صدر أخيراً عن دار «ورق» للنشر رواية «روائح المدينة» للروائي التونسي حسين الواد ،في عمل يتتبع روائح مدينته ، من خلال التحولات التي دخلت على المدينة وأفقدتها روحها الحقيقية، وروائحها القديمة جاعلة منها مدينة مفرغة بلا روائح ، وبلا روح .

وتعتبر الرواية معالجة فنية لاستشراء ظاهرة الفساد وآليات تكوّن الرأي العام، كرست الفساد والتخلف وفق ما أدخلته على المدينة من تحولات ألحقت بالحياة اليومية الكثير من الخراب. وتحمل الرواية إسقاطات على عالمنا العربي وبعض حالات الفساد ، فحين تفوح روائح أخرى تبدو خافتة في البداية ، لكنها سرعان ما تزكم الأنوف .

 ووضع الكاتب إصبعه من خلال «شخصية المؤرخ الحزين» ، على موضع الوجع «عائلة صالح قاسم المتنفذة وفساد أولاده» ، موحياً من خلال السخرية القاتمة أحياناً بأن «الوعي» وحده المخلص ، وأن السلطة التي تحاول أن تزج المدينة في أشكال حضارية هشة وكاذبة ، إنما تضع هذه المدينة أمام أقبح احتمالات التردي.