آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:01:16:01
سقوط مأرب بيد الحوثي.. هل يسقط القرارات الدولية والمرجعيات الثلاث؟
تقرير خاص لـ"الأمناء" يستقرئ ملامح المرحلة القادمة على ضوء الأحداث السياسية والعسكرية وكلمة المبعوث الأممي
(الأمناء/ صالح لزرق :)

مراقبون: هناك تغيرات عسكرية على الأرض ستفرز واقعا سياسيا مختلفا

"غريفيث" يكشف ملامح السيناريو القادم في اليمن

الأمناء/ صالح لزرق :

قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، إنه سلّم، خلال الأسبوع الماضي، لطرفي الصراع في اليمن أحدث نسخة معدلة من الإعلان المشترك لاتفاق الوقف الشامل لإطلاق النار في اليمن.

وقال غريفيث، في إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن الدولي في جلسته الخاصة باليمن التي عقدت يوم الثلاثاء: "أرسلت للطرفين مسودة محدثة للإعلان المشترك الأسبوع الماضي تعكس توازن تعليقاتهم وتشمل مدخلات من المجتمع المدني والنساء وغيرهم من الأصوات المنادية بالسلام".

وحول مأرب قال غريفيث: "إن الوضع في مأرب يدعو للقلق، لا ينبغي التقليل من شأن الأهمية السياسية لمأرب، إذ سيكون لتحول المسار العسكري في مأرب تداعيات كبيرة على ديناميات النزاع، وإن سقطت مأرب، سيقوّض ذلك آمال انعقاد عملية سياسية شاملة للدخول في مرحلة انتقالية تقوم على الشراكة والتعددية".

وتابع : "في وقت سابق من هذا العام، حذَّرت من أنَّ اليمن على مفترق طرق حرج، وقلت آنذاك إنَّه إمّا يتمّ إسكات البنادق واستئناف العملية السياسية وإمّا ينزلق اليمن بعيدًا عن طريق السلام. وللأسف، يبدو أنّ هذا هو ما يحدث الآن".

وقال: "أرسلت للطرفين مسودة محدثة للإعلان المشترك الأسبوع الماضي تعكس توازن تعليقاتهم وتشمل مدخلات من المجتمع المدني والنساء وغيرهم من الأصوات  المنادية بالسلام. إن مناشدتي للأطراف بسيطة: اختاروا السلام، أنهوا هذا النزاع، اعملوا معنا بشكل عاجل على الإعلان المشترك".

 

ماذا يعني سقوط مأرب ؟

وكشف رئيس تحرير صحيفة المرصد الإخبارية الصحفي حسين حنشي عن المقصود الذي يريد إيصاله المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث خلال إحاطته لمجلس الأمن فيما يتعلق بالعملية السياسية وفشلها مرتبط بما قد يجري في مأرب. 

وقال الحنشي في منشور له على "فيسبوك": "عملية السلام التي يقودها غريفيث المبنية على قرارات مجلس الأمن والمرجعيات الثلاث هي المقصودة".

وأكد الحنشي أن هذا يعني بداية مرحلة جديدة، فيها البحث عن سلام في اليمن مبني على إفرازات الحرب بعد أن تنتهي قوى المرجعيات (ويقصد بذلك حزب الإصلاح المؤثر على الشرعية)، وبهذا ينتهي حضور الإصلاح  على الأرض بعد سقوط مأرب بيد الحوثي وسيصبح بعد ذلك طرفا ضعيفا لا يملك أوراقا على طاولة التسوية ولم يعد بإمكانه أن يعطل أي حل بعد أن يقول له الكل: بأي حق تتحدث أنك تمثل (الشرعية)؟ أي شرعية؟ وأين وزنك وأوراقك؟".

