آخر تحديث :السبت 28 ديسمبر 2024 - الساعة:14:24:00
صحف عربية: ليبيا على أبواب فشل معلن ولبنان أمام الفرصة الأخيرة
(الامناء/وكالات:)

بعد مفاوضات عسيرة فشلت المحادثات الليبية في تونس في تسمية حكومة انتقالية، وفي الاتفاق على تنظيم الانتخابات قبل حل بعض إشكاليات طفت على السطح بعد خلافات حادة على صلاحيات المجلس الرئاسي والحكومة الجديدة المنتظرة.
وفي صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، أكدت تقارير تعثر تطبيق المبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان، بسبب عراقيل عدة أبرزها تلك التي يصطدم بها الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري.

فشل الحوار

قال موقع "اندبندنت عربية"، إن "وثيقة مسربة" من النقاش الليبي تكشف أنها لم تحظ بموافقة جميع الأطراف، رغم المشاورات الطويلة والشاقة، وعزت التقارير فشل الحوار وتشكيل الحكومة إلى بعض البنود المثيرة الواردة في الوثيقة.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية جمال الشطشاط أن سبب الفشل غياب الثقة بين أطراف الحوار الليبي، قائلاً، إن "الخلافات التي احتدمت داخل قاعة الملتقى كانت حول الصلاحيات، التي تمنحها الوثيقة للمجلس الرئاسي وحكومته".

وأضاف الشطشاط "بعد الاتفاق على تقاسم رئاسة المجلس الرئاسي، التي منحت لبرقة، والحكومة التي منحت لطرابلس، بدأ كل طرف محاولة تقليص صلاحيات الجسم الذي حازه الطرف الثاني، فمثلاً أن يكون رئيس المجلس الرئاسي المرشح عقيلة صالح أو اسماً مقرباً منه، يملك صلاحية إبقاء القائد العام للجيش خليفة حفتر في منصبه وهو المتوقع، لذلك يحاول معسكر طرابلس سحب هذه الصلاحية منه رغبة في إبعاد حفتر من المشهد، والقياس على هذا المثال ينطبق على كل الصلاحيات الأخرى للحكومة والرئاسي"، ورأى أنه "لن يكون سهلاً أن تنجز توافقات تنهي هذه الخلافات في اليوم الأخير من الحوار، وسيكون لزاماً على البعثة تمديده أياماً أخرى، أو تأجيله لوقت لاحق لاستكمال النقاش حول هذه الملفات الهامة".

وزيادة في التعقيد، أعلن ممثلون عن مجلس النواب والدولة وهيئة الدستور في مؤتمر صحافي بطرابلس، رفضهم إجراء الانتخابات كما ما اتفق عليها المشاركون في حوار تونس، قبل الاستفتاء على مشروع الدستور الخلافي للهيئة في قضية يرجح أن تتفاعل أكثر في الفترة المقبلة.

 
تخلات قطرية وتركية

في صحيفة "العرب" اللندنية، قال الحبيب الأسود: "بقطع النظر عما توصل إليه ملتقى الحوار الليبي في منتجع قمرت، شمال العاصمة التونسية، فإن الأوضاع قابلة للانفجار في ليبيا، لأسباب عدة، أهمها على الإطلاق التدخل التركي القطري الذي ارتفعت وتيرته في الأيام الماضية، سواء من خلال بدء الاستعدادات الأمنية في طرابلس لاستقبال أردوغان الذي يريد لزيارته إليها وإلى مدينة مصراتة، أن تكون زيارة استعراضية، يؤكد من خلالها أنه صاحب موقع في غرب ليبيا، وصاحب دور لا ينوي التراجع عنه، وصاحب مشروع يريد أن يستمر فيه إلى ما لا نهاية".

وأضاف "تزامن ذلك مع إعلان أركان نظام أردوغان وكبار حلفائه الليبيين، أنه لا مجال للمساس بالاتفاقيات المبرمة بين أنقرة وحكومة الوفاق، ولا نية لمغادرة القوات التركية، وجحافل المرتزقة للأراضي الليبية، وجر النظام القطري سلطات طرابلس لإبرام اتفاقية أمنية سرعان ما أردفت خلال أسبوع باتفاقية عسكرية، وذلك في استباق لنتائج ملتقى تونس، وفي محاولة لتثبيت التحالف الحاصل بين الدوحة وجزء من ليبيا بما يعنيه من خدمة مباشرة لقوى الإسلام السياسي خاصةً جماعة الإخوان، ومن يدور في فلكها من المسؤولين الانتهازيين الذين يرون في قطر وتركيا غطاء لطموحاتهم وضماناً لاستمرارهم في التلاعب بمصير البلد".

المبادرة الفرنسية

من جهة أخرى وعن التطورات في لبنان، قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن اليوم الإثنين سيشهد الحسم في مصير المبادرة الفرنسية، وذلك بمناسبة في الاجتماع الطارئ الذي سيُعقد في قصر الإليزيه برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون، في ضوء التقرير الذي رفعه إليه مبعوثه إلى بيروت باتريك دوريل للوقوف على الأسباب والعراقيل التي اصطدم بها الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري، وأخرت إعلان ولادة الحكومة بعد مشاوراته مع الرئيس ميشال عون، والتي انتهت إلى طريق مسدود، أعاد المبادرة إلى نقطة الصفر.
وتؤكد مصادر سياسية مواكبة للقاءات التي أجراها دوريل في بيروت أن المشاورات "لم تحقق التقدم المطلوب الذي من شأنه أن يدفع باتجاه إحداث خرق استثنائي يعيد الاعتبار للمبادرة الفرنسية التي لا بديل عنها لإنقاذ لبنان ووقف انهياره المالي والاقتصادي".

وتؤكد المصادر السياسية، أن التقرير الذي رفعه دوريل إلى ماكرون يُفترض أن يشكل الإطار العام لبحث خطوة باريس المقبلة، لمحاولة إنقاذ لبنان، في فرصة قد تكون الأخيرة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية.
شروط ومكابرة
وفي صحيفة الجمهورية اللبنانية، قال شارل جبور، إن فرنسا آخر ما بقي للبنان من المجتمع الدولي، بعد أن رفع الأخير يده عن بيروت.

وأضاف "رفعت واشنطن سقف ودرجة مواجهتها مع العهد أو الرجل الأقوى داخله رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بشكل غير مسبوق، فليس تفصيلاً أن تتبنّى معادلة أن باسيل يغطي سلاح حزب الله مقابل تَغاضي الحزب عن فساده.

وأضاف "ما ينطبق على الموقف الأمريكي ينسحب على الخليجي، الذي خرج بهدوء ودون ضجيج في تناغم كامل مع الولايات المتحدة برفض تقديم أي مساعدة للبنان في ظل سيطرة الأكثرية الحاكمة وتَحكمها بالقرار.
واعتبر الكاتب، أن الطبقة السياسية في لبنان، ماضية في المواجهة الخاسرة، وبدل أن "يستفيد الفريق الحاكم من المبادرة الفرنسية التي تشكل الاختراق الدولي الوحيد في ظل الإطباق العربي والغربي على لبنان، راح يضع الشروط والشروط المضادة حتى أجهَض المبادرة وقطع الطريق على المؤتمر الدولي الذي كانت تعد له باريس ويشكّل مصلحة لبنانية". 


 




شارك برأيك