آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:00:43:00
صحف عربية: أردوغان يواجه مصيره في ليبيا بعد عجز الإخوان
(الامناء/وكالات:)

يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إدارة لعبة جديدة لاختراق المشهد السياسي الليبي بعد عجز تنظيم الإخوان الإرهابي من استقطاب الشارع، فيما يجد نفسه أمام تحديات سياسية داخلية وإقليمية بسبب القرارات التي اتخذها وأدت إلى موجة استياء عالمي.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، أشارت مصادر إلى وجود صفقة لإعادة استئناف إنتاج النفط الليبي مقابل خروج تركيا، بينما تشن الحكومة التركية حملة انتقادات على دول غربية وعربية معتبرة أنها تقف وراء دعاية لتشويه صورة أردوغان.
لعبة أردوغان الجديدة
ذكرت صحيفة البيان الإماراتية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقف وراء تأسيس تيار سياسي جديد، يحمل اسم "يا بلادي"، بقيادة نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، والمعروف بأنه كان وراء دعم الميليشيات المسلحة في الفترة 2013 و2014.
وعلمت الصحيفة أن النظام التركي قرر تشكيل التيار السياسي الجديد، في محاولة لاختراق الساحة السياسية، وخاصة في منطقتي الشرق والجنوب الخاضعتين لسيطرة الجيش الوطني الليبي خلال أي انتخابات منتظرة، سواء كانت برلمانية أو رئاسية، واستعداداً للاستفتاء المرتقب حول مشروع الدستور، حيث يسعى الى استقطاب عناصر متطرفة لمواصلة مساعيه الرامية الى تفتيت ليبيا.
وقالت مصادر من داخل العاصمة طرابلس: إن "الأتراك يدركون جيداً أن جماعة الإخوان منبوذة شعبياً، ومرفوضة سياسياً، لذلك اتجهوا للدفع بأبو سهمين لتشكيل تيار سياسي جديد، يتكون في مستوى القيادة من بقايا الجماعة المقاتلة، وبعض القيادات الإخوانية المنشقة عن حزب العدالة والبناء، ومن أمراء الحرب وفلول الجماعات المتشددة الفارة من المنطقة الشرقية".
وأضافت أن "الجانب التركي يعول على أن يجد أبو سهمين دعماً من الأقلية الأمازيغية التي ينتمي إليها، ومن الأقليات الأخرى وكذلك من بعض القوى الفيديرالية، وأنصار الملكية في شرقي البلاد".
كما أشارت المصادر إلى أن المخابرات التركية، تعمل منذ فترة على استقطاب عدد من رموز النظام السابق، ودمجهم في مشروع سياسي مناوئ للجيش الوطني، للاستفادة من تأثيرهم القبلي والاجتماعي، وأن عدة اجتماعات عقدت لهذا الغرض في تركيا وإيطاليا وسويسرا، تحت غطاء منظمات للمجتمع المدني، بهدف إقناع الأزلام بالالتحاق بتيار أبو سهمين المشروع السياسي.
أجندة أردوغان
ومن جانبها، أشارت صحيفة العرب اللندنية إلى أن أردوغان يبدو الآن عاجزاً عن تبرير سلسلة من الأخطاء والترويج لأفكار مثيرة للرفض، بعضها مستفز تاريخياً مثل إحياء الدولة العثمانية وتقمّص دور السلطان، والآخر يعبّر عن مشروع سياسي لتوظيف ورقة الإخوان المسلمين إقليمياً.
ويقول مراقبون إن "تركيا تضع نفسها الآن في موقع صعب، فقد قفزت على مفهوم الدولة الوطنية الحديثة التي بناها أتاتورك، وعادت إلى الدولة الدينية العثمانية التي تستهين بالقيم والحقوق المعترف بها دولياً"، متسائلين أيّ دعاية سوداء أقوى من هذه؟.
وأشاروا إلى أن سياسات أردوغان كانت تهدف إلى العودة بتركيا إلى ما قبل الدولة الوطنية، وأن توظيف الدين في الصراعات السياسية الدولية هدف استراتيجي في ثقافة الرئيس التركي، سواء تبرّأ من علاقته بالجماعات الإسلامية المتطرفة مثل الإخوان أو لم يتبرأ.
