آخر تحديث :الجمعة 27 ديسمبر 2024 - الساعة:01:02:13
صحف عربية: لقاحات كورونا.. ضوء في نهاية النفق
(الامناء/وكالات:)

يستعد العالم لتدشين أكبر حملة تطعيم يشهدها التاريخ، مع إعلان العديد من الدول البدء في توزيع لقاحات كورونا، فيما يتوقع أن تشمل اللقاحات حتى منتصف العام المقبل أكثر من نصف سكان العالم.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، فإن الإعلان عن توفر اللقاح يمثل ضوءاً في نهاية النفق، بعد الإغلاق المستمر منذ عام تقريباً، فيما يتفاقم القلق حول إمكانية تعرض اللقاحات إلى القرصنة والغش والتزوير وحرمان الدول الفقيرة من التحصين ضد الوباء، فيما تبشر العملية بانفراجة لقطاع الطيران المتضرر من الأزمة.
أكبر حملة تطعيم
قالت صحيفة البيان الإماراتية إن الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإسبانيا وفرنسا والمغرب وأندونيسيا، أعلنت عن بدء حملاتها لتطعيم سكانها، فيما حددت بريطانيا اليوم موعداً للبدء بحملتها.
وحسب الصحيفة، أكدت منظمة الصحة العالمية أن طرح لقاحات "كوفيد 19" سيسمح للعالم بالسيطرة التدريجية على المرض العام المقبل، حيث قال مايك رايان كبير خبراء الطوارئ بالمنظمة: "ستعود الحياة إلى طبيعتها ولكن سيتعين علينا الاستمرار في الحفاظ على النظافة الشخصية والتباعد الجسدي".
وشدد الدكتور عادل سجواني أخصائي طب الأسرة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، على أن مسؤولية الأفراد في الحصول على اللقاح تتعدى المسؤولية الفردية وتمتد إلى المسؤولية المجتمعية والأسرية، حيث يشكل تحصين الفرد لنفسه درعاً يحمي أفراد أسرته وزملاءه، خصوصاً إن كان بينهم كبار سن، أو أصحاب أمراض مزمنة.
وأوضح أن الطريقة الوحيدة للقضاء على الفيروس هي بتشكيل مناعة مجتمعية تضمن تحصين ما لا يقل عن 70% من سكان أي دولة، وأكثر وسيلة آمنة لتحقيق ذلك تتم عبر توفير اللقاح، مؤكداً أن اللقاحات آمنة ولا تؤثر بأي شكل من الأشكال على الحمض الجيني أو الـdna، مشيراً إلى أن اللقاحات أسهمت في القضاء على العديد من الأوبئة مثل الحصبة وشلل الأطفال وغيرها.
تصيد وقرصنة
ومن جهتها، حذرت شركة "آي.بي.أم" من محاولات التصيّد والاحتيال عبر شبكة الإنترنت، التي تستهدف العمل اللوجيستي المعقّد لشركات توزيع لقاحات كورونا، والترويج غير القانوني للقاحات فيروس كورونا.
وقالت الشركة الأمريكية لصحيفة العرب اللندنية، إنها كشفت عن حملة عالمية للتصيد الإلكتروني تركز على المنظمات المرتبطة بسلسلة تبريد لقاح كورونا، وهي العملية اللازمة للحفاظ على اللقاحات في درجة حرارة مناسبة أثناء النقل.
وتعتقد الشركة أن الحملة قد بدأت في سبتمبر(أيلول) 2020، ويسعى من خلالها مجرمو الاحتيال الإلكتروني إلى جمع معلومات دقيقة حول جوانب مختلفة عن سلسلة التبريد المستخدمة للحفاظ على اللقاحات في درجة حرارة مناسبة أثناء النقل، ويكمن التحدي اللوجيستي الهائل في حفظ مليارات جرعات اللقاحات التي سترسل عبر العالم مبرّدة.
وقالت الشركة إن "رسائل بريد إلكتروني خادعة أُرسلت إلى 6 بلدان، واستهدفت منظمات مرتبطة بمنصة تحسين معدات سلسلة التبريد (CCEOP) التابعة لتحالف اللقاح الدولي غافي (Gavi)"، مضيفة أن الرؤية المتقدمة لطريقة شراء وحركة نقل اللقاح، الذي يمكن أن يؤثر على الحياة والاقتصاد في العالم، من المحتمل أن يكون هدفاً ذا قيمة وأولوية عالية لتلك الدولة".
كما حذرت الإنتربول من أن سوق لقاحات كورونا الضخمة هذه قد تستقطب جماعات الجريمة المنظمة، داعية إلى أخذ الحيطة من النشاط الإجرامي المحتمل والمرتبط بعمليات التزوير والسرقة والترويج غير القانونية للقاحات.
وقال الأمين العام للإنتربول يورغن ستوك، إن "المنظمات الإجرامية تخطط لتعطيل سلاسل التوريد الخاصة باللقاح"، وأضاف "ارتفاع الطلب المقترن بالعرض المحدود سيجعل لقاحات كورونا تعادل (الذهب السائل) لشبكات الجريمة المنظمة".
انفراج الأزمة
وبدورها، قالت الكاتبة أمل عبد العزيز الهزاني في مقال لها بصحيفة الشرق الأوسط، "نحن نوشك على بلوغ عام كامل منذ غزو فيروس (كوفيد - 19) للعالم، وفرضه قيوداً غير مسبوقة في التاريخ الإنساني في حركة التنقل والتجارة".
