آخر تحديث :السبت 28 ديسمبر 2024 - الساعة:13:19:06
صحف عربية: الإخوان يتوهمون ويحلمون بـ "التحالف" مع بايدن
(الامناء/وكالات:)

أسابيع قليلة ويدخل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن البيت الأبيض لمدة 4 سنوات، بعد أن فاز في الانتخابات الأمريكية على منافسه الرئيس الحالي دونالد ترامب، وسط آمال زائفة ومحاولات خبيثة من قبل عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي للعودة للمشهد السياسي مجدداً.
ووفقاً لصحف عربية صادرة، اليوم السبت، فإن دعاة الفوضى والتخريب من عناصر الإخوان يتوهمون أن بايدن سيأتي بسياسة جديدة تصب في مصلحتهم حسب أمنياتهم، ولا يدركون مفهوم المؤسسات ولا يستطيع شخص واحد في الولايات المتحدة فرض سياساته الخاصة، في الوقت التي تشهد فيه المنطقة العربية تغيرات عميقة تجاه الإسلام السياسي ولن تسمح بعودته مجدداً.
الداخل أولا
ونقلت صحيفة العرب اللندنية عن ديفيد ماكوفيسكي، مدير معهد واشنطن لمشروع سياسات الشرق الأدنى وعملية السلام في الشرق الأوسط، أن الإدارة الجديدة ستركز على كوفيد ـ 19 حتى بعد أن ظهرت بوادر التوصل إلى لقاح. ذلك لأن الآثار الاقتصادية للجائحة مريعة جداً، وتفاقمها أكثر مشكلات أخرى كتغيرات المناخ والرعاية الصحية، ذلك بالإضافة إلى إشكالات في السياسة الخارجية، أبرزها كيفية التعامل مع الصين. لذا فإن على المعنيين بالشرق الأوسط "معايرة" توقعاتهم جيداً، وألا يتفاءلوا بتحرك جوهري وشيك.
أما نائب رئيس المؤسسة الأمريكية للدفاع عن الديمقراطيات جونثان شانزر، أكد أن بايدن يرث الكثير من المصاعب المحلية التي من شأنها دفع الشرق الأوسط إلى أدنى قائمة الأولويات. فهناك التعامل مع كوفيد – 19، إلى إعادة بناء الاقتصاد، على النحو الذي يساعد على معالجة الانقسام السياسي في الداخل. وقال "أعتقد أن طبيعة التفويض الذي عبرت عنه نتائج الانتخابات، تقضي بعدم التركيز على الخارج، وإبقاء الأمور مركزة في الولايات المتحدة". 
فلول التخريب
وانتقد الكاتب جمال الكشكي في صحيفة البيان الإماراتية ما وصفهم بـ"فلول التخريب والقتل وقطاع الطرق السياسية"، ومقاولي الهدم الاقتصادي، ومروجي الشائعات، والمتحالفين ضد الوطنية المصرية، والجالسين على الشاطئ في انتظار استئناف موجة جديدة من ربيع الفوضى بعد مجيء جو بايدن للبيت الأبيض.
وقال الكشكي "فى الحقيقة أقول لهؤلاء الذين يدعون أنهم ممثلو فكر ورؤية الرئيس الأمريكي الجديد، عليكم إدراك عدة محددات ومتغيرات جرت في السنوات العشر الماضية في المنطقة العربية والإقليم، وأن الدولة المصرية لم تعد هي الدولة التي باغتموها بيد الغدر، في لحظة نادرة، قادت شعبها لأن يكون أسيراً لأخطار خادعة، والشعب المصري صارت لديه مناعة وحصانة ضد أمراض الخديعة الكبرى، فلا تزال مشاهد القتل والفوضى والتخريب، والتخابر ضد الأمن القومي ماثلة في أذهانه، كما أن الدول العربية شعوباً وحكاماً، باتت سداً منيعاً أمام أية محاولات، لمجرد التفكير في تكرار أي شيء يشتبه أنه ضد استقرار مفهوم الدولة الوطنية".
تبسيط بدرجة العَتَه
فيما اعتبر الكاتب محمد الرميحي في صحيفة الشرق الأوسط أن كلاً من إيران وسوريا والقوى الحوثية وحزب الله وتنظيم الإخوان الإرهابي، سوف تكون صديقة للإدارة الجديدة، ذلك تحليل تسطيحي لا يدل فقط على الهوى، ولكن أيضاً على موقف عاطفي وتبسيط مُخلٍّ إلى "درجة العَتَه".
 وأشار إلى أن هناك قاعدة معروفة تقول "في السياسة لا أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون، ولكن هناك (مصالح دائمة)"، لأن الحزب الديمقراطي أو أي حزب سياسي ليس قبيلة "تأخذ بالثأر"، هم تحالف في داخله مدارس سياسية مختلفة وأكثرها عقلانيٌّ وليس عاطفياً، وأن الإدارة الديمقراطية الجديدة أمامها ملفات كُبرى سوف يتعيَّن عليها النظر فيها ملياً، فقد تركت لها الإدارة السابقة كماً عظيماً من الاشتباك العالمي السلبي، بل والصراع الداخلي.
وأشار الرميحي إلى أن توقعات القوى فوق الدولة أو تحت الدولة مثل "تنظيم الإخوان والأحزاب الإرهابية" بأنهم أخذوا صك على بياض من الإدارة الجديدة هي تمنيات غير واقعية، لأن المشهد برمّته قبل أربع سنوات قد تغيَّر جذرياً، وأنه من الخطأ التفكير في أن إدارة بايدن هي بالضبط إدارة أوباما، هذا تفكير متسرع وغير قادر على استيعاب المتغيرات منذ سنوات أوباما الأخيرة، فقد تفاعلت تلك الإدارة مع متغيرات على الأرض لم تعد اليوم موجودة.
تظيم تابع
وتساءلت الكاتبة دينا شرف الدين في صحيفة "اليوم السابع" المصرية عن أسباب فرح تنظيم الإخوان الإرهابي بفوز بايدن في الانتخابات الأمريكية، وانه "هل يتصور أعضاء و قيادات الإرهابية أن الرئيس الأمريكي أياً كانت صفته وحزبه وأياً كان اسمه له مطلق الصلاحيات ليحل سياسة مكان أخرى أو يرسي قواعد سياسة جديدة ويوقف خطة سير الأخرى"؟
وقالت دينا عبد الفتاح "فقد ثبت بالدلائل أن الإخوان تنظيم يتبع وينفذ سياسات دول بعينها وتسير بزمرة من بيده قيادة الدفة ومفاتيح القوة، وأنه بعد أن تراجعت انجلترا لتحل أمريكا محلها وتتصدر قيادة العالم كأقوى وأكبر دولة، لتهرول الجماعة التابعة وتستظل بعباءة أمريكا وتقدم فروض الولاء والطاعة وتنفذ الأوامر دون تخاذل لتحتمي وترتمي دائماً وأبداً بأحضان القوة التي تسير أمور الدنيا".
وأكدت في نهاية مقالها أن السياسات الأمريكية تستمر ويتم تنفيذ بنودها وفق خطط طويلة الأمد وأخرى قصيرة، لكنها لا تتغير بقرارات الرئيس الذي لا يملك تلك الصلاحيات.




شارك برأيك