آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:15:26:47
قراءة في ازمة الذات التي تتصدر أهداف الشخصية النخبوية السياسية الجنوبية
(عدن / الأمناء نت / خاص :)


قدم رئيس مركز مدار للدراسات د فضل الربيعي مادة سياسية توعوية هامة في ندوة نظمتها الجمعية الأدبية في محافظة لحج  بعنوان ” أزمة قوى الثورة الجنوبية وكيفية الخروج منها” للدكتور فضل الربيعي .

ننشرها بالنص كما وردت :

أعتقد أن التحديات والأزمات لم تعد تقتصر على وضعنا في الثورة الجنوبية فحسب ، بل ظاهرة عامة تعاني منها كثير من الحركات السياسية ، في عصر متسارع سمته الحركة الدائمة والتغير المستمر في مهامه أو في أدواته وقواه، في ظل التجاذبات والتدخلات المختلفة  مما يجعل هذه الحركات عرضة لما يداهمهم من التقلبات والتحولات أو الانفجارات والكوارث.

غير أن الأزمة في ثورتنا  مضاعفة ، بقدر ما تواجهها من  تحديات داخلية وخارجية جسيمة وخطيرة، على مستقبل الجنوب وابناءه ، بسبب تعقيد قضية الجنوب وانسداد آفق التفهم والدعم الدولي لها وعجز الداخل الجنوبي عن الانتظام السياسي لقوى الحراك الجنوبي. لهذا اننا بحاجة اليوم إلى مراجعة معمقة لتجربة المرحلة السابقة من عمر الثورة الجنوبية التحررية التي قدمت الالاف من الشهداء والجرحى فداءً للوطن واستقلاله واستعادة سيادة شعب الجنوب على ارضه ، فمنذ عشرين عام يعيش  الجنوب في ظل انتهاكات غير مسبوقة لحقوق الانسان وقواعد القانون الدولي الانساني ، إذ مارس نظام صنعاء أبشع الانتهاكات الفاضحة لحقوق الانسان في كل المجالات من قتل وأسر وتعذيب وملاحقة وتشريد وترويع وتدمير لكل مقومات الجنوب وطمس هويته ، وتسريح وطرد المئات من الموظفين العسكريين والمدنيين من اعمالهم ، وحرمان الموطنين من حقوقهم السياسية والاقتصادية الامر الذي دفعهم للمطالبة باستعادة داولتهم وفك ارتباطهم مع صنعاء.

لقد توغل نظام صنعاء في جرائم القتل التي يرتكبها بحق المتظاهرين سلمياً ومواجهة تلك المظاهرات السلمية التي ينظمها الحراك الجنوبي كان اخرها الاسبوع الماضي عنما اطلقت قوات الامن الرصاص الحي على الشباب المتظاهرين سلميا في مدينة المعلاء  واستشهاد الشاب البطل حسين اليافعي وجرح خمسة اخرين زملاءه .

 وعلى ارغم  من حجم  الجرائم المرتكبة ضد الانسانية في الجنوب إلا أنّها لم تلقى أي اهتمام من منظمات حقوق الانسان  والمجتمع الدولي والإقليمي على حد سواء لا سباب عدة .ومنها  ربما ان الحراك الجنوبي لم يستطيع إيصال قضيته للعالم – هذا ما نحن بصدد تناوله في مداخلتنا هذه -  بسبب سؤ ادارتها ، وعدم إيجاد قيادة واحدة لتمثيلها ، الامر الذي ضاعف التحديات التي تواجهها الثورة على المستوى الداخلي والخارجي وقد يؤدي إلى مزيدا من تشظي قوى الثورة ومن ثم إعاقة وتأخير تحقيق هدفها ، وزيادة معانات الناس .

واظهرت المؤشرات في الواقع الاتي :

1-     ضعفاً وهشاشة أو تفككاً  تنظيمياً  ، فالقضايا المصيرية التي ندافع عنها لا نحسن سوى انتهاكها، والخصوصية التي نحافظ عليها تتحول إلى عزلة خانقة، والثوابت التي نتمسك بها تعيدنا إلى الوراء أو تقودنا إلى الاستسلام، والعمل الذي نتقنه مع الذات والأصول تعيدنا إلى مزيداً من اعادة انتاج   ازمات الماضي .  والآخر الذي ندعي مجابهته أو نقاومه يزداد قوة وهيمنة، فيما نزداد نحن تبعية وهامشية.

