناء نت "/ كتب/ جمال حيدرة )

 تلتمع سماءالضالع بغدٍ واعدٍ وأجيالٍ تدعو للتفاؤل والدهشة، ومن بوابة الفن تطل بملامح شباب كالورود الملونة في بستان فسيح الإبداع والتميز.. شباب أكبرها لم يبلغ العشرين بعد غير أنهم تجاوزوا بإبداعهم عمر السينما في بلد يعيش قطيعة مع الفن منذ عقود مضت.

أن يصل شارلوك إلى جبال منطقة نائية في أقصى محافظة الضالع فهذا يعني أنك أمام جيل خارق، وأن يجسد دوره البوليسي الغامض شاب لم يتخطى عتبة العشرين عاما فهذا ينبئ بأن سينما مذهلة تتبرع ازهارها بين تلك الجبال السمر.

اتحدث هنا عن فيلم (لم ينته بعد) وعن شباب حققوا ما لم يتمكن الراشدون من تحقيقه طيلة عقود من عمر الشاشة اليمنية والإرادة والانجاز .

بإمكانيات بسيطة ومتواضعة جداً خرجوا بفيلم روائي جميل .. بداية بالسيناريو كحبكة وحوار وحركة وأحداث وتشويق وإثارة، إلى اللقطات والإخراج الفني المدهش بالنسبة لعمل صنعه شباب هواة لا غير.

أداء تمثيلي مقنع ويجعل المشاهد مندمج ومتعلق بالشاشة منذ أول لقطة إلى آخر قفلة كذلك اختيار اللغة الانجليزية كلغة للفيلم أمر مثير للدهشة وبرغم ضعف اللكنة إلا أنها جرأة تؤكد على تصميم فريق العمل على النجاح ومواكبة ذائقة المشاهد والاستمتاع بصناعة فيلم مختلف.

ومن العوامل المثيرة للإعجاب أيضا ذلك الانطباع الذي تركه الفيلم عن ثقافة الشباب واطلاعهم على الأدب العالمي ومواكبتهم للسينما العالمية فأجواء الفيلم و الحوار تبدو متأثرة ببوليوود وهوليوود على حد سواء.

شخصية المحامي شارلوك، يذكرنا بالمحقق الأشهر عالمياً في الأدب العالمي "شارلوك هولمز" مما يدل على أن لدينا جيل مستنير وواسع المعرفة، ينحاز إلى سمات إنسانية مثل الوفاء والشجاعة والتضحية وينتصر لقيم الخير.

ينتهي الفيلم الذي يعالج ظاهرة إنتشار المخدرات في مدينة صغيرة كالضالع برسالة غاية في الأهمية مفادها بأن الوطن أمانة في أعناقنا والتفريط فيه خيانة لدماء الشهداء.

بالتأكيد هنالك نقاط ضعف في الفيلم كالخبرة التمثيلية واللغة الانجليزية، والترجمة، وكادر اللقطات بحكم التصوير بكاميرا واحدة إلا أننا أمام تجربة شباب مذهلين يمكن أن يكتبوا تاريخا آخرا للمدينة وقد استطاعوا أن يخرجوا بعمل جميل ومشوق و مثير للإعجاب ويمرر رسائل هامة ربما الإعلام حتى الآن لم يوصلها بتلك القوة.

أحيي الشباب تحية كبيرة وأتمنى رعايتهم وتبني أفكارهم ودعمهم في إستكمال الجزء الثاني، وفي أعمال أخرى.




شارك برأيك