آخر تحديث :الخميس 28 اغسطس 2025 - الساعة:16:11:43
إنتصار مريس الكبير .. بداية جديدة لنهاية مليشيات الحوثيين في #الضالع (تقرير)
(الأمناء نت / خاص)

 تتواصل أخبار الإنتصارات البطولية الملحمية تباعا رغم الظروف المحيطة وفارق القوة والعتاد في معركة كسر العظم على وقع الحرب الدائرة بين وحدات القوات الجنوبية المشتركة، وجماعة الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران، بجبهات القتال المشتعلة شمال و غربي الضالع.

* التفاصيل الكاملة للمعركة

بحسب مصدر ميداني في القوات الجنوبية، فان وحدات الأخيرة خاضت غمار معركة شرسة اندلعت صباح اليوم السبت بمسرح العمليات العسكرية شمالي بلدة مريس الإستراتيجية بالضالع.

و طبقا للمصدر فإن المعركة الشرسة بين وحدات القوات الجنوبية المشتركة و عناصر المليشيات أسفرت عن تحرير عددا من المناطق و المواقع العسكرية التي كانت تتحصن فيها المليشيات في الزيلة و القهرة شمالي مريس، على الطريق الدولي الرابط بين عدن و صنعاء.

و أوضح المصدر ان العملية العسكرية استمرت لأكثر من 6 ساعات، و شاركت فيها وحدات عسكرية جنوبية من فرق الإقتحام و التدخل السريع و الدعم الحربي، و بإسناد وحدات الدروع و المدفعية.

و كشف المصدر عن خسائر حوثية جديدة في الأرواح و العتاد العسكري، حيث سقط العشرات من مسلحي الجماعة بين قتيل و جريح و أسير، إضافة إلى تدمير عددا من الأسلحة و غنيمتها من القوات الجنوبية منها أسلحة رشاشة و ذخائر متنوعة.

* مريس الجنوب .. الأهمية و الموقع

مدينة مريس الحرة الباسلة، الواقعة في أقصى الشمال لمحافظة الضالع، و التابعة لمديرية قعطبة الحدودية، مدينة أسطورية كتبت للعالمين تاريخها بدماء خيرة شبابها، و هزمت جحافل مليشيات الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران شر هزيمة، حين سالت هناك أنهار الدماء الإستشهادية التي كتبت بماء الرحيل ملحميات الخلود الأزلي الثابت.

تكمن أهمية جبهة مريس الإستراتيجية و العسكرية، بكونها منطقة جغرافية شديدة التحصين، و تحيط بها سلسلة من الجبال ذات التضاريس الوعرة، و تتواجد فيها معسكرات استراتيجية مثل: معسكر الصدرين، و معسكر الجميمة، وغيرها.

تطل مريس على مديرية قعطبة و الضالع و حجر و الشعيب، فالمسيطر عليها عسكريا سيتحكم بطرق الوصول من و إلى المناطق المذكورة أعلاه.

منذ اندلاع المعارك بجبهات الضالع كانت و لا تزال مريس الجبهة الأم، فالمليشيات الحوثية تستخدم و بنسبة 95 طريق مريس دمت، في نقل التعزيزات و التحركات اليومية، إذ تمر الطرق العسكرية الرئيسية التي تستخدمها المليشيات شمال مريس، و هذا ما أكسبها أهميتها في المعركة.

و تعد جبهة مريس، مركز القيادة و السيطرة و التحكم، من قبل المليشيات في باقي جبهاتها بالضالع، و تعد الشريان الرئيس الذي يغذي كل الجبهات.

و لأهميتها العسكرية فالمليشيات الحوثية تستميت في الدفاع عن جبل ناصة الإستراتيجي، الذي يشرف على طريق الإمداد الذي يغذي جبهات الضالع، و القريب من منطقة سون، مركز قيادة جبهة الضالع من قبل المليشيات.

* جبهة نارية

منذ التصعيدات الحوثية الأخيرة مطلع العام الماضي شهدت جبهات القتال المشتعلة في مريس معارك دامية إثر المحاولات الحوثية المستميتة بالتقدم، و اختراق مواقع الأبطال المرابطين هناك.

تدور فيها المعارك المستمرة التي تشتد وتيرتها يوما بعد آخر في ثلاثة قطاعات عسكرية و هي: قطاع الميمنة المحاذي لمديرية دمت، و قطاع القلب الذي يمر فيه الخط الدولي بين عدن و صنعاء، و قطاع الميسرة الذي يشرف على باب غلق و يطل على بلدة العود شمالي مديرية قعطبة.