2-     ان أبرز تلك المعوقات هو الموروث السياسي  لعلكم تدركون تماماً الخلفيات السياسية التي أتت منها تلك التكوينات، وهي خليط فكري وسياسي وتنظيمي وثقافي واجتماعي له تأثيره الواضح على التجانس والتناسق والانسجام.

3-     لم تحظ مفردات التحدي والأزمة بالقراءة والتوصيف ،الا مزيدا من ممارسة جدل الذات .

4- يظهر اننا  لا نحسن إدارة شأننا وَسوْسَ اختلافاتنا بعقلية مدنية تداولية ، بقدر ما نستبعد الرأي الآخر ونخونه  ، وهذا امر  قد يفرغ الثورة من مضامينها الوطنية .

5- يبدوا انه  وحتى الآن لم نصنع شيئاً يجذب الناس لكي نثبت جدارتنا وننتزع الاعتراف بنا على المستويين الداخلي والخارجي .

6-  لم نفلح في تشغيل عقولنا ودرس مشكلاتهم، ، الأمر الذي يترجم فقراً وهُزالاً أو جهلاً وتخلفاً. فعلينا ان نعمل بما  ندعيه من الحقوق أو ندعو إليه من المبادئ والقيم والمصير المشترك للجنوبيين . لذا فأزماتنا ليس مصدرها أقدارنا فقط ، بل أفكارنا بشكل خاص، كما تتجسد في العقليات والمرجعيات والنماذج والمقولات والتصنيفات والعقائد والرؤى المجتزءة والقناعات  المسبقة  التي تهيمن على المشهد السياسي والثقافي وتتحكم في الخطابات، لكي تنتج العوائق والمآزق وتفاقم أزمة الثقة  وتلغم المساعي الوجودية والمشروع الوطني الجنوبي.

 7- لقد بينت التجربة القصيرة السابقة للثورة خطأ تعدد الكيانات السياسية والشعبية والشبابية وتفريخها التي حالت دون تقدم  مسيرة الثورة نحو وحدة الصف ، كما أظهرت هذه  التجربة بقايا اثأر صراعات  الماضي لدى بعض القيادات السابقة وهي الاخرى التي أثرة سلباً على مسيرة الثورة . حيث لم نلحظ عمل  متفرد إيجابي جامع لكل قوى الثورة ، أو اكتساح أحد المكونات الشارع  في الوقت الراهن .

 إنّ ذلك كلَّه يجعلنا في وضع لا نُحْسَدُ عليه، بقدر ما يشوه صورتنا امام العالم. وهذا واقع نتحمل نحن مسؤوليته بصورة كبيرة، ذلك أن سمعتنا العالمية تتوقف على وضعيتنا الوجودية في الداخل ، أي على الطريقة التي نقدم بها  قضيتنا وندير بها  حياتنا ونقود مصائرنا، كما تتوقف على ما نحققه من الإنجازات ونقدمه من الإضافات المبتكرة للإسهام في صناعة المستقبل الآمن الذي يطمئن الاخرين . ونحن لم ننجح حتى الآن في هذه المهمة المركبة.

ازمة تضخم الذات في الذهنية السياسية الجنوبية :

باتت الذاتية او الفردية تتصدر أهداف الشخصية النخبوية السياسية الجنوبية والسبب يُعزى الى ما خلفته السياسة في الماضي والحاضر على الشخصية الجنوبية بعامة والسياسية بخاصة من حالات الاقصاء والتغييب القسري والتهميش المتعمّد للفرد والجماعة على مدى الحقب التاريخية الماضية التي كرستها تجربة العمل السياسي الماضية والتي شابها كثير من الاخطاء ، وغيبة دور الفرد من المشاركة السياسية ، لذلك نلاحظ صعود الشخصية السياسية بعد هذا الوقت حيث فتح الحراك السياسي الجنوبي المجال لممارسة العمل السياسي الجديد وعندما  بدأت تزيح حالات التكبيل المتواصل للشعب في الجنوب ، حتى أفصحت الشخصية الجنوبية عن رغباتها في التصدّر والظهور والتضخّم الذاتي، وينبغي هنا التنويه الى اننا نتحدث عن نمط من الشخصية السياسية المهووسة بحب الظهور والزعامة تلك التي تتعمد إلغاء الدور الجماعي والمؤسسي او محاربتها  لتطوير الاداء السياسي المبني على نهج التخطيط والمراجعة والتقييم المستمر للأحداث والنتائج في عملها.

