آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:01:16:01
تقرير خاص لـ"الأمناء" يكشف عن الدور المستقبلي للمجلس الانتقالي الجنوبي في ضوء المتغيرات الراهنة..
الانتقالي والسعودية.. شراكة مصيرية في الجنوب
(الأمناء / تقرير -  صالح لزرق :)

تحول في سياستها.. كيف تهيئ الرياض لتمكين الانتقالي في الجنوب؟

سفير يمني: هذا ما ستظهره الأحداث المقبلة

كيف أصبحت الشرعية الخطر الحقيقي على الرياض؟

 

الأمناء / تقرير -  صالح لزرق :

يبقى المجلس الانتقالي الرقم الصعب في المعادلة السياسية، ولديه حضور شعبي وعسكري قادر على فرض أمر آخر في المشهد العسكري والسياسي اليمني .

ويعد اتفاق الرياض أبرز المكاسب التي حققها المجلس الانتقالي، فقد استطاع المناورة سياسيا وعسكريا مع خصومه، بالإضافة إلى تعزيز علاقته بالمملكة العربية السعودية، قائدة التحالف العربي في اليمن والراعي والضامن لاتفاق الرياض بين الطرفين.

اجتماع رئيس المجلس الانتقالي بالجالية الجنوبية بالرياض، يوم الجمعة الماضية، بوجود العلم الجنوبي إلى جانب علم المملكة، أثار غضب الإخوان داخل الشرعية وجن جنونهم فتم استهداف الرياض من قبل إعلامهم وأقلامهم على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهموا الرياض بدعم المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب باستعادة دولة الجنوب .

 

الانتقالي والسعودية.. شراكة مصيرية في الجنوب

تبدو العلاقة بين السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي في تحسن، وهناك تفهم سعودي لمظلومية الجنوب، وهو ما أكده عضو هيئة رئاسة المجلس لطفي شطارة بأن العلاقة مع المملكة والإمارات مصيرية وستبقى كذلك.

وقال شطارة في تغريدة له على "تويتر": "‏عندما ذهب وفد الانتقالي إلى الرياض بعد أحداث أغسطس العام الماضي، قلت لعدد من إخواني في المجلس: إذا لم نكسب السعودية سنخسر الإمارات، فهما عينان في رأس التحالف ونحن شركاؤهم الحقيقيون على الأرض في قطع المد الإيراني والمنتصرون للمشروع العربي المشترك".

مراقبون للوضع السياسي أكدوا لـ"الأمناء" أن الرياض تفهمت للوضع في الجنوب ولم تعد نظرتها السابقة نحو الجنوب، وهناك تحول في السياسية السعودية والفضل يعود للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي استطاع إيصال قضية الجنوب إلى مستويات كبيرة.

وقال المراقبون إن الحكومة الشرعية أصبحت جزءًا من المشكلة وليس من الحل، وزوالها يعد انتصار للمشروع العربي القومي وتشكل خطرا حقيقيا على أمن المملكة والإمارات وعلى الجنوبيين بسبب ارتباطها بقوى إقليمية ودولية مناهضة لمشروع المملكة العربية السعودية .

ويعتبر تفاقم الوضع المعيشي والإنساني في مدن اليمن بشكل متسارع يُسابق إيقاع الحرب، التي تضرب البلاد منذُ أكثر من 4 سنوات، أهم أسبابه الحكومة الشرعية التي عجزت طول هذه الفترة من إيجاد حل لكل هذه المشاكل  .

 

تحول في سياسة الرياض

ويقول السفير اليمني السابق د. علي أحمد الديلمي، في مقالة له، إنّ هناك تحوّلا جديدا يؤشّر إلى وجود مسارات جديدة في سياسة المملكة من خلال التعامل مع الواقع الحقيقي الموجود على الأرض.

