- أول تعليق من رئيس الحكومة على وصول وديعة سعودية جديدة
- تعرف على أبرز المواقع التي استهدفها طيران حربي في صنعاء قبل قليل
- عاجل : غارات جوية جديدة تستهدف صنعاء
- البيت الأبيض يعلق على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف صنعاء والحديدة
- السعودية تمنح اليمن 500 مليون دولار لدعم الرواتب والنفقات الحكومية
- الصحة العالمية تعلن فشل مفاوضاتها مع الحوثي لإطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة
- نقلة نوعية لقطاع التعليم بالمهرة
- مكتب المبعوث الأممي يلتقي منسقية القوى الجنوبية.
- تأجلت مرتين.. تفاصيل جديدة عن "ضربة الخميس" الإسرائيلية
- الجيش الإســرائيلي يعترض صاروخا بالستيا أطلق من اليمن تجاه تل أبيب
بعد أن تلقت إيران ضربتها القاسية الثانية باغتيال أحد أبرز علمائها النوويين محسن فخري زادة، لا يبدو أنها قادرة على تنفيذ وعودها التي أطلقتها بالانتقام.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، أشارت تقارير إلى أن اغتيال زادة سبب ألماً للنظام الإيراني، فيما تسعى بعض الأوساط الإيرانية لعقد مهادنة مع جبهة إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن.
ردود مؤجلة
قالت صحيفة العرب اللندنية إن إيران لن تستطيع تنفيذ وعودها بالانتقام، حيث أن الأمر لا يرتبط فقط برغبة الإيرانيين ولكن بالتوازنات القائمة في ضوء حالة التوثّب لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي قد يكون في حاجة إلى ردّ إيراني فعلي، ليتحرر من حذره ومن ضغوط مستشاريه، ويوجه ضربة خاطفة لإحدى المنشآت النووية الإيرانية.
ويقول محللون إن القيادات الإيرانية في موقع صعب في ظل ضغوط داخلية للانتقام، خاصة أن جمهور المتشددين بدأ يشعر أن المرشد الأعلى علي خامنئي ومؤسسة الحرس الثوري قد خانا قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، وأن شعارات محو إسرائيل من الوجود باتت بلا معنى.
وأوضحت الصحيفة أن خامنئي والحرس الثوري لا يقدران على المغامرة، في ضوء توثب إسرائيلي للرد، ظهر في سوريا لأشهر طويلة، كما أظهر اغتيال فخري قدرة تل أبيب على اختراق الأمن الداخلي لإيران، وهو ما قد يفسّر الفشل في الوصول إلى منفذي الاغتيالات السابقة التي طالت علماء ومشرفين على المنشآت الإيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإيرانيين قد يلجؤون إلى التصعيد في العراق، باستهداف رمزيّ لمواقع أمريكية عبر صواريخ الميليشيات الحليفة، لكن مراقبين يقولون إن هناك مبالغة في توقعات المسؤولين الإيرانيين، وأن بايدن لن يعطيهم شيكاً على بياض ليحلّوا كل مشاكلهم دفعة واحدة، خاصة العودة إلى ما قبل مرحلة دونالد ترامب برفع العقوبات وتسهيل تصدير النفط وعودة الشركات، مشيرين إلى أن هذا لن يتم قبل تنازلات إيرانية جديدة ترضي الكونغرس وإسرائيل باعتبارها لاعباً مؤثراً في الولايات المتحدة.
انقلاب السحر على الساحر
ومن جهته، قال الكاتب عبدالله بن بجاد العتيبي في مقال بصحيفة الشرق الأوسط، إن "الأنظمة السياسية تختار أسلحتها بناء على تعريفها لنفسها وهويتها وطموحاتها، والفوضى والإرهاب هما أحد أسلحة النظام الإيراني التي يستخدمها حول العالم، وكل ما يتفرع عنهما من تفجيرات أو اغتيالات أو مظاهرات دموية أو ميليشيات، وبناء على هذا كله فقد اختار النظام الإيراني أن تكون الاغتيالات أحد أسلحته المحببة".
وأضاف أن "الجديد اليوم هو أن نفس السلاح الإرهابي بات أداة لخصوم النظام الإيراني في تتبع عناصره وحلفائه داخل إيران، فمن اغتيال أبي محمد المصري القائد في تنظيم القاعدة في طهران إلى اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة قرب طهران أيضاً يوم الجمعة الماضي".
وتابع "وبما أن هذه الجرائم هي أحد الأسلحة المفضلة لدى النظام الإيراني، فيبدو أن بعض خصومه أحبوا مبادلته الحرب بنفس الطريقة التي يفضلها وبذات الأسلوب الذي يتبعه".
