- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأحد بالعاصمة عدن
- بعد مطاردة في شوارع المدينة.. أمن المكلا يصدرُ بيانًا يوضح فيه ضبط أحد أخطر المطلوبين أمنيًا
- إعادة لوحات دبلوماسية تم بيعها من السفارة اليمنية في القاهرة
- خبير اقتصادي يدعو الحكومة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف معاناة المواطنين
- المجتمع الدولي يرفض تقديم الدعم، وبن مبارك يعود من نيويورك بخُفي حنين
- "جريمة قتل مروعة في عدن: زوجة تدبر مقتل زوجها بتعاون مع صديقتها وبلطجية مقابل 850 ألف ريال
- شراكة المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية .. هل وصلت نهاية الطريق؟
- هل تنجح عقوبات ترامب في كسر تحدي عبد الملك الحوثي؟
- استمراراً لزياراته الميدانية لمرافق الوزارة.. وزير النقل يتفقد أوضاع مؤسسة موانئ البحر العربي
- "بحضور الشقي والحالمي والصلاحي وقيادات أمنية وعسكرية.. انتقالي لحج يؤبّن المناضل محمد أحمد العماد في فعالية كبرى ومميّزة"
صورة الخنجر والشاعر يتقلب من شدة الألم عليه ، ليس بحثا عن الألم بل عن اللذة التي يخلقها الألم ويستمر الصراع بين ماضي الشاعر وحاضره وقد قرر هو العيش "على حد الخنجر" عدم الاستقرار، الوعي يتخطفه واللا وعي بشدة، فيزداد الألم فيقتات الشاعر ذكرياته الماضية من إثر ما يفعله الخنجرية، فتتناثر الذكريات أمامه واهيات مثل بيت العنكبوت.. يتلمس بعدها شقوق قلبه "موطن" الذكريات فإذا به يغفر الطعنة..
واذا القلب على غفرانه كلما غار به النصل عفا
القلب، موطن الذكريات يغفر والخنجر يتوغل فيه والشاعر يبحث عن لذة الألم ولذة الألم هنا كانت عن طريق الخنجر، فلا يملك إلا أن يغفر ويعفو فالموت الذي ربما سيعانيه سيرى معه الماضي/ الحلم الذي بحث عنه، وصورة الغفران والعفو من الشاعر تجاه الموت "الخنجر" بحثا عن الخلاص ، فحاول إلى وعيه بحاضره، فشدته الذكريات في اللا وعي فيسبح معها كصوفي في قمة النشوة من حيث التجلي والتوحد والامتزاج بالذات العليا.
يا غراما كان مني في مدي قدرا كالموت أو في طعمه
1- الغرام في الدم/ الصراح، الماضي، الذكريات.
2- الخنجر يتوغل في قلب الشاعر.
3- الغرام قدر كالموت اوفي طعمه/ الشاعر يتذوق الموت.
4- للموت طعم.
5- يخرج الدم من اثر الخنجر، والغرام يجري فيه/ يمتزج الشاعر بالطلل ويعيش جسده فيه.
الشاعر يتذوق الموت ويموت..
من خلال ما سبق فالشاعر يبحث عن لذة الألم وهو مستوى صوفي إنما "كالموت" لذة الخلاص يجعل الشاعر للموت طعم ربما ليس الموت إنما كالموت" لذة الخلاص من تناقض الجسد والروح الشاعر إذن يعرف الموت يتذوقه جراء آلة حادة "الخنجر" وهي محسوسة .. نتوصل الى التالي:
1- الصرح هوى وصار طللا.
2- الشاعر يريد الامتزاج بهذا الطلل، في الحلم، الماضي.
3- الخنجر يتوغل في قلب الشاعر.
4- الشاعر يتذوق طعم الموت.
5- الشاعر يموت.
النتيجة عودة الشاعر الى صرح الهوى ليدفن جسده فيه، فيصل الى قمة الألم الرومانسي "لذة الألم" فيغيب في اللاوعي تماما.
