
الشائعات هي خبر أو مجموعة من الأخبار غير الصحيحة، وتنتشر بشكل سريع في المجتمع نتيجة تداول العامة لها، وفي الغالب تكون شيقة ومثيرة للفضول لذلك تمثل مصدر جذب للكثير من الناس، وتنتشر من شخص إلى آخر.
وتُعد الإشاعة أشدّ فتكاً من القتل حيث أنها وسيلة للفتنة والوقيعة، وهي تعمل على شق الصف، وتعمي الناس عن الحق والصراط المستقيم، وهي بالتالي أداة وبيئة خصبة للفاسدين والمفسدين وأصحاب القيل والقال، ولذلك فهي معول هدم.
خطر الشائعات
في كل الأحوال، يجب على الجميع الحذر من الشائعات والامتناع عن ترديدها، وعدم السماح بذلك من قبل كل مناوئ للجنوب وقضيته، ويجب القضاء على كل شائعة في مهدها، لأنها سلاح فتاك يستهدف مسيرة الشعب وقضية الجنوب.
وقد استخدم اعداء الجنوب واعداء قضيته الشائعات والبلبلات كسلاح لخلق الفوضى في الجنوب وبالعاصمة عدن بالذات، وذلك في حال هزيمتهم عسكرياً في الجبهات، وبقصد أو بدون قصد يتلقف تلك الشائعات الكثير وينشرها الكثير ليصل بها الأمر إلى أن تكون حقيقة ليس شائعة بسبب انتشارها.
وقد يقدم الكثير منا معلومات دسمة بحسن نية للعدو المتمثل في جماعة الإخوان الإرهابية وجماعة الحوثي، من تصديق الشائعات ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعن خطر الشائعات على الجنوب، قال الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي م. نزار هيثم أن: "الشائعات الُمغرضة من أخطر الحروب المعنوية، والأوبئة النفسية، بل من أشد الأسلحة تدميراً، وأعظمها وقعاً وتأثيراً ضد الجنوب، ويتم صناعتها من دوائر ترتبط بالإرهاب الإخواني والحوثي وموجهة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية".
وأضاف أن: "الهدف من كل ذلك هو حرف الأنظار عن جرائمهم الشنيعة بحق أبناء الجنوب والإساءة للجنوب وقيادته السياسية والعسكرية والأمنية، ونشر الفوضى في محافظات الجنوب، وتأليب الرأي العام المحلي والدولي".
وتابع: "اجتهدت قوى الشر في عدة شائعات لا أساس لها من الصحة واختلاق قصص وهمية عن كثير من الأمور".
واشار الى كثرة المحاولات الرخيصة لإلصاق الحوادث الفردية غير المقبولة تارة باسم قوات المقاومة الجنوبية واخرى باسم قيادات المجلس الانتقالي التي أكدت مراراً وتكراراً ادانتها ورفضها لكافة الجرائم التي تنطبق عليها كل تعريفات وتوصيفات الجرائم المروعة والانتهاك الممنهج والمخطط له والجسيم لحقوق الإنسان".
واختتم هيثم حديثه بالقول: "نرجو من الجميع تجاهل وفضح تلك المطابخ، بالأخص في وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم تناول وتعاطي شائعاتها والاعتماد على المصادر الرسمية".
حرب الشائعات
أن الأعداء فشلوا في هزيمة الجنوب وقواته بالسلاح، وفشلوا في تفكيك الصف الجنوبي، وفشلوا أيضاً في تقليص شعبية المجلس الانتقالي، ولم يجدوا أمامهم إلا اختلاق الشائعات ليفككوا بها اصطفاف الجنوبيين وزعزعة امنه ونزع شقة الشعب بقيادته السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك لكي تحقق أهدافها في العمق الاستراتيجي لدس السم بالدسم، والحذر من خطر الشائعات واجب.
وعن ذلك تحدث الصحافي علاء عادل حنش، في مقالة صحفية له، وخصص حديثه عن الشائعات التي تم نشرها مؤخراً والتي تتحدث وكان انقلاب سيحدث في العاصمة عدن، فقال: "خلال النصف الأول من ليلة الخميس (3 ديسمبر/ كانون أول 2020م)، ومع نهاية ذات الليلة، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع الإلكترونية المحسوبة على أطراف مُعادية للقضية الجنوبية، بخبر يتحدث عن انقلاب في العاصمة الجنوبية عدن، وإن هناك قيادات جنوبية قامت بخيانة المجلس الانتقالي الجنوبي، وانقلبت عليه، في أحداث دراماتيكية فظيعة من المخرج والمؤلف، ومِن مَن ساعد على نشر تفاصيل ذلك الفيلم الذي لا تراه إلا في الـ(هوليوود)".
وأضاف: "لقد بدأ الحديث عن انقلاب عسكري، ومن ثم تحول لخيانة بعض القيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي لمبدأ القضية الجنوبية، وإن انفلات أمنية كبير في العاصمة الجنوبية عدن حدث، فيما الواقع يؤكد أن لا شيء من ذلك.. ليس الواقع فحسب، بل أنا شخصيًا اندهشت.. كيف يحدث كل هذا وانا أعيش وسط العاصمة عدن ولم ارِ أو اسمع عن أي شيء من هذا كله؟!".
