آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:17:30:09
صحف عربية: الاتفاق الإبراهيمي... أمل الشرق الأوسط الجديد
(الامناء/وكالات:)

تستمر مسيرة السلام الجديدة في الشرق الأوسط في ظل الزخم الذي أضفاه الاتفاق الإبراهيمي، على العلاقات بين دول المنطقة، بما يرسم ملامح شرق أوسط جديد.
وفي صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، تساءل البعض عن تحامل جهات بعينها على الإمارات والبحرين بعد اتفاقيتي السلام، في حين ترتبط فصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير نفسها بعلاقات واتفاقيات مع إسرائيل.

الاتفاق الإبراهيمي

في موقع "اندبندنت عربية"، قال الأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية وليد فارس: "بعدما وقّعت الإمارات والبحرين سلسلة اتفاقات دبلوماسية واقتصادية وتكنولوجية مع إسرائيل، بإشراف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يطرح عدد من أصحاب القرار والرأي سؤالاً كبيراً حول مستقبل "معاهدة إبراهيم" ومصيرها بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأمريكية".
ويضيف "إذا أعيد انتخاب دونالد ترامب رئيساً لولاية ثانية في نوفمبر(تشرين الثاني)، فالتأثير على معاهدة إبراهيم والاتفاقات المنبثقة عنها سيكون إيجابياً، وسيتوسع ويصل إلى مستوى إقليمي شامل، مع احتمال تطور الأوضاع لإقامة نظام سياسي دفاعي في المنطقة، يرقى إلى مستوى حلف الناتو".

ويضيف الكاتب "عملياً، سنرى منظومة إقليمية تضم دولاً عربية إلى جانب دول متوسطية وأفريقية مع إسرائيل بقيادة الولايات المتحدة، ومن شأن مارد اقتصادي عسكري من هذا العيار أن يقلب ميزان القوى لمصلحة المعتدلين في وجه المتطرفين، وعلى رأسهم إيران والأنظمة الإسلاموية، كما سيعجل أيضاً بالإصلاحات وحل الأزمات الاقتصادية والصراعات القومية والإقليمية".
من جهة أخرى، يقول وليد فارس: "إذا ربح بايدن وشكل إدارته في مطلع 2021، فستستمر بعض المبادرات، وتتغير بعض السياسات الأخرى، ويُقلب بعضها رأساً على عقب. ومما لا شك فيه أن عودة فريق الرئيس السابق باراك أوباما إلى البيت الأبيض ستنتج عودة سريعة للاتفاق النووي الإيراني، مع كل ما يعني ذلك من نتائج على كل المستويات، ومن بينها رفع العقوبات عن طهران وحلفائها في المنطقة".

حرام وحلال

في "أخبار الخليج" البحرينينة، قال عبدالمنعم إبراهيم :"عقدت في مملكة البحرين اجتماعات ضمت مسؤولين من البحرين ووفوداً من الولايات المتحدة الأمريكية ودولة إسرائيل وقد صدر عن هذه الاجتماعات بيان مشترك جاء فيه أنه جرى التوقيع على بيان تاريخي مشترك بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل حول إقامة علاقات دبلوماسية إيذانًا ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين".
ويضيف "هذا الخبر قد ينظر إليه البعض بالاستياء، وربما تنظر إليه بعض الفصائل الفلسطينية المتطرفة بعين الازدراء السياسي، وطبعاً بعضهم سيتهكم على البحرين ظلماً بأنها باعت القضية الفلسطينية ومفردات التخوين المعتادة!".
ويقول عبدالمنعم: "السؤال لماذا تتهم البحرين والإمارات دائماً من قبل البعض بخيانة القضية الفلسطينية حين سعت كل من الدولتين لإقامة علاقات دبلوماسية وتحقيق السلام مع إسرائيل، بينما الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير هي ذاتها لها علاقات واتفاقيات مبرمة مع إسرائيل؟!". ولماذا لبنان يحق له إقامة مفاوضات مع إسرائيل بوساطة أمريكية لترسيم حدوده البحرية مع إسرائيل، ولا يحق للبحرين والإمارات فعل ذلك؟!.. حيث عقدت الاجتماعات اللبنانية الإسرائيلية يوم الأربعاء الماضي في الناقورة بجنوب لبنان، وستستأنف لاحقاً، بحسب جدول زمني بوساطة أمريكية".
ويضيف الكاتب "ما نريد قوله، هو يجب عدم الكيل بمكيالين، وبنظرة مزدوجة في إقامة المفاوضات والعلاقات والسلام مع إسرائيل، حيث ينظرون إلينا نحن دول الخليج، نخون القضية الفلسطينية، بينما دول أخرى مثل تركيا لا تتهم بذلك رغم وجود علاقات دبلوماسية تركية مع إسرائيل منذ 1949.. هذه النظرة السياسية المجحفة بحق دول الخليج يجب التصدي لها حفاظًا على سيادة الأوطان".

