آخر تحديث :السبت 01 مارس 2025 - الساعة:16:18:50
دماء شهداء وجرحى الطريّة .. هل ستشعل فتيل ثورة الغضب وتؤسس لانطلاق مرحلة جديدة ؟
(الأمناء / غازي العلـــــــــــوي :)


لن تكن تلك الدماء الطاهرة التي سالت ظهر الاثنين في جبهات الشرف والبطولة في الطرية بأبين – الأوّلى أو الأخيرة لشباب في عمر الزهور أبت قيمهم وأصالتهم وولائهم لقضية شعبهم إلا أن يكونوا في مقدمة صفوف المدافعين عن الجنوب من مليشيات الغزو التي تركت عدوها الذي احتل غرف نومها وعاث فيها فسادا وولّت وجهتها صوب الجنوب بكل ما تملكه من أسلحة وعتاد مسجلة ومصروفة باسم ما يسمى بـ"الجيش الوطني" التابع للحكومة اليمنية .
(6) شهداء و(5) جرحى حصيلة هجوم غادر
(6) شهداء و(5) جرحى حصيلة القصف الذي شنته ميليشيا الإخوان المحسوبة على الحكومة اليمنية على القوات الجنوبية المرابطة في جبهة الطريّة بمحافظة أبين في اعتداء همجي يضاف إلى سلسلة الاعتداءات التي نفذتها تلك المليشيات على امتداد جبهات أبين في الوقت الذي ما يزال الأشقاء في المملكة العربية السعودية يلتزمون الصمت تجاه تلك الخروقات والتجاوزات لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في الرياض قبل أشهر والاكتفاء بتلك الزيارات التي يقوم بها أعضاء ما تسمى بـ"اللجنة السعودية" والتي دائما ما يغلب عليها الطابع الرسمي المعتاد دون اتخاذ أي إجراءات رادعة بحق قيادات تلك المليشيات .
الانتقالي يدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى أبين .. 
قالت مصادر محلية وعسكرية، إن المجلس الانتقالي الجنوبي دفع مساء الثلاثاء، بتعزيزات عسكرية كبيرة، إلى مدينة زنجبار مركز محافظة أبين.
جاء ذلك بعد ساعات من وصول لجنة عسكرية سعودية إلى مدينتي زنجبار وشقرة شرقي محافظة أبين، لوقف التوتر بين الجانبين، غداة اشتباكات بين قوات الجيش والمجلس الانتقالي الجنوبي..
وذكرت المصادر، أن تعزيزات عسكرية كبيرة تضم دبابات ومدرعات وأطقم عسكرية مدرعة وأخرى تقل أسلحة متوسطة ومدافع متحركة وصلت إلى بلدة الشيخ سالم شرقي زنجبار دعمًا لقوات المجلس المتمركزة في ضواحي البلدة الساحلية الواقعة شرقي زنجبار.
وبحسب المصادر فإن هذه التعزيزات العسكرية الواصلة إلى محيط زنجبار، هي الأكبر منذ قرابة العام، إذ تضم عتاداً وأسلحة مختلفة وأعداداً كبيرة من الجنود .
ما وراء التصعيد الإخواني
كشفت مصادر خاصة لـ"الأمناء" أسباب التصعيد الذي شهدته عددا من المدن والبلدات الجنوبية خلال الأيام القليلة الماضية وعلى كافة المجالات والأصعدة . وأوضحت المصادر بأن هناك مخطط أعدته قيادات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين في اليمن والتي تتدثر برداء الشرعية اليمنية يهدف إلى تأجيج الأوضاع واندلاع أعمال عنف وفوضى في عواصم المدن بالتزامن مع اقتراب موعد إعلان الحكومة الجديدة . 