ان العمل السياسي غير المؤسسي  الدراماتيكي ،  سوف يؤدي بالضرورة الى نتائج سلبية  وقد ظهرت في الواقع العملي بعض من تلك السلبيات المرافقة لذلك  العمل مثل التسابق  على الظهور الفردي في منصات الاحتفالات والتصريحات الاعلامية والخطابات السياسية غير المتسقة والدعوات المتضاربة  لقيام الاحتفالات والمهرجات السلمية في المناسبات المختلفة أو رفع الصور واليافطات والاعلام المختلفة . وقد اظهر ذلك مدى الارباك والعجز المؤسسي الذي تعاني منه العملية السياسية وهي في اغلبها تصرفات اظهرت المغالاة الفردية على حساب روح الجماعة،  ربما لا ينتبه البعض الى مخاطر  ذلك  على  مستقبل قضية شعب الجنوب فقد تبرز الولاءات الشخصية على حساب الولاء الوطني وهو نتاج طبيعي واضح للروح الفردية التي اخذت تطغي على المشهد السياسي .وربما يعود ذلك الى حسابات البعض من الذي يرون ان عملهم هذا هو ضمان لاستحقاقهم في قيادة الدولة القادمة .
.
ولعل الاخطر في هذا المضمار، هو تفشي روح التقليل من الاخر لتفسح المجال امام تبادل التهم والتخوين ، الا ان العمل المؤسسي الجماعي والتشاوري والتعامل بالنفس الطويل  كفيل بازلت هذه الشكوك والقضاء على الفردية التي تحاول أن تحتل الصدارة في كل شيء، وتطمح إلى لفت الانتباه  اليها ومنجزاتها  الفردية  ،

لان الروح الفردية المغالية تساورها هواجس المؤامرة على الدوام ، وتنظر إلى الجميع ليس كشركاء بل أعداء يحاولون سرقة الاضواء منها ، أو التقليل من ضخامة شخصية الفرد، وهو مرض نفسي بدأ يتفاقم في الشخصية السياسية الجنوبية  كإفراز متوقع للانفتاح السريع في مجالات الحياة السياسية ، لذلك بدأت هواجس الروح المتخوفة من الآخر تتصاعد وتنمو لدى الفرد، فأصبح العمل الجماعي يعيق طموحاتهم النفسية التي تهدف الى تلميع الذات، والنظر إليها على انها الاهم دائما، وهو كما ذكرنا سابقاً نتاج تهميش مسبق عانت منه الشخصية الجنوبية طويلا، لذلك نلاحظ ان الفرد في المرحلة الراهنة غالبا ما يفضل نفسه على الآخرين ، وغالبا ما يسعى إلى تصدّر المشهد أيا كان نوعه أو مناسبته ، وقد وصل الامر ببعضهم الى حد الصراع والتنازع على احتلال المقاعد الاولى في المحافل  السياسية أو الاجتماعية أو التسابق على المنصات ، وهي ظاهرة سيوسو نفسية تؤكد رغبة الشخصية الفردية  بتضخيم الذات على حساب الآخر أو الجماعة، ولا علاقة لهذا الامر بالمكانة الاجتماعية او السياسية او الدينية وغيرها  ، فالقريب بالأمر ان يتصارع الناس في مرحلة الثورة قبل تحقيق الاستقلال فهذا دليل مؤكد على العطش الخطير لتمجيد الذات  الذي يحمل مخاطر قادمة على المستوى السياسي والاجتماعي ، وثمة حالة من اللهاث العجيب وراء بعض المكاسب الشخصية لاسيما المادية منها، كما يبدوا فالمال السياسي  قد اثر سلبا على الروح الوطنية ، فإذا ظل الامر مفتوحا  هكذا دون ضوابط  اساسية للمسالة المالية على ندرتها ، فان ذلك سوف يؤثرا سلبا على  مسار القضية  ومنه ينفذ نظام صنعاء للعبث بالقضية ، فهي مسائل مهمة  ينبغي الوقوف عندها بجدية  وحزم.

 وعليه فأننا نقول ذلك ليس للتشهير أو التقليل من شان احد أو نقصد افراد بذاتهم  أو التهوين بالتجربة الرائعة في النضال السلمي ،  بل نقول ذلك من دافع الحرص وبوجه عام تقييما للظاهرة في بداية الامر حيث ما زال الوقت ممكن لمعالجة هذا الاشكال ، لا ن الاستمرار على هذا النحو شي  مؤسف له وقد تنعكس خطورته على مستقبل القضية ، التي لا تتسق مع التوجه العام نحو التحرر والاستقلال والانفتاح والعمل في ظل الشفافية والنزاهة ، وعليه  ينبغي أن تشكل هذه الملامح الأهم والأوضح للمرحلة الراهنة في العملية السياسية .