تحولات خليجية

في صحيفة العرب اللندنية يقول عمر علي البدوي إن العواصم الخليجية  تميل إلى "التحولات بهدوء على أن تجاهر بها أو تعلن باتخاذها، لأن الاستقرار وإبلاء الثبات في المواقف من أهم بنود الاستمرار في الطبيعة الخليجية وتاريخ سياستها التوجيهية، لأن زعزعة أنظمة التوازن مضرّة، وغير مضمونة العواقب".
ويضيف "لكن اللحظة غير المسبوقة والمألوفة من هشاشة المحيط العربي، وديناميكية المنطقة، تحتم عليها اتخاذ سياسة انقلابية في نهج الدول الخليجية، وتلحّ على تبديل مفردات استراتيجيات العمل والاستجابة، بما يجنبها الغرق في وحل المشاكل والخروج بمأمن من نفق الظلام الذي ابتلع المنطقة وذهب بالكثير من عواصمها وحواضرها التقليدية، ولا يزال مستقبل المنطقة سخياً بالمفاجآت والوعود غير الآمنة".
ويؤكد بدوي، أنه "لا يمكن البقاء عند منطقة الهواجس القديمة، ولا مراعاة المخاطر التي عرقلت الكثير من فرص اتخاذ الخطوات، وقطع المسافات نحو التغييرات الجريئة، لا يسع الخليج الاحتفاظ بآلة زمن الماضي، ولا كسب الرهان على التكتلات الشكلية التي تؤطر الخيارات المنفردة، التي أخذت مؤخراً شكل ثنائيات عملية لاختراق المحظورات التقليدية. يحتاج الخليج دائماً إلى الابتكار في سياساته، وإلى نقض ورفض القيود الشعاراتية، وترجيح البراغماتية أكثر".

خيارات عباس

في "الشرق الأوسط" اللندنية، يتحدث نبيل عمرو، عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي لا يزال  العنوان الوحيد الذي يجري العالم الاتصال معه للحديث في الشأن الفلسطيني.
ويضيف "حتى الإسرائيليون لا يزالون راغبين في الحديث معه، وكذلك الأمريكيون الذين يواصلون توجيه الدعوات له للحوار معهم، بما في ذلك زيارة البيت الأبيض، وكذلك الألمان كممثلين للاتحاد الأوروبي، وأخيراً رونالد لاودر رئيس المؤتمر اليهودي العالمي".
ولكن عباس كما يقول عمرو، أدار "ظهره لماضيه النمطي، وعنوانه مهندس أوسلو، والرجل الذي قال إن بديل المفاوضات هو المفاوضات. لقد تحول في زمن ترامب إلى رجل آخر، وغيّر تموضعه القديم بتموضع جديد، بلغ ذروته حين أدار اجتماع الأمناء العامين بين بيروت، ورام الله".

ويوحي هذا التحول بعد التطورات الكثيرة في المنطقة، بأن  "الرئيس الفلسطيني وجد نفسه أمام عدة خيارات، كل واحد منها أشد مرارة من الآخر، منها أن يظل الحال كما هو، وهنا يكمن خطر الانهيار المتسارع الذي تعاني منه السلطة وأهلها ومجالات عملها"، أو أن يعود "إلى خياراته القديمة، أي إلى التفاوض، سواء كان ترامب أو بايدن في البيت الأبيض(...) أو أن ينحاز إلى أدبيات الفصائل ومطالبها التي تبدو في عديد من جوانبها مستحيلة القبول بالنسبة لعباس، ولهذا ثمن هو بالتأكيد من يعرفه أكثر من غيره، بوصفه العنوان الوحيد الذي يتلقى خلاصات المواقف من أفواه أصحابها.
أي من هذه الخيارات سيذهب إليه الرئيس الفلسطيني، لا أحد يعرف، فحتى الآن هو يمسك بالثلاثة معاً، غير أن هذا لن يدوم إلى أمد بعيد".



شارك برأيك