آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:22:57:14
أفرج عنه في عملية تبادل الأسرى الأخيرة..
الأسير رقم "25" بديع العاقل يروي لـ"الأمناء"تفاصيل جرائم المليشيات الحوثية بحق الأسرى والمعتقلين
( الأمناء / حاوره / صديق الطيار :)

مليشيا الحوثي تمارس في سجونها فنون تعذيب لا يتخيلها عقل وأهوال وجرائم لا تخطر بعقل بشر

سنعود إلى جبهات القتال وبعزيمة أقوى من ذي قبل لاقتلاع تلك الشرذمة من جذورها

أناشد الجميع للضغط على مليشيات الحوثي لفك باقي الأسرى والمعتقلين

 

كثير هم القابعون في سجون وزنازين مليشيا الحوثي من أسرى الحرب والمختطفين، الذين تتفنن وتتلذذ تلك العصابة الإجرامية بممارسة أبشع أنواع التعذيب بحقهم تتنوع بين العذاب الجسدي والنفسي وامتهان الكرامة ليل نهار.

أفرِج عن النزر القليل منهم في عمليات تبادل للأسرى ومات خلف القضبان تحت التعذيب عدد ليس بقليل، وبقي هناك في السراديب والزنازين الآلاف منهم يمارس ضدهم صنوف التعذيب دون أن يعلم مصيرهم وحالتهم وما يلاقونه أحد.

أبو الحزم بديع العاقل أحد الأسرى الذين أفرج عنهم في عملية التبادل الأخيرة بين الحكومة الشرعية ومليشيات الحوثي، بعد فترة طويلة قضاها في معتقلات وزنازين مليشيات الحوثي الإرهابية تحت وطأة التنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي والفكري..

ويعد أبو الحزم بديع العاقل أحد القيادات البارزة والذي لمع اسمه خلال تحرير العاصمة عدن من مليشيات الحوثيين وفي لحج وأبين ودوفس والعلم وجعولة وصلاح الدين وغيرها من مناطق الجنوب.

استطعنا إقناع المفرج عنه أبو الحزم بديع العاقل بعمل حوار صحفي مقتضب، تمكنا خلاله من انتزاع بعض المعلومات حول ما تعرض له من تعذيب جسدي ونفسي وممارسات تعسفية خلال المدة التي قضاها في معتقلات المليشيا الحوثية الإجرامية.. فإلى تفاصيل الحوار..

 

 

* بداية.. ما هو شعورك وأنت اليوم حر طليق بعد مدة طويلة قضيتها في معتقلات وزنازين مليشيات الحوثي؟

 

- أستطيع أن ألخص شعوري بوصفه ميلادا جديدا كتب لي، وعمرا ثانيا ظهر لي، والحمد لله".

 

* في أي جبهة تم أسرك؟

 

- تم أسري من قبل عناصر المليشيا الحوثية الإيرانية في إحدى جبهات الساحل الغربي، واقتادوني إلى مكان سري بعد أن قاموا بعصب عينيّ، وكل ما عرفته فيما بعد أنني أتواجد بداخل زنزانة انفرادية..

 

أودعت بداية أسري في معتقل في محافظة الحديدة ثم نقلوني إلى صنعاء ثم سجون ومعتقلات في مناطق أخرى.

 

* ما الذي تعرضت له في معتقلات المليشيا الحوثية؟

 

- تعرضت خلال فترة أسري لدى مليشيات الحوثي الإجرامية وبشكل يومي لأفظع وأشد التعذيب الجسدي والنفسي والفكري، لن تمحى تفاصيل تلك المشاهد المرعبة والأليمة من ذاكرتي ما حييت.

 

كانت المعاناة كبيرة من حيث المعاملة وكثرة التحقيقات والضرب والتعذيب المتواصل لانتزاع الاعترافات، إلى جانب الشتائم والسب الفاحش والمهين والتهديد والتكفير والسجن الانفرادي في زنازين تملأها الحشرات والقاذورات، الأمر الذي بانتشار الأمراض والأوبئة في أوساط المعتقلين بسبب غياب النظافة وانتشار الحشرات الناقلة للأوبئة.

 

مليشيا الحوثي عصابة إرهابية تمارس إجرام وفنون تعذيب لا يتخيلها عقل، وأهوال وجرائم لا تخطر بعقل بشر.. فهي جماعة لا تعير النفس البشرية أي كرامة او اعتبار.