وأوضحت أن الإنسان تعرض لأوبئة على مر العصور، لكن لم يسبق أن حكم أي وباء مهما بلغ عدد ضحايا قبضته على الأرض كما فعل فيروس كورونا، مشيرة إلى أن السبب يرجع إلى وسائل التنقل السريع الذي نقل الفيروس من أطراف الصين إلى جنوب البرازيل، ومن بريطانيا إلى أستراليا، فالتنقل السلس والسريع جاء في غير صالح البشرية هذه المرة".
وأضافت "مع سقف الآمال الذي ارتفع، يترقب الناس موعد صافرة الانطلاق، للعودة للحياة الطبيعية كما كنا قبل 2020، وأهم مظاهر العودة هو السماح بالسفر، الذي كان من أهم الإجراءات التي ضبطت انتشار الفيروس رغم كل سلبياته وأضراره التي لحقت بالكثيرين".
ولفتت الكاتبة إلى أن ما ينتظره الناس اليوم هي أخبار سارة، تنبئ بزوال الغمة وانقشاعها، والتمتع بحرية التصرف والحركة كما في السابق، لكن علينا التذكير أن النجاح في الوصول إلى اللقاحات ومن ثم النجاح في نقله إلى السعودية وغيرها من الدول، هي مرحلة مفصلية تحتاج إلى خطة عمل دقيقة لضمان التوزيع العادل.
دفعة فورية
وكشفت الصحيفة نفسها، عن استعداد شركات الطيران التي تضررت بشدة من جائحة "كوفيد – 19" للعب أدوار مهمة في توزيع لقاح الوقاية من المرض، بما يبشر بإعطاء دفعة فورية لقطاع الطيران بشكل عام، ولتعافيه ونجاته من الأزمة.
وقال خبراء إن "الجهود الهائلة لنقل اللقاح من شأنها أن تساعد شركات الطيران على تقليص خسائرها بسبب الأزمة، وستأتي كذلك بفوائد إضافية للقطاع بشكل عام من خلال دعم تسعير عمليات الشحن وعائداتها، واستعادة المسارات الجوية التي توقفت".
وأضافت مديرة اللقاحات في منظمة الصحة العالمية كيت أوبراين "توصيل تلك اللقاحات، وثقة المجتمعات فيها، وتقبل فكرة اللقاح، وضمان اكتساب الناس للمناعة بالفعل عبر العدد الصحيح والمناسب من الجرعات هو ما سيتطلبه الأمر للوصول للهدف النهائي".
ووفقاً للصحيفة، فإن الشركات التي تتأهب لتكون لها أدوار كبرى في هذا الصدد هي شركات الطيران المتخصصة في الشحن، وتلك التي لها أذرع كبيرة في مجال الشحن مثل "لوفتهانزا" الألمانية و"إير فرانس - كيه إل إم" و"كاثاي باسيفيك"، ومقرها هونغ كونغ، وعادة ما يجرى التعاقد معها من قبل شركات شحن كبرى مثل "يو بي إس" و"فيدكس" و"دي إتش إل".
ويرى مراقبون أن شركات الشحن الجوي قد تواجه مخاطر تتعلق بسمعتها العالمية، إذا استغلت نفوذها الحالي لفرض الأسعار، حيث سيُنظر إليها على أنها تتربح وتستغل الفرصة.
آخر تطورات اللقاح
وأما صحيفة الإمارات اليوم، فقد ذكرت بأن بريطانيا أتمت استعداداتها للبدء بأكبر حملة للتطعيم في التاريخ وأكثرها أهمية ضد فيروس "كورونا"، بالاعتماد على اللقاح الذي طورته شركتا "فايزر" و"بيونتك"، وستعطى الأولوية لمن تجاوز الـ 80 عاماً، وللعاملين في مجال الرعاية الصحية، وموظفي دور الرعاية والمقيمين فيها.
وأوضحت أن الأمور في ألمانيا لا تسير بذات الوتيرة، إذ لا يتوقع رئيس ديوان المستشارية في برلين، هيلجه براون، البدء في التطعيمات المضادة لفيروس كورونا المستجد في ألمانيا هذا العام، وقال: "أتوقع أن يبدأ ذلك في وقت مبكر جداً من العام المقبل في الأيام الأولى".
وأشارت إلى أن روسيا ستستمر في حملة التطعيم ضد فيروس كورونا مستهدفة الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وذلك في أول عملية تحصين جماعي ضد الفيروس بالاعتماد على لقاح "سبوتنيك – في"، وأما في الولايات المتحدة، فيتوقع أن تبدأ عمليات التطعيم للسكان بلقاح "فايزر-بيونتيك" بحلول الجمعة المقبل، في حال حصل اللقاح على موافقة الجهات المختصة الخميس وفقاً لتوقعات واسعة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الهند طلبت الحصول على ترخيص للاستخدام الطارئ في البلاد للقاح شركة أسترا زينيكا لكوفيد-19، وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تقدم شركة فايزر للحصول على تصريح مماثل للقاح فيروس كورونا السبت الماضي.
وأما في السعودية أعلن استشاري الأحياء الطبية والأمراض الوراثية الدكتور عارف العمري أن لقاح فيروس كورونا وصل المملكة، مشيراً إلى أنه جاهز للاستخدام فضلاً عن وجود آلية معينة ستعلن عنها وزارة الصحة في القريب العاجل.
ومن المتوقع أن يكون لقاح فايزر وبيونتيك أول من يحصل على الموافقة في كندا، على الرغم من أن البلاد وقعت صفقات توريد مع 7 شركات مصنعة للقاح.




شارك برأيك