المصادر كشفت في سياق تصريحها لـ"الأمناء" جانبا من تفاصيل المخطط الذي ركز على اندلاع شرارة الفوضى والعنف انطلاقا من مديرية ردفان والصبيحة بمحافظة لحج من خلال دعم بعض العناصر بالإمكانيات اللازمة؛ لتغذية الخلافات والصراعات غير أنها وبحسب المصادر فشلت في ذلك خصوصا في ردفان والصبيحة . وأكملت المصادر حديثها بالقول : "مؤخرا لجأت قيادات الإخوان بعد فشل تفجير الأوضاع في لحج إلى العاصمة عدن من خلال استخدام حرب الخدمات وإغراق المدينة بالظلام وانعدام الوقود وإيقاف نجاحات المحافظ أحمد حامد لملس بالتزامن مع تحركات مليشياتها للتصعيد في جبهات القتال بمحافظة أبين والسعي لتفجير الأوضاع واستخدام كافة الوسائل المتاحة لتلك المليشيات لتحقيق نصر عسكري يوازي الانتصار السياسي الذي حققته قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي " . 
وأرجعت المصادر المطلعة في سياق تصريحها أسباب هذا التصعيد إلى محاولة إعاقة بل وتعطيل مساعِ دول التحالف العربي بتنفيذ اتفاق الرياض والحيلولة دون إعلان حكومة المناصفة المتوافق عليها برعاية من المملكة العربية السعودية .
هل ينتصر الانتقالي لدماء الشهداء والجرحى ؟

وكرد جنوبي سريع على التجاوزات الاخوانية المستمرة دفعت القوات المسلحة الجنوبية بقوات إضافية إلى جبهات القتال في أبين.
وجاءت الخطوة بعد أن أبلغ وفد المجلس الانتقالي الجنوبي للمفاوضات الأشقاء في المملكة العربية السعودية رسميا نيته مغادرة العاصمة الرياض وإخلاء مسؤوليته في الالتزام بوقف إطلاق النار.
وأفادت مصادر خاصة أن: "وفد الانتقالي أبلغ الجانب السعودي أنه لن ينتظر إلى ما لا نهاية عملية تشكيل الحكومة الجديدة التي تبتدع أطراف في الحكومة اليمنية طرق وأساليب عرقلة تشكيلها".
ونوهت المصادر إلى أن وفد الانتقالي أكد للجانب السعودي استيفائه كل التزاماته وتقديم كل ما يقع على عاتقه من التزامات لتنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض لكن الطرف الآخر يواصل تعطيله لتنفيذ الآلية.
ودان المجلس الانتقالي الجنوبي بأشد العبارات ما وصفها بانتهاكات ميليشيا الإخوان المحسوبة على الحكومة اليمنية، والتصعيد العسكري الذي زادت وتيرته يوم الاثنين في محافظة أبين، داعيا قوات التحالف العربي بقيادة السعودية للتدخل.
بدوره، رد نائب رئيس الدائرة الاعلامية بالمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح حول تساؤل بشأن موقف الانتقالي مما جرى بالقول إن: "المجلس يدين هذه الاختراقات المتكررة لوقف إطلاق النار، وهي دليل ان هناك أطراف في الحكومة اليمنية تعمل على التصعيد بهدف تعطيل تنفيذ اتفاق الرياض وهي أطراف تعمل لصالح تيار قطر تركيا وتتلقى الدعم والتسليح منه ومنها الطيران المسير".
ومضى بقوله: "في الوقت الذي تحتفظ القوات الجنوبية بحقها في الدفاع عن النفس فإننا ندعو الأشقاء في التحالف للضغط على الحكومة اليمنية المختطفة من جماعة الإخوان والوفاء بالتزاماتها وتعهداتها بالتهدئة والعمل على تنفيذ بنود اتفاق الرياض".
 بن بريك يدعو لتنفيذ الخطة (ب)
من جانبه دعا  رئيس الجمعية الوطنية للانتقالي اللواء أحمد بن بريك ، القيادات العسكرية في أبين لتنفيذ الخطة (ب).
وقال بن بريك في تغريدة له:" تعليقا على سقوط شهدائنا في الطريّة، نقول لقادتنا في الميدان عليكم تنفيذ الخطة (ب) وما ينفع الا الصميل مع هؤلاء . 
وتوقع مراقبون في تصريحات خاصة لـ"الأمناء" بأن تكون الخطة (ب) التي دعا اللواء بن بريك إلى تنفيذها هي انتقال القوات المسلحة الجنوبية من موقع الدفاع الذي ضلت ملتزمة به منذ حوالي عام إلى موقع الهجوم .