 

* كيف كانت تتعامل المليشيا مع احتياجاتكم الضرورية، مثل الأكل والشرب وغير ذلك؟

 

- تتعامل المليشيا الحوثية مع الأسرى والمعتقلين بصورة لا إنسانية، حتى أنها تتخذ من الأكل والشرب أساليب تعذيب، فالطعام رديء وسيء للغاية ومياه الشرب غالبا ملوثة.

 

الطعام كنا لا نستطيع بلعه إلا اضطرارا للحفاظ على قوانا وحياتنا من الموت جوعا.

 

* كيف كان حالكم كأسرى حرب في معتقلات المليشيا الحوثية؟

 

- كان حالنا يرثى له.. خوف ومرض وقلق، كنا نعيش المأساة بأدق تفاصيلها، والآلام والأوجاع التي لا تتوقف من أجسادنا بسبب ما يمارسونه بحقنا من أنواع التعذيب الوحشي كالضرب المبرح وربط القدمين وتقييد أيدي وأرجل البعض بالسلاسل والكلبشات..

 

أيام مؤلمة وعصيبة واجهتنا خلال فترة الأسر في سجون المليشيات الحوثية لا يمكن نسيانها أبدا.

 

* هل ستعود مرة أخرى إلى جبهات القتال؟

 

- نعم، وبعزيمة أقوى من ذي قبل، لأننا كنا فقط نسمع عن جرائم وانتهاكات الحوثيين حتى ذقنا تفاصيلها الأليمة، وهو ما سيزيد حماسنا لمواجهة هذه الشرذمة الخبيثة والداء العضال الذي يجب القضاء عليه واقتلاع جذوره من الأرض.

 

* وماذا لو تم أسرك مرة أخرى؟

 

- لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.. فلا يمكن تكرار الخطأ الذي وقعنا فيه سابقا ولن نسمح لأنفسنا أن نقع فريسة لهذه العصابة الإجرامية مرة أخرى، ولو قدر الله وتم حصارنا فلن نرضى حينها بغير الشهادة.

 

* هل من شكر وإشادة لأحد كان له الفضل بعد الله تعالى في خروجك من الأسر؟

 

- نشيد بالدور الذي قام به أعضاء لجنة الصليب الأحمر بدءا بمتابعة أوضاعنا في الأيام الأخيرة والتحضير للأسماء المفرج عنها والترتيب والإشراف على عملية نقلنا إلى عدن، نثمن جهودهم عاليا، كما نشكر كل من قام باستقبالنا من السلطة المحلية في عدن ممثلة بوكيل أول محافظة عدن محمد نصر شاذلي وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن وقيادات الساحل الغربي، والقائد الشيخ حمدي شكري والعميد نبيل المشوشي والشيخ محسن الوالي ومدير مكتب القيادة العامة د.غسان المسعودي، وغيرهم الكثير ممن لا تستحضرهم ذاكرتي كلا باسمه وصفته..

 

كما أتوجه بالشكر والعرفان لكل من اهتم بقضية الأسرى والمعتقلين منهم الأستاذ ياسر الحدي أبو صهيب الذي كان يتابع ممثلنا في الطرف الآخر، وشكر خاص لـ أبو هارون العامري وأبو بلال السعدي اللذين كانا يهتمون بأسرنا أثناء توجدنا في الأسر..

 

* كلمة أخيرة أو رسالة تود توصيلها..

 

- نعم.. أوجه رسالتي لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وإلى القائد العام لجبهة الساحل الغربي العميد أبو زرعه المحرمي وكافة الشرفاء من أبناء المقاومة والجنوب والوطن للضغط على مليشيات الحوثي لفك باقي الأسرى والمعتقلين والمختطفين الذين يعانون ويلات العذاب في السجون والمعتقلات الحوثية وعلى رأسهم القيادة الجنوبية ممثلة باللواء الركن محمود الصبيحي وزير الدفاع ورفاقه اللواء فيصل رجب واللواء ناصر منصور هادي، الذين نتمنى أن يكونوا بيننا في القريب العاجل.

 

كما أدعو الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية للوفاء بالتزاماتهم الإنسانية والضغط على مليشيات الحوثي لإطلاق سراح إخواننا من الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسراً ليعودوا إلى أبنائهم وأسرهم..

 

وأيضا أدعو كافة الصحفيين والإعلاميين بكل أطيافهم الوقوف صفا واحدا مع قضية الأسرى والمختطفين لدى مليشيات الحوثي الذين يفقدون حياتهم بشكل يومي تحت التعذيب، بأن يصغوا جيداً لأنينهم داخل السجون وأماكن الاحتجاز وينشروا جرائمهم للرأي العام.

 

 

 

 

 

 

 

 




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل