- عضو مجلس القيادة الرئاسي البحسني يطمئن على صحة الحكم صالح النهدي
- د. نعمان: الحوثي.. الطلقة الأخيرة.. في مدافع آيات الله
- دراسة تكشف علاقة أمراض القلب بالإصابة بأمراض الخلايا العصبية..
- شاب يقتل والده بتعز والشرطة تلقي القبض عليه
- إســرائيل تعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- برنامج الأغذية العالمي يعلن تعليق الرحلات الجوية الإنسانية إلى مطار صنعاء
- الأرصاد يتوقع استمرار موجة البرد ويدعو المواطنين لأخذ الاحتياطات اللازمة
- البحسني يطمئن على صحة الحكم النهدي في مستشفى بجدة
- انتقالي عدن يدشن اول بطولة للتيك بول بمشاركة اندية عدن
- بدء تحسن العملة المحلية صباح اليوم 28 ديسمبر 2024
تعيش أوروبا لحظات عصيبة في حربها ضد الإسلام السياسي، حيث وضعتها تحركاتها أمام تساؤلات عن جدوى كل منها في التخلص من التطرف والتقليل من مخاطره.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، تستهدف النمسا مكافحة الإرهاب عبر استحداثها لجريمة الإسلام السياسي، فيما تأخذ السعودية على عاتقها تخليص العالم من جذور الإرهاب والتطرف.
أوروبا تدفع الثمن
قال الكاتب الصحافي هاني الظاهري في مقال له بصحيفة عكاظ السعودية، "في خطوة هي الأولى من نوعها في القارة الأوروبية، أعلنت النمسا أخيراً أنها تنوي استحداث جريمة جنائية تسمى (الإسلام السياسي)، ضمن مجموعة من الإجراءات التي تستهدف مكافحة الإرهاب".
وأضاف أن "قانوناً جديداً سيصدر في النمسا يهدف إلى إبقاء المدانين بجرائم إرهابية خلف القضبان مدى الحياة، والمراقبة الإلكترونية للمدانين بجرائم تتعلق بالإرهاب عند إطلاق سراحهم، وتجريم التطرف السياسي بدوافع دينية".
وتابع "القلق الأوروبي المتزايد من جماعات الإسلام السياسي بات يسيطر على المزاج الشعبي العام، إذ توصلت دراسة أشرف على إعدادها معهد تشاتام هاوس البريطاني إلى رفض معظم الأوروبيين استمرار فتح باب الهجرة للمسلمين بسبب المخاوف الأمنية الناشئة عن الحوادث الإرهابية".
وأوضح الكاتب "تشعر الشعوب الأوروبية اليوم بأنها تدفع ثمن أخطائها بعد أن كانت أكثر شعوب العالم ترحيباً بالمهاجرين من دول العالم الثالث خلال القرن الماضي، وكل ذلك بسبب أحزاب وتنظيمات الإسلام السياسي التي ارتكبت كما هو واضح أكبر جناية تاريخية في حق الدين الإسلامي وأتباعه في شتى بقاع الأرض".
السعودية الجديدة
ومن جهته، أشار الكاتب السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط، إلى أن الإرهاب هو الخطوة الأخيرة التي يتجرأ فيها المتطرف على وضع تطرفه موضع التنفيذ وتحويل التنظير إلى التنفيذ، والإرهاب هو اللحظة التي يضغط فيها المتطرف على زناد بندقيته أو صاعق قنبلته، والتطرف هو كل ما يسبق ذلك من تجنيد وغسل دماغ وتحريض وتدريب وتهييج حتى يصبح جاهزاً ليصير إرهابياً خالصاً.
وقال إن "السعودية الجديدة هي دولة جادة كل الجدّ في مواجهة التطرف من جذوره وليس الخطوة الأخيرة منه الممثلة بالإرهاب فحسب، وهذه العودة لجذور الإرهاب كانت نتيجتها الظاهرة للجميع انحسار عمليات الإرهاب في السعودية إلى الصفر تقريباً، ولا تجد الدولة أي غضاضة في الاعتراف بالمشكلات التي كانت قائمة، ووضع الخطط والحلول للتخلص منها".
وأضاف "بالقضاء على الإرهاب ومحاربة التطرف، أخذت السعودية على عاتقها تخليص العالم من الإرهاب والتطرف، وبصفتها قائدة العالم الإسلامي ومهبط الوحي ومأرز الإيمان فقد كانت مواجهتها لجماعات الإسلام السياسي وتنظيمات العنف الديني حاسمة ومؤثرة، وهي بقوتها الأمنية قضت عليه في الداخل، وبقوتها السياسية صنعت التحالفات لمواجهته في المنطقة سواء كان سنياً أم شيعياً".