وأوضح الكاتب أن لا أحد يعرف على وجه التحديد من هي الجهة التي خططت وقامت بالاغتيال حتى الآن، مشيراً إلى أن هناك موجة منظمة لتصفية عناصر مهمة وأسماء كبيرة من قيادات النظام الإيراني في مجالات متعددة.
وأردف قائلاً "تجلد النظام للمصائب التي تحيق به ومحاولاته عدم إظهار ضعفه كلها تصب في أمل النظام بأن ينتصر جو بايدن بالرئاسة الأمريكية، ويعيد سيرة إدارة باراك أوباما السابقة من الخضوع للنظام الإيراني والخوف منه وبالتالي العودة إلى الاتفاق النووي المعيب سياسياً وتاريخياً، ويتمنى النظام أن التاريخ سيعيد نفسه ويخضع بايدن كما خضع أوباما".
انقسامات داخل النظام
وبدورها، لفتت صحيفة عكاظ السعودية إلى أن بعض الخبراء يرون أن مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، سيفجر مواجهة بين إيران وأمريكا من جهة، وإيران وإسرائيل من جهة أخرى.
وأكدت مصادر غربية للصحيفة، أن اغتيال محسن زادة في طهران يعتبر بكل المعايير ضربة ثانية قاصمة للنظام الإيراني، كون النظام لم يكد يفيق بعد من عملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق مطلع العام الجاري، حتى فقد أحد أهم رجالاته المعنيين بالملف النووي الإيراني.
وأضافت "من المحتمل أن تؤدي تداعيات اغتيال زاده إلى قيام طهران بعملية ضد إسرائيل وإدارة الرئيس ترامب"، إلا أن المعلومات من داخل طهران تشير إلى أن هناك انقساماً في أوساط النظام الإيراني، إذ يرى البعض ضرورة اتخاذ إجراء عسكري فوري، بينما يرى البعض الآخر التريث لعدم فتح جبهة مع إدارة بايدن، الذي يتوقع النظام المهادنة معه.
وأوضح وزير دفاع النظام الإيراني أمير حاتمي، أن تعرض العالم زادة إلى عملية اغتيال سيقابل برد فوري، فيما رأت مصادر إيرانية أن عملية الاغتيال ستعيق أي عودة إلى الاتفاق النووي، ولم تستبعد انتقام إيران من المصالح الأمريكية بشكل ما في السنة الأولى من رئاسة جو بايدن.
كما اعتبر مراقبون أمنيون، أن اغتيال زادة يؤكد هشاشة النظام الاستخباراتي الإيراني الذي يعرف بالقوة الرمادية العسكرية المتغلغلة في المؤسسات الإيرانية النووية والعسكرية والأمنية، واختراق الأجهزة الأمنية والسيادية من قبل الولايات المتحدة، بفعل انخراطها بقوة في أدوار عسكرية وأمنية في دول أخرى بالمنطقة، وهو ما ترك فراغاً في الداخل.
عالم أم أسطورة غربية
وذكرت صحيفة الجريدة الكويتية، أن الروايات تختلف حول حقيقة الدور الذي لعبه محسن فخري زادة مهابادي في الملف النووي الإيراني، بين من يصفه بأنه أبو القنبلة النووية الإيرانية المحتملة، وبين من يعتبر أن التقارير الغربية جعلت منه أسطورة.
وقالت "لطالما تحدثت عنه مصادر أمنية غربية على أنه يتمتع بنفوذ كبير ودور أساسي في برنامج إيران النووي، حيث حدد تقرير بارز للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في 2011 فخري زاده باعتباره شخصية محورية في البرنامج الإيراني السري لتطوير التكنولوجيا والمهارات اللازمة لصنع القنابل الذرية".
وأوضحت مصادر للصحيفة أن زادة لم يكن شخصية علمية كبيرة كما يتم تصويره، لكنه عملياً كان الرابط والمنسق والمدير العملي لبرنامج إيران النووي العسكري، وكان أخيراً يدير مركزاً للدراسات التكنولوجية في وزارة الدفاع مهمته مزج الإمكانات العلمية العسكرية ببعضها البعض والاستفادة منها بالتوازي.
وأضافت "على الرغم من أن منصب زادة الرسمي كان مدير قسم في وزارة الدفاع الإيرانية، فإن مرتبته حسب بعض المحللين الايرانيين لم تقلّ عن مرتبة مساعد وزير الدفاع الإيراني ولربما حتى أكثر من ذلك"، لافتة إلى أن المرافقة التي كانت ترافقه وترافق عائلته كانت دوماً لا تقل شأناً عن التي ترافق وزير الدفاع الإيراني شخصياً، ومهمة حمايته كانت موكلة إلى فيلق الأنصار التابع للحرس الثوري، الذي يتولى مهمة حماية كبار الشخصيات الإيرانية على مستوى وزراء وقادة عسكريين.