آخر تحديث :الخميس 26 ديسمبر 2024 - الساعة:16:26:10
صحف عربية: إيران وهاجس الضربة الأمريكية المنتظرة... ومصر تحصن ليبيا ضد التدخل الأجنبي
(الامناء/وكالات:)

تشهد الساحة الليبية تحركات مهمة ملحوظة، بعد زيارة لأول وفد رسمي مصري إلى طرابلس وعقده لقاءات مع مسؤولين في حكومة الوفاق، ما دفع المراقبين إلى المراهنة على تطورات لافتة في الفترة القليلة المقبلة، في حين تواصل إيران منفردة، وعبر أجنحتها التحرك في المنطقة، مدفوعة بالتوجس من هدية مفاجئة من الرئيس دونالد ترامب قبل رحيله عن البيت الأبيض، وبالترحيب الحذر بالرئيس الجديد جو بايدن.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، تعكس التحركات المصرية الأخيرة في اتجاه الجارة ليبيا، حرص القاهرة على حماية وصون المصالح الليبية، وإصرارها على التخلي عن دورها في دعم مقدرات الليبيين، ومنع وقوعهم فريسة الأطماع الخارجية.

هاجس الثأر

قال موقع "ميدل إيست أونلاين" إن الثأر لمقتل قاسم سليماني، يعد اليوم أكثر ما يشغل قادة إيران، مشيراً إلى تصريح سفير إيران في العراق إيراج مسجدي، الذي أكد الثلاثاء، أن طرد الجيش الأمريكي من المنطقة سيكون بمثابة الانتقام لسليماني، ما يؤكد استعداد إيران للتصعيد في العراق، رغم التحذيرات الأمريكية والعراقية.
واعتبر الموقع أن إيران، ماضية في التصعيد ومستعدة للمجازفة في العراق، رغم تهديد الرئيس دونالد ترامب الصريح بالرد على أي هجمات إيرانية، أو لميليشيات موالية لطهران على الولايات المتحدة ومصالحها في العراق، وأكد أن طهران، لم تتأخر في الرد على واشنطن، وعلى بغداد، فتعرض رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي نفسه، إلى تهديد ميليشيات إيران، في حين هاجمت الخارجية الإيرانية زعيم التيارالصدري مقتدى الصدر شخصياً، قبل أن يغتال مسلحون مجهولون بعد يوم واحد من الهجوم الرسمي على الصدر، قيادياً كبيراً في سريا السلام الميليشيا الموالية للصدر.

من حزب الله إلى حماس

من جهتها قالت صحيفة "العرب" إن الاستعراض العسكري الذي نظمته فصائل فلسطينية في غزة، عمل إيراني بامتياز، يكشف عن تزايد نفوذ طهران في القطاع، بعد تحويله إلى منصة لتوجيه الرسائل إلى إسرائيل والولايات المتحدة، بعد تراجع حزب الله اللبناني بسبب تدخله في سوريا، واهتزاز صورته في لبنان وتزايد الدعوات التي تطالب الدولة اللبنانية بتحمل مسؤوليتها في ضبط الأسلحة وبينها سلاح الحزب.
وأشارت المصادر حسب الصحيفة، إلى أن "الاستعراض بمثابة رسالة من إيران لإظهار قدرتها على استهداف إسرائيل، لو جازف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ما تبقى له من عهدته الرئاسية، بتنفيذ هجوم خاطف على مواقع لإيران أو للميليشيات الحليفة لها في العراق".
ونقلت الصحيفة عن مراقب "لا يخفى أن هذه المناورات تأتي في سياق استنفار كل الميليشيات العربية الموالية لطهران، استعداداً للمشاركة في الرد الكبير على المصالح الأمريكية والإسرائيلية، إذا قررت إدارة ترامب القيام بعملية عسكرية ساحقة للمواقع الحيوية الإيرانية".