وقال مراقبون إن تحركات الحوثي باتجاه مأرب تؤكد أن هناك حلا شاملا في القريب العاجل، ولهذا يبحث الحوثي عن تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض في مأرب بعد أن حققها في الجوف، وبالتي سيضع شروطه على طاولة أي مفاوضات شاملة، وما تحدث به غريفيث يؤكد أن هناك تغيرات عسكرية على الأرض ستفرز واقعا سياسيا مختلفا عما هو حاصل الآن .

ومن جانبه علق الصحفي اليمني سياف الغرباني على إحاطة المبعوث الأممي، حيث قال: "لا جديد في إحاطة مارتن غريفيث، أمام مجلس الأمن، باستثناء أنه تقشف في الكذب هذه المرة".

 وأضاف الغرباني: "اعترف صراحة، بأن إنجاز حل سياسي أصبح مهمة صعبة الآن، وستكون مهمة مستحيلة إن التهم الحوثي الجزء المتبقي من كعكة مأرب".

مختتما بالقول: "لم يسوّق لـ(إنجازات سحرية)؛ كعادته من أول يوم لمهمته الأممية في اليمن".

ولا يزال الحوثيون يواصلون تقدمهم باتجاه محافظة مأرب من عدة اتجاهات بحثا عن إسقاطها بشكل كامل وفرض سيطرتهم على المحافظة النفطية التي تعتبر آخر معاقل حزب الإصلاح الإخواني شمالا، حيث حاول الحوثي التقدم في أولى مناطق مديرية جبل مراد جنوب محافظة مأرب.

وتحاول مليشيات الحوثي كسر قبائل مراد، كبرى قبائل مأرب، لأن كسرها سيسهل للحوثيين السيطرة على مأرب، إلا أن قبائل مراد كان لها رأي آخر في هذا الهجوم التي شنته مليشيات الحوثي الثلاثاء الماضي، وتمكنت من كسر الهجوم الذي جاء من محورين على مناطق جبل مراد جنوب محافظة مأرب.

مصادر قبلية أكدت أن المليشيا الحوثية حاولت التقدم صوب مديرية جبل مراد من جهة مديرية رحبة بالتزامن من عملية تسلل فاشلة من جهات رحوم بهدف الالتفاف على الخط العام، مضيفة بأن  قبائل مراد كانوا للحوثيين بالمرصاد وتم كسر الهجمات وتكبيدهم خسائر كبيرة في صفوفهم بمشاركة من طيران التحالف العربي بشن عدد من الغارات التي استهدفت تعزيزات للمليشيا أسفرت عن تدمير عدد من الآليات والأطقم ومصرع وجرح من كانوا على متنها.

وتؤكد العديد من المصادر في مأرب لـ"الأمناء" أن هناك مخططا إخوانيا لتسليم المحافظة إلى الحوثيين ليكون بذلك الحوثي قد سيطر على المحافظات الشمالية، وما تبقى في الساحل الغربي وتعز سيعمل إلى جانب الإخوان لإسقاطها ويصبح فيما بعد طرفا وحيدا شمالا .

وتؤكد المصادر أن الإخوان يواصلون نهب المعسكرات في مأرب ونقلها إلى وادي حضرموت ومحافظة شبوة لفرض سيطرتهم في الجنوب، ويكون من الصعب على المجلس الانتقالي والتحالف هزيمة الإخوان في تلك الجبهات في حال أعلنوا بشكل رسمي تحالفهم مع قطر وتركيا، حيث بدأ هذا التحالف يخرج للعلن.

ويرى سياسيون في تصريحات لـ"الأمناء" أن سقوط مركز وقوة ونفوذ الإخوان، وهي مأرب، حتى وإن كان نقل السلاح الثقيل والمتوسط إلى محافظات جنوبية وهي شبوة وحضرموت فذلك لم يجدِ نفعا للإخوان؛ أي أن نهاية القوى التي تمثل هذا المشروع وقيام حل يبنى على القوى الأخرى يعني ذوبانا كليا للإخوان ونهاية مشروعهم في اليمن.



شارك برأيك