في حديثه عن المعارك هناك يقول المقدم نصر جعوال قائد القطاع الخامس حزام أمني، أن المليشيات شنت عددا من العمليات الميدانية و الحملات الإجتياحية التي أرادت من خلالها اجتياح مريس.

و يضيف أيضا: "من خلال تلك المعارك استخدمت المليشيات الحوثية مختلف أنواع الأسلحة منها أسلحة الدروع و المدفعية و راجمات الصواريخ، و قصفت منازل المواطنين، و فجرت الطرق و الجسور، إلا أن ابطال مريس و بإسناد القوات الجنوبية تمكنوا بفضل الله من التصدي لكل الحملات الإجتياحية من قبل المليشيات، التي تحطمت على أسوار مريس كل مخططاتهم.

و يختتم حديثه حيث أوضح: " في هذه الأيام لا تزال المواجهات العسكرية مستمرة بين قواتنا و عناصر المليشيات، في الوقت الذي نؤكد فيه أن مريس ستكون الحصن المنيع أمام كل المخططات الحوثية الفاشلة".

* صمود تاريخي

الوقفة البطولية المشرفة لرجال مريس، منذ لحظات اشتداد المعارك الأولى قبل نحو خمسة أعوام كانت تاريخية و مفصلية بامتياز، حيث منعت من خلالها جحافل المليشيات الإنقلابية من السيطرة على المدينة الباسلة و كتابة تاريخها بأروع الملاحم.

* مقاومة حديدية

منذ المحاولات الحوثية الأخيرة مطلع العام الماضي باجتياح الضالع، شهدت جبهة مريس بقطاعاتها العسكرية الثلاثة أشرس المعارك، و أشدها ضراوة، و تكبدت فيها المليشيات أكبر الخسائر.

قاومت مريس مليشيات الحوثي بمقاومة فولاذية حديدية، و استبسل أبطالها في الدفاع عن بلادهم، و لا تزال مريس حتى اليوم رقم معادلة التصدي و المقاومة الأصعب في الضالع.

عن مقاومة مريس الحديدية ذات يوم رصاصات البنادق تتحدث، مقاومة حديدية أسطورية باسلة، تشكلت بفضل جهود و دعم و تفاني رجال و أبطال مريس الشرفاء، الذين كانوا يبيعون ما يملكون بغية شراء الذخائر و توفير قيمة الأسلحة التي يقاتلون بها جحافل الغزاة.

رغم الإمكانيات الشحيحة و الذاتية، إلا أن مقاومة الأحرار من أبناء مريس ضد جحافل المليشيات الحوثية أثبتت جدارتها و انتصارها المبين ضد الجحافل.

* ربيع مريس

لمريس ربيعا تشكلت براعمه و تفتحت الأزهار فوق قبر كل شهيد، ربيعا تسقي أشجاره أنهار دماء شهداء و جرحى مريس الأبطال، الذين كتبوا في جبين المجد للأجيال و التاريخ روائية بطولية استشهادية خالدة، فهناك لربيع التضحية عناوين عريضة كتبت بالدم و أثبت رجال مريس دفاعهم عن ذلك باستماتة الروح.

مريس الحرة، التي هزمت الحوثي و أتباعه، ليس هذا فحسب، ثمة حديث عن مريس كالختام حين نكتب الوداع، و لحظات الإنتظار المهلكة، و تلك مريس، التي كتب عنها التاريخ مجدا بأبهى صفحاته، لتكون فخر الإبن و ميراث كل الأجيال.

* نهاية الحوثيين الوشيكة

بعد انتصار مريس العظيم صبيحة السبت الثاني و العشرون من آب من العام 2020 للميلاد، أصبحت نهاية الحقبة الحوثية بجبهات حدود محافظة الضالع وشيكة جدا.

فالقوات الجنوبية المشتركة انتقلت نوعيا في مسرح العمليات العسكرية، و هاجمت المليشيات من المحور الذي تستميت في الدفاع عنه، و الذي نشرت فيه أفضل العناصر و القوات و أحدث الأسلحة و الآليات الحربية.

الإنتصار العظيم الذي حققته القوات الجنوبية في مريس سيمهد الطريق للسيطرة على جبل ناصة الإستراتيجي، و قطع الطريق الذي يغذي باقي جبهات الحوثيين شمال و غربي الضالع، و هذا ما يعني تحرير بلدة العود، و بلدة الفاخر، و نقل ميدان المعركة صوب مدينة دمت، و أطراف محافظة إب، و مركز مديرية الحشاء الإستراتيجية، شمال غربي الضالع.

المحرر : محمد مقبل أبو شادي

#معركه_صمود_الجبال

#المركز_الاعلامي_لجبهه_الضالع

(الأحد/ 23 آب 2020 للميلاد)


#
#
#
#
#
#

شارك برأيك