وتوقّع مراقبون أن تُقبِل تركيا على موجة أوسع من العداء لها، طالما استمرت في أجندة التوسع العسكري ومحاولة استنساخ الماضي العثماني في احتلال جديد.
النفط مقابل خروج تركيا
وكشفت مصادر ليبية مطلعة النقاب لصحيفة الشرق الأوسط، عن ملامح صفقة تتبلور حالياً يتم بموجبها رسمياً إعادة استئناف إنتاج النفط في ليبيا، مقابل خروج تركيا من المشهد العسكري.
وذكرت أن حفتر وما يعرف باسم "حراك المدن والقبائل الليبية للحفاظ على الموارد النفطية"، وضعت 4 شروط في رسالة وجهت إلى رئيسة بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز.
وتضمنت الشروط إخراج الإرهابيين الذين جلبتهم تركيا، وإلغاء الاتفاق الذي أبرمته مع حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج بشأن تدخلها العسكري في ليبيا، بالإضافة إلى إقالة رئيسي المصرف المركزي ومؤسسة النفط، المواليين لحكومة السراج.
كما نصت على تحويل إيرادات ليبيا من النفط إلى فرع المصرف المركزي في مدينة البيضاء التابع للحكومة المؤقتة، وذلك تحت إشراف البعثة الأممية، التي يفترض أنها ستتعهد بتحقيق هذه المطالب خلال 90 يوماً من بدء استئناف إنتاج وتصدير النفط.
وقالت المصادر إن "حفتر وأعضاء الحراك اتفقوا على ضرورة فتح النفط حفاظاً على مدنية الدولة والمسار الديمقراطي، خلال اجتماع عقد في التاسع من الشهر الماضي"، لافتة إلى تأكيد حفتر على ضرورة الوقوف مع البعثة الأممية، باعتبارها الجهة الوحيدة التي تستطيع متابعة تنفيذ المطالب السابقة، بالإضافة إلى حرصه على تدريب شركة النفط العالمية للكوادر الليبية.
وأضافت مصادر ليبية مقربة من رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح أن "جانباً من المحادثات التي أجراها مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي، تشمل رفع العقوبات المفروضة عليه"، مشيرة إلى أن صالح كان لديه أمس جدول مزدحم بالاجتماعات مع مسؤولين أوروبيين، بالإضافة إلى وفد فرنسي.
خلافة هوجاء
وبدوره، قال الكاتب الصحافي عبده خال في مقال له بصحيفة عكاظ السعودية إن "أردوغان الآن في جلباب واسع استطال فيه حلم الخلافة، وتم النفث في عقيدته بأنه الفاتح الثاني والمجدد الموعود، ولأن القسطنطينية قد تم فتحها وذهب الأجر لمحمد الفاتح، فأردوغان لم يجد له من مآثر يمكن له الاستناد عليها سوى حلم الإخوان المسلمين بتنصيبه كخليفة منتظر، وحمسوه بالبخور و"دق الطار" مطلقين له العنان لكي يزمجر في الأرض قبل المناداة للبيعة".
وأوضح أن أردوغان أراد استغلال الظرف التاريخي لكي يواصل هزائمه على حساب مقدرات بلاده، وعلى حساب الدول العربية التي انطلق في أراضيها مزمجراً عله يظفر بشيء من الحلم الكاذب.
كما لفت إلى أن أردوغان يواصل محاولاته العديدة ليظل حلم الخلافة حياً في باله وبال مناصريه، من خلال استمالة العاطفة الدينية لدى الشعوب الإسلامية ولكي يغطي على جرائمه بشأن التدخل في الشؤون السيادية للدول العربية، فضلاً عن سعيه لتقويض أمنها بتواجده في العراق وسوريا وليبيا.
واختتم الكاتب مقاله قائلاً "أردوغان لن يستطيع الدخول إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، ولن يصبح أمير المؤمنين، فالظرف التاريخي والدولي لن يمكنه من فعل أي شيء سوى أن يظل ورقة في أيدي فريق اللعبة من الدول الكبيرة التي تغض الطرف عنه، لكي يحقق لها أهدافها من خلال رعونته الهوجاء".
 



شارك برأيك