ويضيف الديلمي: "إنّ الأحداث المستمرة في اليمن والمعارك التي تدور في مأرب ومناطق الجنوب هي إنتاج مستمر لعدم الاستقرار في اليمن ولطبيعة التحالفات السياسية مع السعودية، وهذا بطبيعة الحال يؤسس لوضع جديد ستكون أهم نتائجه:

  • أولاً: الحدّ من مخاوف السعودية من الدور التركي والقطري المتزايد بالتحالف مع الإخوان المسلمين في جعل اليمن، وبالذات مناطق الجنوب وباب المندب، أداة لتهديد أمن واستقرار السعودية.
  • ثانياً: تقسيم اليمن إلى مناطق نفوذ تتحكم فيها كيانات لها سلطة وأذرع مسلحة قريبة من الجيوش قادرة على التحكم والسيطرة والاستقرار.
  • ثالثاً: تتعرض السعودية لضغوط دولية وأممية في سبيل إنهاء الحرب في اليمن، ولعل ما تقوم به السعودية في الوقت الحاضر من تهيئة واضحة في تمكين المجلس الانتقالي من إحكام السيطرة على جنوب اليمن هو تحوّل في سياسة المملكة يعكس التزامها بتحقيق سلام نهائي وشامل وإدراكاً منها بأنّه لا يوجد حل عسكري للصراع.
  • رابعاً: لا يزال الهدف المعلَن الأساسي للسعودية دعم هادي في موقع الرئاسة وتثبيت سيطرته على كامل البلاد، لكن يبدو أنّ المملكة لم تعد تتمسك بشرعية هادي؛ بسبب أنّ هادي وحكومته أصبحت عائقا ومشكلة للرياض أكثر من كونها مصلحة، وتسعى السعودية الآن إلى نشوء دولة في اليمن، موحّدة نوعاً ما، تستوعب الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي في الجنوب وكل المكونات اليمنية المؤثرة من أجل تحقيق السلام والخروج من الحرب من خلال المشاورات المكثّفة مع كل الأطراف القوية والمؤثّرة. كما أنّ استمرار المشاورات السعودية مع الحوثيين تعني أّن السلام سيضع حداً للحرب في وقتٍ باتت فيه التكلفة السياسية والعسكرية والإنسانية للصراع غير قابلة للاستمرار أكثر فأكثر".

 

دبلوماسي يمني: هذا ما سُتظهره الأحداث المقبلة

وقال الديلمي في مقالته إنّ الواقع يقول بأن المملكة لم تعد تتمسك بشرعية هادي بسبب أنّ هادي وحكومته أصبحت عائقًا ومشكلة للرياض ولليمن ككل فقد سيطر عليها الفساد وارتباطها بقطر وتركيا .

ويدرك السعوديون أنّ اليمن اختبار صعب بالنسبة لهم، وما حدث في الرياض مع رئيس المجلس الانتقالي يُظهر أنّ هناك سياسة سعودية تبلورها طبيعة الأحداث، ويبدو أنّ هناك إدراكاً أنّ الحرب في اليمن قد تجلب حالة من عدم الاستقرار في اليمن تصيب آثارها السعودية.

لم تعد أمام الرياض أي خيارات إلا دعم الجنوب والحفاظ عليه بعيدا عن أطماع إيران وتركيا وبقاء الجنوب بيد المجلس الانتقالي يعد انتصارا لها في المنطقة .

واعتبر الديملي التقارب مع الانتقالي يؤكد أن السعوديين أدركوا ذلك الخطر، ومن المتوقع أن ما يحصل هو  بداية للتركيز على الحل السياسي الشامل والحد من تزايد نفوذ بعض القوى التي تناصبها العداء والبدء في إجراء التسوية الشاملة والتعامل بواقعية سياسية.

 

كيف أصبحت الشرعية الخطر الحقيقي على الرياض؟

تبقى الهزائم المتواصلة التي تتلقاها الحكومة الشرعية في مأرب مصدر إزعاج وخطر حقيقي يهدد التحالف العربي، حيث أصبحت الشرعية، التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، تعمل وبشكل واضح لصالح تركيا وقطر، ويبدو أن ما حدث في مأرب تفاهم تركي إيراني لتسليم الشمال لإيران وتوحيد الجهود التركية الإيرانية لإسقاط الجنوب تحت الهيمنة الإخوانية المدعومة من تركيا وقطر .

التحركات الإخوانية في محافظات جنوبية تأتي بتوجيهات من قيادات في الحكومة الشرعية هدفها إسقاط المجلس الانتقالي في الجنوب، الحليف الذي حقق نجاحات ضد الحوثيين والإرهاب وتوسيع نفوذ قطر وتركيا للسيطرة على مضيق باب المندب وبحر العرب والتحكم بالملاحة الدولية .

كل ما تخطط له الشرعية أصبح يشكل  خطرا حقيقيا يهدد المملكة ومشروعها العربي؛ لهذا السبب قد تتخذ الرياض خطوات قوية ضد الشرعية توقف مخططاتها في الجنوب والشمال .



شارك برأيك