- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأحد بالعاصمة عدن
- بعد مطاردة في شوارع المدينة.. أمن المكلا يصدرُ بيانًا يوضح فيه ضبط أحد أخطر المطلوبين أمنيًا
- إعادة لوحات دبلوماسية تم بيعها من السفارة اليمنية في القاهرة
- خبير اقتصادي يدعو الحكومة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف معاناة المواطنين
- المجتمع الدولي يرفض تقديم الدعم، وبن مبارك يعود من نيويورك بخُفي حنين
- "جريمة قتل مروعة في عدن: زوجة تدبر مقتل زوجها بتعاون مع صديقتها وبلطجية مقابل 850 ألف ريال
- شراكة المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية .. هل وصلت نهاية الطريق؟
- هل تنجح عقوبات ترامب في كسر تحدي عبد الملك الحوثي؟
- استمراراً لزياراته الميدانية لمرافق الوزارة.. وزير النقل يتفقد أوضاع مؤسسة موانئ البحر العربي
- "بحضور الشقي والحالمي والصلاحي وقيادات أمنية وعسكرية.. انتقالي لحج يؤبّن المناضل محمد أحمد العماد في فعالية كبرى ومميّزة"
هذا عنوان كتاب لـ هربرت ماركوز (1898 - 1979) الفيلسوف والمفكر الألماني الأمريكي الذي اشتهر بتنظيره لحركات اليسار الجديد ونقده الحاد للأنظمة القائمة .
ويُعد هذا الكتاب (الإنسان ذو البعد الواحد) الذي صُدر عام 1964م أهم أعمال ماركوز على الإطلاق فقد وجه فيه نقداً مشتركاً للمجتمعات الرأسمالية والشيوعية بحيث أن المجتمعات الصناعية الحديثة خلقت احتياجات وهمية للإنسان ومن خلال أجهزة الإعلام والإعلانات التي توجه جميع الشعوب إلى الثقافة ألاستهلاكية .
هذه الثقافة التي تعمقت أكثر فأكثر في زمننا المعاصر . عندما حصلت على هذا الكتاب لأول مرة لم أفهم منه شيء أو عن ماذا يتحدث .. كان ذلك في عام 1971م عندما كنت ادرس في المرحلة الإعدادية بالشيخ عثمان ، ذهبت ذات مرة إلى خور مكسر لزيارة أقربائي بيت السفير فضل احمد ناصر السلّامي ( استشهد هو وأخوه عبد القادر في حادث طائرة الدبلوماسيين ) لأول مرة بعد أن انتقلوا حديثاً من الشيخ عثمان إلى سكنهم الجديد في خور مكسر .. لفت انتباهي وجود مكتبة صغيرة في غرفة الاستقبال بالطابق الثاني فيها مجموعة كبيرة من الكتب مختلفة الأحجام والعناوين التي تفحصتها واحداً واحدا حينها لفت انتباهي هذا الكتاب بعنوانه المثير والغير مألوف بالنسبة لي فاستأذنت أخت السفير الصغرى التي كانت تدرس ضمن الدفعة الأولى لكلية التربية العليا بعدن بإمكانية استعارة الكتاب فوافقت على أخذ الكتاب لقراءته ، وقبل خروجي وضعت الكتاب داخل كيس ورق كاكي خاص بالروتي حتى لا يلمحه معي أحد البصاصين عندما أركب الباص للعودة إلى الشيخ عثمان ..
كنت فرحاً جداً بالكتاب كونه جديداً وغير مهترئ وشكله يختلف عن الكتب التي كنت اشتريها من (صالح) بائع الكتب القديمة في سوق الشيخ عثمان (الماركِت) .. حاولت اقرأ في الكتاب مرة ومرتين وثلاث فلم أفهم شيء منه فتركته على الرف مع كتبي !
في مرحلة الدراسة الثانوية قدرت أفهم نسبياً بعض الأفكار مثل ما هو المجتمع الصناعي المتقدم والطبقات والصراع الطبقي وسياسة القوى الاجتماعية المسيطرة .. لكن بعد التخرج من الجامعة ودراستي للفلسفة قدرت أقرأ الكتاب بتمعن وفهم كبيرين .. لازلت محتفظ بالكتاب إلى الآن وأنوي تجليده وتسليمه لابن الشهيد الأكبر القاضي السابق فارس والمغترب حالياً في السويد خاصة بعد أن بنى بيتاً لأسرته وينوي الاستقرار في عدن بعد تقاعده من العمل .. الكتاب لا يشكل الآن أهمية أو قيمة فكرية كبيرة بالنسبة للبعض تستدعي كل هذا المشوار والاهتمام ، هذا منطق صحيح !!
لكنني انظر للموضوع من بعد آخر أولا لأنني أحب وأقدر ذلك الرجل النادر ( فضل احمد ناصر السلّامي) وكنت معجب بشخصيته وطريقة كلامه وتعامله مع الناس بتواضع جم وثانياً أنا فخور أنني اشتركت معه في قراءة كتاب من مكتبته مع فارق الزمن وهو نموذج من الكتب التي كان سعادة السفير يقرأها وهي كتب فكرية وسياسية وتنويرية مهمة جدا.
يظل سؤال لدى القارئ هنا حول الإنسان ذو البعد الواحد الذي يقصده هربرت ماركوز ! هو عرفه في نفس الكتاب ذلك بقوله " الإنسان ذو البعد الواحد هو ذاك الذي استغنى عن الحرية بوهم الحرية، إنه ذلك الذي يتوهم أنه حر لأنه يختار بين تشكيلة كبيرة من البضائع والخدمات التي يكفلها المجتمع لتلبية حاجاته، إنه كالعبد الذي يوهب الحرية في اختيار سيده (فهل هو حر؟)" وهذا هو حال الإنسان الآن .