مصلحة مصرية وعربية

من جهة أخرى وعن التطورات في ليبيا، قال عبدالله الأيوبي في "أخبار الخليج" البحرينية إن توجه وفد مصري كبير إلى العاصمة الليبية والالتقاء بعدد من مسؤولي حكومة الوفاق الليبية، خطوة تؤكد الموقف المصري من الأزمة الليبية، الذي يعتبرها "أولا أزمة داخلية تخص بالدرجة الأولى الشعب الليبي، وتخص الأمة العربية، والتي تمثل مصر عمودها الفقري".
وبذلك ترسل مصر، وفق الكاتب، إشارات واضحة إلى مختلف الأطراف، مفادها أن القاهرة لن تتخلى عن ليبيا، وأن مصر تعتبر كل أطراف الصراع الليبي معنية بحل الأزمة والصراعات الداخلية، باستثناء "الجماعات الإرهابية والمرتزقة الذين جلبتهم تركيا، خاصة من الميدان السوري، حيث يمتلكون خبرة قتالية واسعة ومميزة اكتسبوها من خلال المعارك التي شاركوا فيها ضد الجيش السوري على مدى أكثر من عشر سنوات".
وشدد الكاتب على أن "مصر ومنذ تفجر الأزمة الليبية كانت تقود سياسة هادئة تستهدف بالدرجة الأولى إبقاء ليبيا بعيدة عن الوقوع في الفخ الذي وقع فيه الشعب السوري، ذلك لأن ليبيا تمثل خاصرة مصر وأن تحولها إلى قاعدة للإرهاب، يحمل في طياته خطراً كبيراً على الأمن القومي المصري".

قط طريق

ومن جهته قال موقع "اندبندنت عربية"، إن زيارة الوفد المصري إلى ليبيا، أثارت جدالا كبيراً بسب توقيتها، وتساؤلات عن مغزاها وأهدافها.
ويوضح زايد هدية في تقريره بالموقع أن "دخول منافسين جُدد لمصر على الساحة الليبية، وتوقيعهم اتفاقات تتقاطع مع نظيرتها الموقعة مع القاهرة" يمكن أن يسلط الضوء على بعض جوانب الزيارة، التي أفضت إلى اتفاق الطرفين المصري والليبي على "تفعيل عدد من الاتفاقات الموقعة بينهما منذ سنوات عدة، والتي تعطل تنفيذها بسبب الظروف السياسية والأمنية في البلدين، أبرزها تلك الموقعة في 3 يوليو (تموز) 2008، بين اللجنة العليا المصرية الليبية بالقاهرة، التي تم خلالها التوقيع على اتفاق استراتيجي للتعاون الاقتصادي بين البلدين".

ومن أبرز المشاريع المعنية بالاتفاق على إحياء التعاون بين البلدين، مشاريع عملاقة تقررت منذ سنوات قبل سقوط نظام القذافي في طرابلس، وتسعى أطراف أجنبية اليوم إلى الاستفادة منها أو الاقتراب منها "أهمها الرافد الرابع بمشروع توشكي، التي تعتمد على مياه النيل، وأراضي الفرافرة بالوادي الجديد، المعتمدة على المياه الجوفية، والاتفاق على إقامة خط غاز طبيعي من مدينة طبرق إلى الإسكندرية، وإنشاء مصفاة للنفط غرب الإسكندرية بتمويل ليبي. والاتفاق على إنشاء المنطقة الصناعية والخدمية الحرة المشتركة، من مرسى مطروح حتى طبرق في نهاية العام 2008، واستثمار 5 مليارات دولار ليبية في ثلاثة مشاريع للطاقة في مصر، وفتح 500 محطة وقود فيها".

وعلى هذا الأساس تبدو مصر اليوم معنية بالعمل على قطع الطريق على أي محاولة خارجية لترسيخ أقدام أو مصالح في ليبيا، على حدود مصر، من قبل جهات أو دول لا تحمل الكثير من الود للقاهرة، وتعمل صراحة على الإضرار بمصالحها.




شارك برأيك