وتابع الكاتب "وها هي تقود محاربة هذه التطرف روحياً ودولياً عبر فتوى هيئة كبار العلماء التي فضحت جماعة «الإخوان المسلمين»، وبينت خطرها على الإسلام والمسلمين وعلى العالم أجمع".
وأوضح أن الدول العربية القائدة والرائدة أدت ما عليها في فضح خطر هذه الجماعات الداهم على الإسلام والمسلمين دولاً ومجتمعاتٍ، ولكن أوروبا لم تفعل بعد، لافتاً إلى أن ما تشهده الدول الأوروبية اليوم من انتعاشٍ للإرهاب وعملياته وجرائمه هو جراء التخاذل عن اتخاذ مواقف صريحة وقوية ضد هذه الجماعات الخطيرة وإيوائها وتقديم الدعم المتواصل لها.
واختتم مقالهه قائلاً "ثمة فرصة تاريخية للتخلص من داء الإرهاب والأصولية في العالم بعد دخول السعودية بكل قوتها الروحية والسياسية والاقتصادية على خط المواجهة، فيما لو فهم العالم والحلفاء الغربيون تحديداً أهمية هذه الفرصة التاريخية، وما يمكن أن تنشره من سلام وتسامح واعتدال يجنّب العالم كثيراً من الشرور".
ترنيمة واحدة
وبدورها، ذكرت صحيفة العرب اللندنية أن الهجمات الإرهابية التي استهدفت كلاً من النمسا وفرنسا في الآونة الأخيرة، وضعت أساليب البلدين في التعامل مع الخطر الإرهابي أمام تساؤلات عن جدوى كل منها في التخلص من آفة التطرف والتقليل من مخاطرها في مجتمعات عرفت على مدار العقود الماضية بالوئام والسلام والطمأنينة.
وأوضحت أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها كل من النمسا وفرنسا في الأسابيع الأخيرة، أعادت طرح تساؤلات جدية حول النماذج المعتمدة لمكافحة آفة التطرف في بلدان أوروبية تعد الأكثر تأثراً بهجمات جماعات إرهابية مدعومة من تنظيمات الإسلام السياسي.
وقالت "لم تخفت الهجمات الإرهابية على الرغم من الإجراءات المتخذة في تلك البلدان، لكنّها تراجعت بفضل سياسات محلية أدت في النهاية إلى تثبيط نمو تلك الآفات القاتلة التي تتغذى على عناصر الذئاب المنفردة، والتي تنفذ بدورها هجمات إرهابية للإيحاء بوجود قوي لتلك الجماعات في القارة العجوز".
وأضافت "كان رئيس الحكومة النمساوية سيباستيان كورتز الأوضح في نموذجه لمكافحة التطرف والإرهاب في بلاده، على عكس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وجد نفسه أمام قرارات متتالية لتجنب الانتقادات على تصريحاته عن الانفصالية الإسلامية، وتداعيات الهجمات الإرهابية الأخيرة".
كما قال مدير برنامج مكافحة التطرف في جامعة جورج واشنطن لورنزو فيدينو، إنه "من نواح كثيرة، كان كورتز يأتي في المقدمة قبل ماكرون، حيث أعلن منذ سنوات ما الذي كان الرئيس الفرنسي يجذب الانتباه لقوله عن الانفصالية الإسلامية في الأشهر الأخيرة".
وترى الباحثة تسيلا هيرشكو، أن تفاقم الأزمة بسبب العواقب الاقتصادية والاجتماعية الوخيمة لوباء كورونا، تعكس فشل فرنسا في دمج الأقلية المسلمة ووضع حدود واضحة ضد الميول الانفصالية المعادية للديمقراطية داخل هذه الأقلية.
وعي متأخر
وأما الباحث في شؤون الإسلام السياسي ماهر فرغلي، فقد أشار في مقال له بصحيفة الوطن المصرية إلى أن أوروبا بدأت تعي عمليات التوطين الإخوانية، موضحاً أن الإخوان بدؤوا بالعمل على مراحل في أوروبا من المسجد الذي تم بناؤه في ميونخ، كما قاموا بعملية تسمى عمليات الهجرة وبعد ذلك عملية التوطين في أوروبا.
وأشاد بمواجهة النمسا لجماعة الإخوان الإرهابية وكافة تيارات الإسلام السياسي، لافتاً إلى أن ما اتخذته النمسا سوف تقوم به بعض الدول الأوروبية الأخرى.
وقال "أعتقد أنها ستكون سياسة عامة في أوروبا في الفترة المقبلة، وفرنسا سوف تقود هذه العملية حيث أدركت مؤخراً هي وألمانيا أنهم شيء واحد وأن الإخوان مخزن كبير لكل الأفكار الإرهابية".