
أن استشهد العميد/ ناصر محمد الرضامي قائد اللواء 15 صاعقة، فاجعة مؤلمة، وخساره كبيرة و فادحة، سلبتنا المثل الأعلى والمعلم والقائد الذي أحببناه كثيرا لما يتميز به من اخلاقيات حسنة تجلت من خلال معاملته الطيبة لكل الأفراد و تواضعه الجم، وتفهمه لكل مشكلات الجنود، وتعاونه معهم، وعيشه الدائم بين صفوف أفراده، وحرصه على حياتهم، واهتمامه برفع مستوياتهم وقدراتهم العسكرية و معنوياتهم القتالية و تعزيز مبادئ الاخلاص الوطني.
عرفته منذ سنوات اثناء عملي جنديا في اللواء الثالث دعم واسناد، وكان حينها الشهيد/ ناصر الرضامي أركان حرب اللواء الثالث اسناد ودعم، الذي يخوض معاركه في جبهة الساحل الغربي. وقد استطاع الشهيد/ ناصر محمد بمعية القائد نبيل المشوشي من تحقيق نجاحات كبيرة في ميدان المعركة ابتداء من المخا وصولا الى الدريهمي ، و كيلو 16 ، وكيلو 10، و كاد ان يفتح ابواب مدينة الحديدة لولا قرار توقيف المعارك.
و عملت بالقرب منه أثناء معارك أبين، وتعلمت منه الكثير، و ادهشتني قدراته في الاعداد لخطة المعركة دفاعية كانت او هجومية، من حيث توزيع الوحدات على مستوى القطاع، وحسابات المعدات العسكرية، و التموينية وخطة التنسيق والتواصل بين مختلف الوحدات في القطاع و العلاقة مع بقية القطاعات والقيادة العليا للجبهة و حسابات الاحتياط وخطة المراقبة لسير المعركة وتحليل مواقع الضعف والقوة لقواتنا وقوات العدو و الاستفاده منها في سبيل تحقيق النصر، وبهذه القدرات العسكرية الكبيرة لشهيد العميد/ ناصر محمد وقدرات القائد الفذ العميد/ نبيل المشوشي استطاعة جبهتنا الصمود أمام مختلف هجمات العدو وكسر كل الهجمات على قطاعنا، و المعالجة السريعة لكل الاضرار الذي تلحق بقواتنا بعد كل معركة مما مكنها من الثبات والنصر.
وعملت مع الشهيد القائد/ ناصر محمد بعد تعينه قائدا للواء 15 صاعقة الذي تعرض للانهيار فتم تكليف الشهيد لقيادته و اعادة ترتيب أوضاعه. وقد استطاع الشهيد بجهود مضنية، وبدعم ومساعدة من قيادة الدعم الاسناد على اعادة ترتيب اللواء واعادة هيكلته وتسليح وحداته وتدريب وتأهيل بعض كتائبه حتى استقام اللواء وساهم في تنفيذ المهمات القتالية في أبين.
لم يكن الشهيد العميد / ناصر محمد الرضامي عسكريا فقط بل وقائد سياسي متابع ومطلع لكل التطورات السياسية ومؤمن ايمانا عميقا بعادلة القضية الجنوبية و رافضا لكل اشكال الظلم التي يتعرض لها الجنوبيون و مستعدا لتضحية بنفسه في سبيل نصرة الجنوب و واثقا ثقة كبيرة بالقيادة السياسية الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي.
أن حادث استشهاده خسارة كبيرة للوطن لما يتمتع به من قدرات عسكرية نادرة، وكان بالنسبة لي حادثا مؤلما خسرت فيه أبا و معلما وقائدا، ولكن لا يسعنا في هذا المصاب الجلل الإ ان نعزي انفسنا اولا ونعزي واولاده و اخوته و قيادتنا السياسية والعسكرية، وانا لله وانا اليه راجعون..
حاجب محمد