ما قضينا ساعة في عرسه وقضينا العمر في مآتمه
صورة المتناقضات "ساعة/العمر" تدل على عدم الاستقرار ولا نلحظ هدوء هنا طالما كانت روحه حبيسة جسده، كما نلحظ هنا الجمع بين اشد تناقضين في الوجود الانساني وهما: 1) العرس = الحياة، الحركة، الحيوية، التوالد، الاستمرارية.
2) المآتم = الموت، السكون، التوقف، النهاية.
فالشاعر يبحث عن الخلاص "خلاص الروح من هذا الجسد"، فيلجأ لأن يتقلب على حد الخنجر، ثم يعيش الشاعر لحظات الموت "قدرا كالموت"، ثم يعيش حالة المآتم وقضينا العمر في مآتمه "وقضينا العمر في العمر مآتمه" فهذا منحى صوفي تطبيقا للقاعدة التي تقول :"تعذيب الجسد في سبيل سمو الروح".
لست انساك وقد ناديتني بفم عذب المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي كيد من خلال الموج مدت لغريق
آه يا قبلة اقدامي اذا شكت الاقدام اشواك الطريق
وبريقا يظمأ الساري له اين في عينيك ذياك البريق
وبعد أن عاش الشاعر مرحلة تعذيب الجسد مراحل الموت، بدأت روحه تتحرر من قيد جسده، وبروح الصوفي المتعطشة للبحث عن الجمال المطلق والامتزاج بالحقيقة المطلقة، فها هو ما يفعل الا ان نداء رقيقا دعاه ويد انتشلت روحه من جسده، هي رحلة البحث عن الحقيقة التي ظل ينشدها، فرحلة العمر اشواك الطريقة لكنه حتما سيكمل رحلته تلك لأن فيها النجاة.. لأن في جوهر هذا البحث أساسا، البحث عن الطهارة وحين يصل إلى الطهارة يرى ذلك الجمال المطلق، والحقيقة المطلقة، هذا من جهة ومن جهة أخرى هي رحلة إسراء لروح الشاعر الحالمة التواقة لعوالم أخرى هو يرسم لنا صورة جديدة عن نفسه صورة "العزلة والوحدة"، الرهينة فانعزال الناس مفهوم صوفي، أيضا فنلاحظ الساري الذي يضمأ الى البريق المتوهج في الليل، والليل ظلمة والبريق وضوح ولمعان وحقيقة، وتجلي فهو يضمأ بروحه إلى الحقيقة المتمثلة بالبريقة الهادي له الى عالم الحقيقة المطلقة وهو الساري في ظلمة هذه الحياة التي تكتنفها العقبات "شكت الاقدام أشواك الطريق، ولا سبيل له للخروج من هذه العقبات سوى الوصول إلى ذلك البريق الرامز الى النجاة، والتي لن يحصل عليها إلا حين تصل روحه الى العالم الأكثر جمالا حين صاغها الله بيده لأول مرة بعيدا عن عالم الطين والجسد، فحين ننام تخرج منا الروح فالنوم "موت أصفر" فهي التي تمشي وتحدث الموتى فاللاوعي هو الذي يمتلك الزمام حين ننام قال الله تعالى "والتي لم تتوف في منامها" ولكن الفرق بيننا وبين الشاعر، أن الشاعر أرادها فترة أطول من المعتاد، فكان أن اختار الموت كما مر معنا، واجتاز لكل تلك المراحل فوصل إلى أن يعدم القدرة على المقاومة لأن الإغراء الموجه إليه يصعب عليه مقاومته لاسيما أن فيه امتزاج بالجمال المطلق، فيكون الشاعر هنا صوفي تغيرت فيه مصادر الحواس فتتحول العين من رائية الى رؤيويه يقول:
لست انساك وقد اغريتني بالذرى الشم فأدمنت الطموح
اذا ليس مجرد مغامرة، او هواية بل ادمان للطموح وتقلق وشغف ادى به الى التخلص من جسده.
يتبع