وظلت القوات المسلحة الجنوبية على امتداد جبهات أبين ملتزمة بوقف إطلاق النار والاكتفاء بموقع الدفاع عن النفس تنفيذا لتوجيهات القيادة الجنوبية العليا والتزامات اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار .
الحسم العسكري هو الخيار الأمثل
إلى ذلك، أكد العميد مختار النوبي قائد محور كـرش قائد اللواء الخامس دعم وإسناد أن المعركة المصيرية مع مليشيات الإخوان والإرهاب مستمرة ولا رهان على الحل السياسي مؤكدا بأن الحسم العسكري هو الخيار الأمثل.
ولفت النوبي إلى أن هذا الهجوم الإخواني الأخير يأتي في ظل التزام القوات الجنوبية في الهدنة ووقف إطلاق النار.
وأكد بان دماء شهدائنا الأبرار لن تذهب هدراً وأنهم سيبقون دوماً رمزاً للنضال وستحفر أسمائهم في صفحات التاريخ الجنوبي وهذه التضحيات الجسام سوف تزيدنا عزماً وإصراراً على مواصلة النضال والكفاح حتى يتحقق الهدف الجنوبي الأسمى الذي سقط هؤلاء الأبطال وكل أبطال الجنوب.
واختتم تصريحه بالقول: "هذه الخروقات لن تسقط بالتقادم وكل الجرائم التي ارتكبتها هذه المليشيات ستلقى الرد القاسي".
من فجر الوضع في أبين؟
اتهم المتحدث العسكري باسم القوات الجنوبية - محور أبين محمد النقيب ”مليشيات الاخوان“ بالسعي إلى تعطيل نهائي لاتفاق الرياض وتشكيل الحكومة وقطع الطريق أمام تفاهمات الرئيسين عيدروس الزبيدي وعبد ربه منصور هادي، بهجوماتها المتكررة، التي قال إنها أسقطت قتلى وجرحى من الطرفين.
وأكدت مصادر أن القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية – المنتمية إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) – نقلت عددًا من القتلى والجرحى بينهم ضابط في القوات الخاصة، من مواقع المواجهات والقصف المدفعي، إلى مستشفى مدينة شقرة، جنوبي أبين.
وقالت القوات الجنوبية في بيان صحفي إنها ”تصدت لهجوم ومحاولة إخوانية للتقدم في جبهة الطرية بمحافظة أبين، استخدمت فيها الميليشيا الإخوانية أسلحة مختلفة ونفذت بطريقة مباغتة“، أسفرت عن استشهاد 6 من قواتها وإصابة 4 على الأقل، فيما تقول إنها تمكنت من قتل قيادي عسكري كبير في صفوف الميليشيا.

دعوات للرد الحاسم والانتصار لدماء الشهداء 
إلى ذلك أكد الأكاديمي والمحلل السياسي د. حسين لقور أن: "تبعات الهجوم الغادر على القوات المسلحة الجنوبية لن يمر دون ثمن تدفعه قيادة قوات الإخوان في شقرة ومن يقف خلفها".
وأضاف: "هذه العصابات الإرهابية لا تعرف ان هذا العدوان الغاشم لن يمر دون عقاب".
بدوره، أكد عضو الجمعية الوطنية الجنوبية وضاح بن عطية ان الانتقالي لن يظل متمسك بالهدنة مع استمرار عبث الاخوان بأرواح الجنوبيين واتضاح المؤامرة على الجنوب.
وقال: "الانتقالي لن يظل متمسك بالهدنة وقيادة الانتقالي ستغادر الرياض إلى الجبهات للدفاع عن الجنوب الأرض والعرض ولن يطول عبث مليشيات إخوان اليمن بأرواح الجنوبيين".
واضاف: "لقد بلغ السيل الزبى والمؤامرة على الجنوب واضحة من أطراف عدة خارجية وداخلية ولكن النصر سيكون حليف شعب الجنوب لأننا على الحق".




شارك برأيك