اذ لا يصح أن يستمر الحال كما هو عليه ، فالمرحلة  تحتاج إلى العمل المؤسسي الجماعي التعاوني والبحث المشترك أكثر من أية مرحلة سابقة ، فالوصول إلى هذا الهدف يتطلب تخليص الفرد من الشعور بالاناء المتضخمة  التي ترى بإنهاء صاحبة الاستحقاق الأولي ،  والتخلص من التمجيد للشخصيات ومن ثم العمل على  نشر روح التعاون والعمل الجماعي المثمر، كونه يتطلب سعيا جماعيا منظّما، يبدأ من قمة الهرم (السياسي / الاجتماعي)  المكونات السياسية  والنخب الاجتماعية والفكرية  والدينية لمكافحة روح الانا  ونشر ثقافة العمل الجماعي التعاوني والثقة المتبادلة بين الجميع، وهذه قضية اساسية تستدعي  النخب ان تتولاها   قبل غيرها.
.
طالما أن أسس وجود هذه الكيانات قد جاءت لتلبية حاجة القضية الجنوبية وضرورات خوض الصراع مع قوى الاستبداد والظلم والتخلف واستعادة كيان الجنوب بكل مقوماته فلتتخلى هذه الكيانات (القيادات) عن الأمجاد الشخصية لتتيح الفرصة لمعرفة النشاط برؤية الحاجات الملحة أمام الهدف الرئيس, فيجب  التخلي عن موروثات أحزاب الستينات والسبعينات القومية والاشتراكية ولاحقاً أحزاب الأنظمة التوليتارية.

الواقع السياسي في الحراك الجنوبي اليوم يكشف حالةً من الارتباك مفتوحةً على جميع الاحتمالات.. إن لم يتم تدارك الوضع وانتشال القضية الجنوبية من الدوران في حلقة النشاط الداخلي  اي الانتقال من الانغلاق الى الانطلاق  اي ان تطرح القضية على طاولة المحافل الدولية واختراق الدبلوماسية الإقليمية لفرض واقع يجعلها تتخذ موقفاً ايجابياً من حركة الجماهير الجنوبية الرافضة للظلم و الاستبداد والقهر والقمع ..هنا نود التأكيد على ان  حركة الجماهير لا تكفي مالم يكن لها رأس قيادي متوافق على الهدف  وان اختلف في سبل الوصول اليه او اشكال التعبير عنه بمعنى ادق ان يوجد معبرا عن  فئات وشرائح شعب الجنوب  بتبني أهدافها وطموحاتها.

ونظراً لتلك للمخاطر المحدقة بالثورة ، ومن أجل تجذير وتأطير العمل الثوري المؤسسي القادر على تجاوز رواسب الماضي وتعقيدات الحاضر ومواجهة التحديات .

 وعليـــــه  نقترح الاتي :

-         اذابت كل الكيانات الصغيرة والكبيرة والقطاعية في اطار تنظيمي ([1]) واحد تحت رؤية نضالية واضحة المعالم قائمة على قاعدة هدف تحرير وبناء الجنوب ارضا وانسانا بمشاركة واسعة  بوصف الجميع شركاء في صناعة المستقبل  وشركاء في النضال من أجل وطنهم.

 لذا فأن التنظيم هو الضمانة  الأكيدة لبقاء الثورة واستمرارها والسير بها نحو الاهداف المرسوم لها ، ويضع حد لفرض الاجتهادات الشخصية على الثورة ويمنع استقطاب الولاءات الشخصية ، ويمثل  الإطار الذي يحكم العلاقة  بين الشركاء  ويحدد الصلاحيات  ويوزع  الاختصاصات ويعطي الايعازات يصنع القرار يخطط وينفذ ،يتابع ويراقب ، يقيم ويراجع ، يسال ويرد على كل ما يتلق بشؤن التنظيم واهدافه  ،  ويمنع انحراف الأشخاص وشذوذهم عن الخط الثوري عديم الفائدة ولا يشجع اعداء الثورة على استقطابهم كما ان التنظيم يمثل الظمآن الأكيد لتأمين  وحدة الارض وتماسك الجسد الجنوبي في ضل  وجود مشاريع دوليه واضحة  تهدف الى تقسيمه في الوقت الذي لا نملك  فية الوسائل التي تمنعهم  او تعرقل مشاريعهم .