وتابع: "ليس هذا فحسب، بل إنني في مغرب الخميس، وتحديدًا عند الساعة الخامسة والعشرون دقيقة، رأيت قوات أمنية جنوبية قامت بحملة ضد الدراجات النارية، وقبضت على حوالي عشرين دراجة نارية، ورأيت بأم عيني ذلك الأمر، وتحديدًا عند جولة عبد القوي الكائنة في مديرية الشيخ عثمان بعاصمتنا الحبيبة عدن.. فشعرت بارتياح كبير إزاء الجهود التي تقوم بها قوات الجنوب الأمنية في تقويض أي تحركات مشبوهة، ليأتي المساء ويتحدث البعض عن "انقلاب".. نعم انقلاب بكله، ولم يقولوا اشتباكات، التي أصبحنا معتادين عليها، أو مناوشات بأسلحة ثقيلة حتى؟!".
واستطرد: "لم يستطع هؤلئك المرموقين حبك فيلم الـ(هوليوود)، وأعتقد أن ذلك يعود إلى ضيق الوقت، فميلشيا الإخوان التابعة لما تسمى بـ(الشرعية اليمنية) شنت هجومًا كبيرًا في جبهة الطرية بأبين في ذات اليوم، وكان أمر (انقلاب عدن) الكاذب تزامنًا مع ذلك الهجوم".
وأكمل: "لا أتهم أحد بالخيانة، أو التواطؤ، ولا ادعي الوطنية، ولا اقول أنني حريص على الوطن.. لا شيء من كل ذلك، لكننا في مرحلة تتطلب الحرص على قول أي كلمة، والتفكير فيها مليون مرة، وكيف ستؤثر، وهل هي لصالح القضية، أما ستكون نتائجها عكسية.. فلنبتعد عن العواطف، ولنعمل بجدية متناهية من أجل بناء دولتنا الجنوبية التي ضحّى من أجلها آلاف الشهداء، وجُرح الآلاف أيضًا".
وقال حنش: "القوات المسلحة الجنوبية تخوض معارك شرسة في جبهات القتال بـ(أبين، والضالع، والصبيحة، وطور الباحة، وكرش، والساحل الغربي)، ويحتاجون لمساندتنا معنويًا كثيرًا، فالحرب معنوية إعلامية أكثر ما هي عسكرية، وهذا أمر معروف منذُ القدم، وليس الان فقط، كما أن القيادة السياسية الجنوبية تخوض معركة لا تقل شراسة عن المعركة العسكرية، وإشاعات عن انقلاب أو ما شابه يؤثر سلبًا عن سير قضيتنا".
واختتم حنش بالقول: "اليوم الجنوب وصل إلى مرحلة متقدمة (سياسيًا، وعسكريًا، وأمنيًا، وثقافيًا، واجتماعيًا، ورياضيًا) لا يمكن لأي قوة أن تعيق تقدمه، أو تحاول هدم كل ما بُني، فكل ما بُني جاء بفضل تضحيات أبناء الجنوب".
وسائل التواصل الاجتماعي آفة للترويج
وتساهم الإشاعة بالكثير من الآثار السلبية والمدمّرة على الجنوب، ومن ذلك على سبيل الأمثلة لا الحصر (خلق حالة القلق والعبث بالصحة النفسية للأفراد والمواطنين، من خلال الحرب النفسية سواء الباردة أو الحامية وتحطيم المعنويات واستبدالها بالتواكل والتخاذل والسلبيات، وبالتالي تؤثّر على أمن الجنوب واستقرارها، وإرباك وزعزعة الثقة للقوات المسلحة الجنوبية وللشعب ايضًا).
وعن وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في انتشار الشائعات والترويج لها، بقصد أو بدون قصد، قال عمر العكبري: "أصبح التواصل بين الأفراد في زمننا هذا من أسهل الأمور، خاصةً مع زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي"، مؤكداً أن سرعة التواصل تؤدي إلى نتائج جيدة، عندما يتعلق الأمر بالأخبار المهمة التي تأتي من مصادر وأفرادٍ موثوقين، ولكنها تتحول إلى سلبية في حال اعتبارها وسيلة لنشر الإشاعات التي تصل إلى الجميع وتنتشر كانتشار النار في الهشيم".
ولفت إلى أن: "على الفرد واجب كبير في التأكد من مصدر الأخبار أو المعلومات أو الصور والمقاطع التي تصل إليه، وذلك في محاولة منه لتجنب نشر المعلومات الصادرة من فرد أو جهة غير معروفة، وخوفاً من أن تكون تلك المعلومات خاطئة"، مشيراً إلى أنه يجب أن يعتمد على جهات رسمية في الحصول على المعلومات، وكذلك قنوات الأخبار الرسمية وليس شبكات الأخبار الموجودة حالياً على وسائل التواصل الاجتماعي".
وتابع: "أرى ضرورة التأكد من مصدر المعلومة، وهذا واجب على الفرد إن أراد نقلها، فنقل المعلومات المغلوطة ينتج أضراراً جسيمة، ومنها تضليل أفراد المجتمع، ونشر مفاهيم واعتقادات وتأويلات خاطئة حول المعلومة".
واختتم قائلا: "يجب تجرم الدولة ناشري المعلومات الخاطئة والأخبار المغلوطة والإشاعات، بإقرارها قانون العقوبات الخاص بنشر المعلومات، ومن المهم النظر إلى التأثيرات السلبية على الشعب من هذه الشائعات".