آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:10:12:09
صحف عربية: بايدن أم ترامب.. أمريكا تحكم
(الامناء نت / متابعات)

توقعات وتنبؤات بين حين وآخر تتحدث عن مسار السياسة الخارجية الأمريكية مع تولي الرئيس المنتخب جو بايدن خلفاً للرئيس الحالي دونالد ترامب، ويظن كثيرون أن دفة السياسة الخارجية ستتحول عن مسارها الحالي بمجرد دخول بايدن إلى البيت الأبيض.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، رسم كتّاب مسار السياسية الخارجية الأمريكية في عهد بايدن، وكيف ستكون في الملفات الساخنة، ما بين فكر "الديمقراطية القادمة" التي يمثلها بايدن وفكر "أمريكا العظمى" التي يمثلها ترامب حالياً.
نقاط ساخنة
وتوقع الكاتب السياسي الفلسطيني ماجد الكيالي أن التغير الذي سيحصل في عهد بايدن هو عودة الولايات المتحدة إلى حصصها السابقة في تمويل هيئات الأمم المتحدة والناتو وغيرها، وهو أمر كان يحصل في عهد رؤساء جمهوريين سابقين، بمعنى أنه ليس من جديد في هذا الأمر حقاً، وذلك ينطبق حتى على إمكان عودة بايدن إلى اتفاقات وقف التسلح مع روسيا.
وقال الكيالي في مقاله بصحيفة العرب اللندنية إن "هناك نقاطة ساخنة ستواجه بايدن، وأبرزها نقطة تتعلق بالصين، أي بمراجعة ترامب للعلاقات مع الصين، وضمن ذلك العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية، ففي هذه النقطة فإن إدارة بايدن ستقوم، على الأرجح، بإبقاء ذات السياسات، كأداة ضغط، للاستفادة منها لانتزاع قدر أكبر من التنازلات من الصين".
وأوضح الكيالي أن "المتغير في عهد ترامب أن إيران انتهت "مهمتها"، لذا بات الأمر يتطلب تحجيم نفوذها ووضعها عند حدها أمريكياً، وإسرائيلياً، لذا فإننا على الأغلب سنجد أن إدارة بايدن ستفعل، على الأرجح، ما ستفعله بخصوص الصين، أي استغلال عقوبات ترامب على إيران للضغط عليها ودفعها إلى تقديم مزيد من التنازلات، وفقاً للسياسات والمصالح الأمريكية".
أنتوني بلينكن
واعتبر الكاتب المصري إيميل أمين في مقاله بصحيفة "الاتحاد الإماراتية" أن اختيار بايدن للسياسي المخضرم أنتوني بلينكن يؤكد أن هناك واقعاً جديداً شرق أوسطياً وعالمياً، وأن على إدارة بايدن إن أرادت ألا تخسر الكثير من مربعات النفوذ، أن تتمتع بالوسطية والعقلانية، وألا تكون ألعوبة من جديد في يد أوباما الذي يتحرك على المشهد السياسي الأمريكي بطريقة غير مريحة مؤخراً.
وأوضح في مقاله أن "الشاهد أن قيام بايدن باختيار بلينكن أمر ربما يعطينا فكرة ولو أولية عن خطوط طول وخطوط عرض سياسات بايدن، وما ينتظر العالم معه".
وأشار أمين إلى أن الذين يعرفون بلينكن عن قرب، يرون فيه رجلاً عقلانياً صاحب نهج وسطي، ويميل إلى العمل متعدد الأطراف، وربما كانت السنوات الطويلة التي قضاها صغيراً في فرنسا، قد فتحت أمامه مسارات ذهنية مساقات فكرية مغايرة.
الرهان على القرار الأمريكي
ودعا الكاتب المصري اسامة سرايا في مقاله بصحيفة الأهرام القادة العرب إلى عدم الراهن على السياسة الأمريكية وقال "لا تراهنوا على القرار الأمريكى وحده، وتحاوروا معهم، لأنهم لا يملكون الحقيقة كلها، وقرار منطقتنا يحب أن يكون بأيدى أبنائها، وإلا، لا معنى لأي استقرار، أو سيادة دولة على أراضيها، ولا تصدقوا قرارات لجان حقوق الإنسان والمنظمات الأهلية، فكلها تعمل لمصلحة الناشطين السياسيين، بل إنها تعبّر عن السياسة، ولا تعرف معاني تقاريرها، وتقع فريسة للاستهواء".
وأضاف سرايا "مثلما وقف ترامب ضد الإعلام الأمريكي وسطوته، يجب أن نقف لنفكك سيطرة الهواة، وأصحاب الألاعيب، أو حتى الكتاب، والممثلين على القرار السياسي والاقتصادي، الذى يجب أن يكتبه ويصيغه العلماء، والمفكرون، والمتخصصون، وأهل الوطن الأوفياء، ولنا عودة مرة أخرى مع أفكار رؤساء أمريكا وقراراتهم، خاصة عندما تكون متحيزة، وعديمة الخبرة، وفريسة الاستهواء، مثلما كان أوباما".
حجر الفلاسفة
ورأى الكاتب إيميل أمين في مقاله بصحيفة "الشرق الأوسط" أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أمام تحد صعب وهو سرعة رأب الصدع بين الأمريكيين، وأن تصبح أمريكا أكثر قوة للعمل مع حلفائها.
وقال أمين "إن بادين يسعى لعودة أمريكا من جديد ولا سيما بعد أن جعلها الرئيس ترامب منعزلة ووحيدة، وأن أعضاء الفريق سيعيدون بناء الروح المعنوية للولايات المتحدة ويبثون التفاؤل لدى الحلفاء، وربما المصطلح الوحيد الذي خشي بايدن من الاقتراب منه، هو تعبير "أمريكا مدينة فوق جبل"، الذي يمثل عمق الإيمان الرؤيوي للدور الأمريكي حول العالم.
وأعرب الكاتب عن أمله في أن تكون إدارة بايدن "تصالحية وتسامحية" في الداخل والخارج، غير أن واقع الحال يستدعي التساؤل عما إذا كانت هذه الإدارة تمتلك حجر الفلاسفة الذي يجيب عن التحديات الداخلية والخارجية كافة، أم أن حلم قيادة العالم يتجاوز الطرح اليوتوبي، إلى تنفيذ المخطط الاستراتيجي الأمريكي، وإن كان بأدوات مغايرة عن أدوات الرئيس الذي خرج عن خط الهيمنة الأمريكية المطلوب والمرغوب.



شارك برأيك