آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:13:32:38
من هو بايدن وكيف سيغير سياسة أمريكا في الشرق الأوسط؟ 
(الأمناء نت / وكالات :)

فاز جو بايدن، بانتخابات الرئاسة الأمريكية، ليصبح أكبر رئيس يتربع على عرش البيت الأبيض في التاريخ الأمريكي.

ووصل بايدن إلى البيت الأبيض بعد مسيرة سياسية طويلة بدأت في العشرينيات من عمره، ومحاولتين فاشلتين سابقتين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة عام 1988، وفي 2008.

فمن هو جو بايدن؟

يعرف بأنه كان يتلعثم كثيرا في صغره وكان عرضة للسخرية من زملائه.. وهو نقيض لسلفه ترامب في جوانب كثيرة، فهو على عكسه مخضرم في عالم السياسة الخارجية وأحد الثوابت في الحياة السياسية الأمريكية على مدار نصف قرن.

يتسلم جو بايدن الرئاسة وعمره 78 عاما حتى أن خصومه يتهمونه بالخرف.

مسيرة حافلة

مسيرة بايدن الطويلة هي مزيج من المؤهلات العمالية والخبرة في السياسة الخارجية وقصة حياة آسرة تقترن بمأساة عائلية تمثلت في فقدان زوجته الأولى وابنته في حادث سيارة ووفاة ابنه بالسرطان.

ولعل إصرار بايدن على المضي قدما هو ما أكسبه شعبية في أوساط الكثير من الأمريكيين الذين يعملون في وظائف منخفضة المستوى.

بدأ حياته المهنية محاميا.. وفي عام 1972 انتخب لأول مرة في مجلس الشيوخ وأصبح حينها أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة.

أعيد انتخابه في المجلس 6 مرات، وترأس لجنة العلاقات الخارجية ليقضي ثلاثة عقود في الكونغرس قبل أعوامه الثمانية بصفته نائبا لأول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة باراك أوباما.

السياسة الخارجية 

أسلوب جديد في التعامل مع القضايا الدولية قد يدشنه جو بايدن، فقد وعد بأن تقود أمريكا مجددا العالم.

أما بخصوص الشرق الأوسط فهناك الكثير من التغييرات القادمة.

السعودية 

من المتوقع أن تشوب علاقة بايدن بالسعودية بعض البرود فقد تعهد بوقف الدعم الأمريكي للحرب في اليمن وطرح القضايا الحقوقية والديمقراطية.

غير أن محللين كثرا يرون أن وعود الديمقراطيين تجاه المملكة دائما ما يتم التخلي عنها نظرا لطبيعة العلاقة القوية بين البلدين.

ويتعارض تعهد بايدن بشأن اليمن مع تاريخه، فقد باعت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، التي شغل فيها بايدن منصب نائب الرئيس، أسلحة بمليارات الدولارات للسعودية وحافظ البلدان على علاقات متينة رغم البرود الذي شابها جراء خلافات حول ملفات عديدة.


تركيا 

يعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أكبر الخاسرين بفوز بايدن الذي يعد مؤيدا بشدة للأكراد وتعهد بدعم المعارضة التركية.

ومن المتوقع أن يأخذ بايدن، الذي وصف أردوغان بـ“المستبد“، موقفا أكثر صرامة من تركيا لتصبح أنقرة مكشوفة أمام غضب الكونغرس الأمريكي شديد العداء لها، وهو ما قد يعني عقوبات كارثية بالنسبة لتركيا.


الصراع العربي الإسرائيلي

رحب بايدن بالاتفاق الذي رعاه ترامب بين إسرائيل والإمارات.

وعلى غرار الحرس القديم في الحزب الديمقراطي، يعد بايدن داعما مخلصا، ومدافعا قديما عن إسرائيل، وكلمة احتلال لم ترد في برنامج السياسة الخارجية للحزب.

غير أنه من غير المرجح أن يتبنى سياسات إدارة ترامب تجاه الضفة الغربية المحتلة والتي ترى بأن المستوطنات الإسرائيلية لا تمثل انتهاكا للقانون الدولي، والتسامح مع الخطط الإسرائيلية للضم الأحادي لأجزاء من الأراضي المحتلة.

ويدفع الجناح اليساري داخل الحزب الديمقراطي باتجاه القيام بدور أكبر لحماية الحقوق الفلسطينية.


إيران

يرى بايدن أن سياسة ”أقصى ضغط“ قد فشلت، ويؤكد أنها أدت إلى تصعيد كبير في التوتر، وأن الحلفاء يرفضونها، وأن إيران صارت الآن أقرب إلى امتلاك سلاح نووي، مقارنة بوقت وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

ويقول إنه سيعاود الانضمام إلى الاتفاق النووي في حال عادت إيران إلى الالتزام الصارم به، لكنه لن يرفع العقوبات لحين حدوث ذلك، وسيسعى بايدن إلى التفاوض لمعالجة المخاوف التي يشترك فيها مع ترامب.

وفي النهاية تبدو عودة بايدن تذكيرا بإرث أوباما غير الإيجابي بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط، حيث ترتبط رئاسته بالصراعات التي بدأت في ليبيا وسوريا، واستمرت في اندلاعها عبر العراق ودول أخرى خلال فترة ولايته.



شارك برأيك