آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:05:51:21
السفير عبدالله ناصر مثنى يكتب عن الفقيد الراحل الدكتور عبد العزيز الدالي
(الأمناء نت / كتب / السفير عبدالله ناصر مثنى :)

رحل الدكتور عبد العزيز الدالي بعد حياه حافلة بلعطاء ارتبط اسمه منذ الستينات في تاريخ النضال الوطني لثورة ١٤ اكتوبر المجيده وقد شغل العديد من المناصب في وزارة الصحه نائب للوزير ثم وزيراً
وسفير في موسكو ووزيراً للخارجيه في مطلع الثمنينات ومن عام تسعين حتى اربعه وتسعين وزيراً لدوله لشؤن الخارجيه وقد عرف خلال هذه الفتره بلوضوح والهدوء الكبير والادب الرفيع والزهد في المال العام والمنصب
، رجل سياسي ودبلوماسي كان البعض من رفاقه يحسدوه على خلقه وتواضعه الرفيع متحدثاً بارع ومحاور متمكن. عرفته عن قرب بحكم ترئسي لدائرة الامن التي تأتي في هيكل الوزاره تحت قيادة الوزير مباشرةً، وقد رافقته في عدد من جولاته العربيه والخليجيه وكانت اول جوله قام بها بعد احداث عدن الداميه في عام ٨٦ الى السعودية والإمارات وعمان والبحرين وقطر والكويت وكنت حاضرً في كل لقائاته مع نضرائه في دول الخليج ومع قادة تلك الدول
ما ادهشني في تلك الرحله حفاوة الاستقبال و الاحترام والتقدير الذي حضي به من الجميع وفي الرياض استقبله المرحوم سعود الفيصل اسفل سلم الطائره واصطحبه بسيارته الخاصه، إلى مقر اقامته
كانت الزياره مهمه بعد احداث داميه شهدتها جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه . اطلع القيادات السعوديه عن طبيعة الاحداث بشفافيه وبصدق وبطريقه سلسه وقد استمعو اليه بكل اهتمام وعند مغادرة الرياض حرص المرحوم سعود الفيصل على ايصاله وتوديعه الى سلم الطائره
وقد كانت وجهته الثانيه بعد الرياض هي ابو ظبي
وفي ابو ظبي استقبل بترحيب كبير وإلتقا الشيخ زايد رحمه الله بمنطقة العين و استمع الشيخ زايد لدكتور الدالي بكل اهتمام الذي اطلعه على ادق التفاصيل التي جرت في عدن واذكر حينها إن الشيخ زايد ساله عن وجهته القادمه
فاخبره الدالي بانه سيكمل زيارته لبقيه دول الخليج
فوجه الشيخ زايد رحمه الله بترتيب طائره خاصه لاستكمال جولته الخليجيه ولاحضة بان القيادات الخليجيه كانو مهتمين للاستماع الى الدكتور الدالي بحكم إطلعه على مجمل التطورات التي حدثة في عدن وفي الكويت استقبله الشيخ صباح وزير الخارجيه حينها عند سلم الطائره واخذ بسيارته الخاصه الى منزله الشخصي وكان مهتم الشيخ صباح إن يعرف الكثير عن ما جرا في جنوبنا الحبيب الدكتور الدالي تحمل صعوبات كبيره أثناء قيادته لوزارة الجارجيه من بعض الصقور في الحزب والدوله الذي كان لا يعجبهم هدوا ورصانة الدكتور الدالي في إدراتة لوزارة الخارجيه والبعثات الدبلومسيه نجح في تخطي كل الصعاب بكل اقتدار، وقد ملا كرسي وزير الخارجيه أثناء فترة عمله كوزير للخارحيه
وأثناء الحوار على دمج وزارتي الخارجيه في الجنوب والشمال عام تسعين واجه الكثير من المعوقات لاكنه تمكن في الاخير من الحصول على النص من البعثات الدبلماسيه في الخارج للجنوب دفع ثمن باهض لوقوفه على عدم التنازل عن بعض البعثات المهمه وعند انتقاله إلى صنعاء كوزير لدوله لاشئون الخارجيه فرض عليه حصار شديد في وزارة الخارجية في صنعاء ولم يسمح له حتى بمقابلة رائيس بعثه عربيه او اجنبيه وإعطية توجيهات صارمه لمدير مكتبه الذي فرض عليه من صنعاء ودائرة المرسيم بعدم تحديد اي مواعيد مع اي سفير او مبعوث كما ان مدير مكتبه هو الاخر لم يسمح لاي سفير جنوبي في مقابلته وتعامل مع هذي الممارسات بكل صبر وكل هدوا الدكتور الدالي نظيف اليد لم تتوسخ يده يوماً بلمال العام او باي مغريات طيلة حياته العمليه والسياسيه
زار بيروت بعد خطاب عفاش الناري في ميدان السبعين في ٢٨ ابريل في العام ٩٤ م وإلتقا رئيس الوزراء رفيق الحريري والرئيس اللبناني إلياس لهراوي واثناء الحديث مع الرئيس لهراوي تسائل الرئيسي عن خطاب الحرب الذي اعلنه صالح في صنعاء وقال هل انتم ذاهبون الى حرب اهليه اذا كانت اليمن ذاهبه الى حرب إهليه فنحن جربنا الحرب الاهليه في لبنان ١٦ عام ونحن في لبنان ذقنا مرارة الحرب وقال له : بلغ الرئيسي صالح انني ادعوه لزيارة لبنان ليرا بعينيه ماذا خلفت الحرب الاهليه، غادر الدكتور الدالي على الخطوط اللبنانيه عائدن الى عدن وانشعلة الحرب وكانت الطائره اللبنانيه قد وصلت إلى فوق ذمار وابلغة من برج المراقبه بان المطار قد اغلق في عدن فعادة ونزلة في جده فنزل الدالي هناك تقطعة به السبل وبقي في المطار ليس لديه من المال ما يكفي لقيمة تذكره الى القاهره لولا بعض الزملاء الجنوبين بادرو في القنصليه في توفير له السكن حتى تمكن من المغادره الى القاهره ومنها عاد الى ابو ظبي وبقي هناك بضيافة الشيخ زايد رحمه الله
هكذا عاش الدكتور الدالي انساناً شريفاً نضيفاً ليس لديه ارصده ماليه لا في الداخل ولا الخارج ارغمته ضروف الحياه بان يفتحه عيادة اسنان في منزله الشخصي عمل بكل اخلاص في تقديم المشوره والرئي السليم لقيادة المجلس الانتقالي في الوصول الى تطلعات شعب الجنوب في عودة دولتهم الوطنيه عاش الدكتور عبد العزيز الدالي شخصاً وطنيً مشبع بلانسانيه والقيم ومخلص لقضية الجنوب العادله
رحمك الله يا ابا هاني واسكنك الله فسيح جناته

القاهره/ ١٨/ سبتمبر



شارك برأيك