آخر تحديث :الثلاثاء 16 يوليو 2024 - الساعة:12:29:37
صحف عربية: لبنان المعلّق على حبال مشدودة بانتظار "حكومة القرن"
(الامناء/وكالات:)

لم يمرّ على لبنان عهد أسوأ من العهد الحالي بعدما فرض حزب الله المهيمن بسطوة سلاحه على الساحة السياسية ووضع البلاد بالكامل أسيرةَ العواصف المتشابكة في المحيط وتَقاطُعاتها الخطيرة وصراع المصالح الكبرى الذي يُنْذِر اليوم بأن المنطقة بتوازناتها وخرائط نفوذها تهتزّ ويعاد تشكيلها.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان كانت تأكيداً لتفويض أمريكي - دولي لرعاية حل للأزمة اللبنانية وتخفيف نفوذ المهيمنين على البلاد.

لبنان معلَّق على "الحبال المشدودة"

اعتبرت صحيفة "الراي" الكويتية أن المنحى الذي سلَكه الواقع اللبناني منذ زلزال 4 أغسطس (آب)، يشي بأن البلاد باتت بالكامل أسيرةَ العواصف المتشابكة في المحيط وتَقاطعاتها الخطيرة وصراع المصالح الكبرى الذي يُنْذِر بأن المنطقة بتوازناتها وخرائط نفوذها تهتزّ ويعاد تشكيلها.
وتابعت الصحيفة في قراءتها للمشهد اللبناني "من هنا، تعتبر أوساط واسعة الاطلاع أنه لم يعد ممكناً قراءة الهبّة الدولية في اتجاه بيروت من خارج مسرح العمليات الإقليمي - الدولي المحتدم، لجهة تخفيف قبضة حزب الله ومن خلفه إيران على لبنان وتموضعه الاستراتيجي عبر حكومة مستقلة أو محايدة ينطلق معها قطار الإصلاحات والإمساك بالحدود البرية والبحرية. ولجهة الكباش الذي يتمدّد كبقعة الزيت في المتوسط حول النفط والغاز والذي وجدت بيروت نفسها تتلقى تشظياته قبل أيام مع التقاصف التركي - الفرنسي".

حكومة القرن

من جهته، رأى طارق ترشيشي في صحيفة الجمهورية اللبنانية أنه لا يمكن فهم اتصالات الرئيس الفرنسي غداة زيارته الأخيرة لبيروت ودعوته مباشرة أو مداورة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلّا تأكيداً لتفويض أمريكي ـ دولي له لرعاية حل للأزمة اللبنانية، وذلك بعدما تبيّن أنّ الضغوط الدولية التي مورِسَت على لبنان لتقويض نفوذ "بعض القوى السياسية المؤثرة فيه" أثبتت عدم جدواها، وأوصَلت البلد إلى حافة الانهيار الذي يطيح بمصالح الضاغطين والمضغوطين في آن معاً، وبالتالي خسارة الجميع.
وأشار تقرير الصحيفة أن الأوساط السياسية تدفع إلى التفاؤل بولادة حكومة جديدة ربما خلال أسابيع قليلة، يمكن أن تكون "حكومة أقطاب" مصغرة أو متوسطة الحجم لا يتعدى عدد أعضائها الـ10 إلى 16 وزيراً حداً أقصى.

الولاية الكارثية لعون

ورأى صلاح تقي الدين في صحيفة العرب اللندنية أنه لم يمرّ على لبنان الذي سيحتفل بالذكرى المئوية لإعلانه في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل، عهد أسوأ من العهد الذي بدأ في أكتوبر (تشرين الأول) 2016 بعدما فرض حزب الله المهيمن بسطوة سلاحه على الساحة السياسية قائد الجيش وجنرال "الحروب الخاسرة" السابق ميشال عون رئيساً عقب فراغ دام لسنتين ونيف منذ نهاية ولاية العماد ميشال سليمان في 24 مايو (أيار) 2014.
ولفت الكاتب إلى أن اللبنانيين يعدّون الأيام لنهاية هذه الولاية الكارثية التي لم يشهدوا مثلها في تاريخهم، واضعين كل آمالهم اليوم في أن تصدق نوايا الدول العربية والعالمية في مساعدة لبنان على الخلاص من أزماته المتعددة وأولها عهد ميشال عون وصهره جبران باسيل.

لبنان الذي يموت

أما في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أكد حازم صاغية أنه بات من الصعب تصوّر حلّ تنتجه التصوّرات التقليديّة، ناهيك بالقوى التقليديّة، فيما لا تَلوح في الأفق قوى بديلة تمثّل كتلاً وازنة عابرة للجماعات والطوائف. أمّا قدرة العالم على الإنجاد فتبقى محدودة وموضوعاً للتساؤل لأسباب عدّة بعضها يطال لبنان وبعضها يطال العالم: حجم المساعدة الهيولي المطلوب في ظلّ أزمة اقتصاديّة عالميّة، وحال التنافر اللبنانيّ، والفساد والتردّد في الإصلاح، وسلاح حزب الله، والتضارب في مواقف الدول الإقليميّة والدوليّة المؤثّرة. وهذا كلّه قبل إجراء تحقيق واتّضاح نتائجه مما قد يودي نهائيّاً بالسلم الأهلي الظاهريّ.

ويرى الكاتب أن البلد الذي يموت لا يعود مجرّد بلد، بل يغدو رمزاً لعقل وعلاقة أهملناهما وأسأنا معاملتهما بحيث غادرا أرضنا. بالمعنى هذا يموت لبنان شابّاً سوف يخسر أهله وتخسر المنطقة الكثير من جرّاء موته. سوف يخسرون صورة للمستقبل ومشروعاً للمحاكاة وطريقاً محتملاً إلى الحداثة. هذا ما يجيز إدراج الكارثة البيروتيّة الراهنة – الأخيرة في إطار الكوارث الكبرى التي تعرّض لها عرب المشرق: نكبة 1948 في فلسطين، وهزيمة 1967 العربيّة، وقيام الأنظمة العسكريّة والأمنيّة، وثورة إيران الخمينيّة... وعلى هذا الدرب سائرون.


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك