آخر تحديث :الاحد 12 مايو 2024 - الساعة:16:46:30
سيناريو التخلص من تعز
(الامناء/ كتب: اللواء/ محمد صفوت )


خرجت تعز كأول محافظة تواجه الإنقلاب وشكلت مقاومة شعبية وشكلت مجلساً عسكرياً ومجلساً لقيادة المقاومة ، في حين تلكأت العاصمة اليمنية صنعاء وبقية محافظات الشمالية التي كانت تعتبر المخزون الكبير للسلاح والقبائل ومراكز النفوذ بالدولة،،

ظهرت تعز كعاصمة للمقاومة الشعبية ولمع نجمها وخاصة أن الإنقلاب النازي سخر وحشد لمحاصرتها وقتالها مالايتوقعه العقل من معدات وأسلحة عسكرية ثقيلة ونوعية وحشد لها عشرات الآلاف من المقاتلين من أبناء القبائل ،،
ومع هذا ..
صمدت تعز المدنية المسالمة رغم القصف الوحشي والقتل الإرهابي والحقد الأسود وقاومت بشبابها ورجالها ونسائها ورغم انعدام التسليح والإمكانيات إلا من الإرادة التي هزمت القوة والحقد والإرهاب ،،

أغاظ ذلك الصمود الاسطوري والظهور البطولي لتعز مراكز القوى في إقليم آزال أو مايعرف عند اليمنيين بـ”الهضبة“ ، وهنا بدأ التخطيط لسيناريو تعز التدميري والذي تم الإعداد له وفق خطط ومراحل تكلف بتنفيذها حزب الإصلاح الإخواني في تعز وكانت كالتالي : 

1- اعتبار تعز قطاع منفصل ؛ وهذا يلحقه قطع الدعم والإمداد العسكري لها وتركها تواجه مصيرها بمفردها وهذا بحسب ماصرح به للتلفزيون محمد المقدشي رئيس الأركان يومها ، لولا أن التحالف وعبر غاراته الجوية التي زادت عن 8000 غارة على مواقع الإنقلاب والتي دمرت 90% من أسلحة الإنقلاب وقتلت الآلاف من عناصره ، كما وأن التحالف وعبر الإنزال الجوي للأسلحة ساهم في رفد المقاومين ولوبشكل بسيط ،،

2- إفراغ المقاومين من تعز وسحبهم إلى جبهات أخرى في نهم والجوف وصعدة وهذا سيسهل على المليشيات الإنقلابية إعادة واسقاط ماتم تحريره في تعز والسيطرة الكلية على المحافظة ؛ وقد تم هذا من خلال قيادات في الشرعية من أمثال علي محسن الأحمر وسلطان العرادة ومحمد المقدشي وعبر مندوبين لهم في مأرب حيث كانت تلك القيادات تغري المقاومين في تعز بدفع راتب لكل مقاوم يصل إلى مأرب مبلغاً وقدره ثلاثة آلاف ريال سعودي مستغلة أن المقاومين في تعز كانوا يقاومون بدون أثر مالي ، وسحبوا بهذه الخطة القذرة أكثر من نصف المقاومين ،،

3- استخدام المحاصصة الحزبية للتعيينات في تعز ؛ وقد نفذ ذلك المحافظ الأسبق علي المعمري وكان الهدف منه إدخال تعز بالمماحكات الحزبية وتشتيت قوتها وجعلها كيانات سياسية متصارعة ، والسيطرة على القرار بالتخلص من أي محافظ يعمل لتعز ويكون عائقاً أمام تنفيذ المخطط ولهذا جاء تعيين الدكتور أمين محمود محافظاً لتعز خلفاً للمعمري وهذا أربك المشهد حيث رفض الدكتور أمين استكمال المخطط ووقف مع تعز وعمل على تحرير ماتبقى منها وهنا صدرت الأوامر لمليشيات الإخوان بالتحرك ضده والقيام بحملات إعلامية وعسكرية لحرقه وعندما عجزت حملاتهم استخدم علي محسن سلطته وأشار لهادي بإقالته وتعيين نبيل شمسان بدلاً عنه ليكمل باقي المخطط  ،،

4- الجانب العسكري :
التخلص من القيادات العسكرية والألوية والفصائل التي شهد لها الجميع بالإخلاص والنضال والتحرير ؛ وذلك لهدف إضعاف الجبهة العسكرية بعد إضعاف الجبهة السياسية وجعل الصراع العسكري والسلاح يتوجه نحو شركاء العمل المقاوم بدلاً عن توجيهه نحو الإنقلاب ، وهنا بدأ الصراع العسكري وحرف مسار الحرب والمعركة وتولى حزب الإصلاح الإخواني ذلك من خلال قيادته التي سيطرت على الجيش الوطني بوزارة الدفاع بمأرب والتي عينت عناصرها لقيادة الجيش بتعز ، حيث نفذ حزب الإصلاح بتعز التوجيهات الصادرة من علي محسن وقيادات حزبه العليا ووجه المعركة نحو كتائب أبي العباس واللواء 35 مدرع والتي انتهت بإخراج الكتائب من تعز واغتيال الشهيد القائد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع وسبق ذلك اغتيال الشهيد القائد رضوان العديني قائد لواء العصبة ولحق بعدهما الشيخ أبي الصدوق وغيره من المخلصين ، والعمل على تفتيت الكتائب واللواء 35 مدرع ومن لايقدم الولاء للمرشد الإخواني ،،

5- تحويل مدينة تعز لنظام الغاب ؛ حيث تتشكل عصابات مسلحة ينتمون للجيش الوطني والأمن يسيطرون على حياة المواطنين وتنتشر البلطجة والجريمة والإنفلات الأمني ويكثر القتل والنهب والسلب بدون رادع ويقابل ذلك صمت متعمد من السلطة المحلية والأمنية وهذا سيولد السخط عند الحاضنة السعبية التي كانت لها الفضل بعد الله بصمود تعز ومقاومتها وسيقضي عليها ، ليسهل بعد انهيار الحاضنة الشعبة استهداف المقاتلين بالجبهات دون أن يكون لهم حاضنة شعبية مساندة ،،

6- الإنتقال إلى الجانب السياسي :
بعد التخلص من المخلصين في الجانب العسكري وإنهاء الحاضنة الشعبية يتم الإنتقال لاستهداف الشخصيات السياسية الكبيرة في هرم السلطة والتي تنتمي إلى تعز وذلك عبر حملات إعلامية مخططة ومنظمة والهدف منها حرق تلك الرموز وإنهاءها سياسياً واجتماعياً لضمان بقاء تعز تحت وصاية المركز في الهضبة وعدم خروجها من بيت الطاعة وعدم منازعتها الحكم لمراكز النفوذ في مايسمى بالهضبة ،، 

6- سياسة الأرض المحروقة :
استخدمت الخطة الإخوانية سياسة الأرض المحروقة ضد المناطق التي تشكل الخطر الأكبر على الجماعة ومخطط قوى مراكز النفوذ فبدأت مليشيات الإخوان بحرق المدينة القديمة ومواجهة الكتائب وإخراجها من المدينة لضمان الإبقاء على الخلفية آمنة أثناء الإنطلاق لغزو الحجرية مركز التنوير والثقافة وصناعة القادة والقيادة في تعز والتي تشكل الكابوس المؤرق لمراكز النفوذ بالهضبة ومازالت الأحداث جارية لحرق الحجرية حتى اللحظة ،،
#الكاشف_للأخبار



شارك برأيك