آخر تحديث :الخميس 26 ديسمبر 2024 - الساعة:16:26:10
صحف عربية: السيادة اللبنانية في مهب تغريدات ميشال عون
(الامناء/وكالات:)

في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، اكتفى الرئيس اللبناني ميشال عون، بتويتر، سلاحاً للرد على إيران، التي ضمت عملياً لبنان إلى نفوذها منذ سنوات بفضل ميليشيا حزب الله، ما أثار سخط الطبقة السياسية والرأي العام اللبناني، على تحالف عون وحزب الله، الذي أفرغ السيادة اللبنانية من أي معنى.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، كان رد الرئيس اللبناني ميشال عون على التصريحات الإيرانية، عن تجهيز لبنان وغزة بالصواريخ، وتحويله إلى جبهة في الحرب غير المعلنة بين إيران وإسرائيل، صفعة على وجه اللبنانيين. 
نكتة عون 
وفي معرض حديثه عن الواقعة، قال موقع "ميدل ايست أونلاين" إن الرئيس اللبناني الذي أكد أن "لا شريكاً للبنانيين" في السيادة على بلدهم، الذي تُسيطر عليه جماعة حزب الله اللبناني التابعة لإيران، أشبه بالنكتة أو محاولة خجولة من الرئيس لـ "رفع العتب".
وتسببت تصريحات عون على تويتر، في عاصفة تنديد بموقفه الذي جاء رداً على تأكيد قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني علي حاجي زادة ان "كل ما تمتلكه غزة ولبنان من قدرات صاروخية تم بدعم إيران، وهما الخط الأمامي للمواجهة مع اسرائيل" في تصريحات أدلى بها لقناة وكيل طهران في لبنان، وشريك عون في السلطة، حزب الله اللبناني.
سيادة الشوارع 
من جهتها قالت صحيفة "الأنباء" الكويتية إن رد الرئيس ميشال عون بشكل غير مباشر على كلام العسكري الإيراني وتجنب حتى الإشارة صراحة إلى إيران.
وفي الوقت الذي كان عون يتحدث فيه عن السيادة على لبنان، "دعت ت السفارة الإيرانية في بيروت الى احتفال تكريمي لسليماني، في الثالثة من بعد ظهر اليوم الاثنين في قاعة رسالات بمنطقة الغبيري، حيث أقيم لسليماني تمثال نصفي، وفُتحت باسمه شوارع وساحات، كما سُمي شارع باسم رفيقه أبو مهدي المهندس في بلدة علمان الجنوبية".
ودفع الأمر وزير العدل السابق أشرف ريفي، ليغرد بدوره على تويتر قائلاً إن "إطلاق أسماء قادة الميليشيات الإيرانية على شوارع لبنانية عمل غير قانوني واستفزازي ولا يمثل لبنان بل يكرس صورة لبنان السجين لدى إيران".
مستعمرة إيرانية
ومن جهة أخرى قال خير الله خير الله في صحيفة "العرب" إن 2020 انتهت بتخلي اللبنانيين عن فكرة وجود حكومة، وإجراء انتخابات لإعادة تشكيل المشهد السياسي، في ظل سيطرة حزب الله على قرار بيروت الداخلي، متسائلاً عن القانون الذي يمكن بموجبه تنظيم انتخابات "هل بموجب القانون الذي فرضه حزب الله وأجريت على أساسه انتخابات مايو 2018، وهي انتخابات خرج بعدها قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الذي اغتاله الأمريكيون قبل سنة، ليقول إن إيران باتت تملك الأكثرية في مجلس النوّاب اللبناني؟"
وأَضاف الكاتب "كان جديد السنة 2020 بالنسبة إلى لبنان أنه لم يعد يهم العالم. حاولت فرنسا إنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر زيارتين للرئيس إيمانويل ماكرون مباشرة بعد تفجير مرفأ بيروت، لكن فرنسا اكتشفت أن لبنان ليس هماً لبنانيا. سياسيو لبنان في عالم آخر لا علاقة له بلبنان وهم عاجزون عن استيعاب ما على المحك وماذا يعني حلول الفراغ بعد الانهيار.
فوق ذلك كلّه، لم يعد لبنان هماً عربياً. وضع العرب، بما في ذلك أهل الخليج لبنان طي النسيان والتجاهل في آن. أخذوا علماً بأن لبنان ساقط عسكرياً وسياسياً وأن ليس ما يدعو إلى القيام بأي خطوة في اتجاهه. يتعاطون مع لبنان بصفته مستعمرة إيرانية".
شهادة زور 
ومن جهتها، وفي سياق حديثها عن تصريح عون قالت "الجريدة" الكويتية إن رد عون "الخجول" على التصريح الإيراني، ما أثار عاصفة من الانتقادات السياسية، خاصةً بعد تأكيد حزب الرئيس، التيار الوطني الحر، أن  من "حق اللبنانيين الدفاع عن سيادتهم وأرضهم وثرواتهم في مواجهة أي اعتداء، من جانب إسرائيل أو غيرها" دون ذكر لإيران، ودون الإشارة إلى مؤسسات الدولة ودورها، وفي مقدمتها الجيش اللبناني والقوى الرسمية اللبنانية.
ورد بعض السياسيين اللبنانيين على عون وحزبه، في اتهام صريح له بالدفاع عن إيران ووكيلها اللبناني على حساب اللبنانيين وبلادهم، مثل رد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بوعاصي، الذي خاطب عون، قائلاً: "فخامة الرئيس، كان حريّاً بك القول ألا شريك للدولة اللبنانية في حفظ استقلال الوطن وسيادته على حدوده وأرضه وحرية قراره، هذا إن كنت تعتبر بأن الدولة التي ترأسها هي دولة الشعب".
وأعاد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من جهته نشر تغريدة مستشاره الإعلامي الذي قال، إن  "لبنان لم ولن يكون الخط الأمامي في المواجهة مع إيران، واللبنانيون لن يدفعوا أثمان أخطاء النظام الإيراني".
ونقلت الصحية عن رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب المستقيل سامي الجميل الذي قال على تويتر أيضاً "لبنان واللبنانيون رهينة بيد إيران عبر حزب الله ويستعملان دروعاً بشرية في معركتهم التي لا علاقة لها بلبنان"، مُضيفاً أن "الرئاسة والحكومة والمجلس النيابي بلبنان شهود زور ويغطون وضع اليد على لبنان".




شارك برأيك