فالتنظيم  سوف يجنبنا  مسألة الصراع على الزعامات التي أدت إلى  تعدد  الكيانات ، لاسيما وإن الانقسامات التي حصلت في بعض الكيانات كانت في الاغلب تحت حب الذات  والزعامة ، وان  هذا التعدد في الكيانات قد خلق المماحكات بين رفقاء النضال من جهة ، والتسابق على الشرعية من جهة اخرى. فضلاً عن تشتت الامكانيات المالية ، بل فتح مجالاً واسعاً تجاه الاستقطاب الخارجي وكسب الولاءات الشخصية لبعض القيادات القديمة التابعة لأجندات مختلفة.

 كما ان ذلك عمل  مثل ذلك سوف تأتي بمؤسسة وطنية متكاملة فكراً وادارة تخصصية التي تحسم مسالة القيادة وتحد من الهلع والتضخم في الزعامة التي رافقت النشاط السابق، وتفسح المجال واسعاً امام القدرات والكفاءات الشابة .

  ملامح ومؤشرات الاليـة المقترحة لذلك :
.
1-     ينطلق هذا المشروع  من الشارع كأداة ضغط على القيادات المتشبثة  بالمكونات  المتجزأة.
2-     يتم التوقيع عليه من قبل اعداد كبيرة من الراغبين والمؤيدين له.
3-     يُعرض هذا المقترح على قيادات المكونات للمناقشة والتوقيع .
4-     تستند هيئات العمل القيادية فيه على الابعاد الاتية :

أ‌.      البعد الاجتماعي ” التجمعات التقليدية والمحافظات ” .
ب‌.     البعد السياسي ” الاستفادة من الكفاءات القيادية السياسية المحترفة “.
ت‌.     البعد الميداني ” فئات الشباب والمرأة الاكثر حيوية ونشاط “.
ث‌.     البعد المهني ” التخصصات المهنية ذات العلاقة بمهام الهيئات “.

الخلاصـــــــة :
ان ما نحتاج  إليه في مواجهة التحديات والأزمات والمخاطر المشتركة التي تواجه الثورة وشعب الجنوب اليوم على كل المستويات الأمنية والسياسية والاجتماعية، والتي تتجلى في تفاقم العنف وتزايد الفقر والتسلط أو تدهور المجال الحيوي للإنسان الجنوبي ، اننا بحاجة إلى تجديد أشكال المصداقية المعرفية والسياسية، والمشروعية الخلقية بتغذية العناوين وتجديد المفاهيم والمعايير وطرق العمل السياسي من خلال تقديم مشروعا وطنيا جامعا لشعب الجنوب الذي افتقده خلال الحقب التاريخية الماضية . وذلك لم يتم  الا بسياسة فكرية أساسها عقلية الشراكة والمداولة والإحساس بالمسؤولية الوطنية ، ومفرداتها المصير المشترك والمستقبل الامن الذي يطمئن الكل بعقل منفتحة ومنهج  تعددي وبمنظور مستقبلي يحدد علاقتنا مع الاخر بافق رحبه وهو الرهان الذي يمكّن  من إدارة هوياتنا وأفكارنا وثرواتنا وعلاقاتنا بالعالم بابتكار الجديد من الصيغ والمهام أو الطرق والوسائل والسبل. أما ثقافة الانا والتعصب والخوف والتوجس  والانشداد إلى الماضي  وعبادة الأسماء والأفكار، فما هو الاّ  تفخيخ امام مسيرتنا ، بل ويقودنا من مأزق إلى سواه، ومن صدمة إلى أخرى، ومن خسارة إلى خسارة أكثر فداحة.

وعليه : لم يبقى الاّ العمل الجاد والمسؤول للإسراع في بنا التنظيم الثوري الحقيقي الذي يحوي مكونات الثورة ويغطي كل شبر في ارض الجنوب ويجعل منه اداة قوة تحكم وتسيطر على ارض الجنوب تستند على ذلك الامتداد الشعبي الرافض للواقع الحالي وإشراك ابنا الجنوب كلا من مكان إقامته  وموقع عمله  حتى نستطيع الانتقال الى المرحلة القادمة للثورة المنظمة والعمل كلا من موقعه و مكانه  انطلاقاً من ان للجنوب قضية تجسدت في الواقع  الوجودي واصبح يتحدث عنها ويحس بها الكل ، والعمل بالمسارين الثوري والسياسي ذو البعد الوطني  والسير باتجاه خلق دولة داخل الدولة تسيطر على الارض وتدير شؤن الجنوب ببعدها الوطني .

أ. د. فضل الربيعي  استاذ علم الاجتماع
رئيس مركز مدار للدراسات والبحوث



شارك برأيك