آخر تحديث :الاحد 26 يناير 2025 - الساعة:23:53:22
محمد سعيد مسواط – إدريس حنبلة 2-2 .. صخرتان في مدماك الحركة النقابية العدنية
()

ثانيا: المناضل إدريس احمد حنبلة:

النشأة والمراحل العلمية:

من مواليد مدينة الشيخ عثمان عام 1922م، وتتلمذ في طفولته على يد الشيخ المرحوم أحمد  العبادي والشيخ عبدالمجيد الأصنج، في سلك التدريس في المدارس الأهلية منذ عام 1948م- 1965م، وفي المدارس الحكومية والثانوية منذ عام 1966م، وحتى وفاته وكان يدرس مادة اللغة الانكليزية، كان جريئا وشجاعا ومرهفا وحساسا و ذو شخصية متوازنة في علاقاته الخاصة والعامة".

نشاطه النقابي والسياسي:

ساهم إدريس في تأسيس المؤتمر العمالي في 3 مارس 1956م حيث انتخب أمينا عاما مساعدا وعضو مجلس المندوبين خلال الأعوام 1956 – 1965 وكان عضوا وأمينا وسكرتيرا للنقابات التالية: جمعية الصباغين وجمعية عمال سلطة ضواحي الشيخ عثمان وجمعية الدراجات وجمعية الملح والنقابة العامة للصناعات المنوعة ونقابة الباصات ونقابة عمال الملح ونقابة موظفي وعمال شركة قهوجي دنشو ونقابة المعدن والمرمر واتحاد عمال التعبئة وعمال شركة المملاح وجمعية الموظفين العدنية ونقابة موردي القات خلال الأعوام 1946 – 1962م، وفي الجانب السياسي ساهم إدريس – رحمه الله – في تأسيس الجبهة الوطنية المتحدة وهي إحدى المنظمات الوطنية وكان مساعدا للقائم بأعمال الأمانة العامة، ومؤتمر الهيئات الشعبية في مدينة الشيخ عثمان كسكرتير وترأس لجنة المطالب الشعبية وسكرتير لجمعية الشباب المسلمين وسكرتير نادي الشباب اللحجي، وذلك خلال الاعوام 1948 – 1958م، شارك في مظاهرات واضراب أغسطس 1958 ضد هجرة الأجانب إلى عدن ومواجهة الغلاء والبطالة واعتقل وحكم عليه بالسجن لـ 3 أعوام، وانتقد زيارة الملكة اليزابيت إلى عدن واحتجز في إحدى المستشفيات خلال فترة بقائها في عدن، وشارك في الزحف الشعبي في 24 سبتمبر 1962م، على المجلس التشريعي وبلغ عدد المرات التي سجن فيها في شرطتي الشيخ عثمان وخورمكسر ومعتقل راس مربط 6 مرات كان أطولها سجنه لـ 3 سنوات لقيادته انتفاضة شعبية وسقط فيها 16 شهيد، واحتجازه لمدة شهرين بحجة اتهامه في موضوع قنبلة المطار وتوقيفه في مطار مكيراس ومنعه من زيارة البيضاء لمقابلة لجنة تصفية الاستعمار، اعتزل العمل النقابي والسياسي في عام 1965م.

نشاطه الأدبي والثقافي والفني والرياضي والخيري:

ساهم الشاعر إدريس حنبلة في حلقة الملاح وهي حلقة أدبية كعضو فيها خلال الأعوام 1948 – 1958م، وكانت لديه 378 قصيدة وكانت غالبيتها للمطالبة بالاستقلال والمطالبة بتعميم اللغة العربية كلفة رسمية في المكاتبات وتحسين ظروف العمال المعيشية، وعاصر كلا من الشعراء: محمد عبده غانم وعلي محمد لقمان ومحمد سعيد جرادة ولطفي جعفر امان وعبده سعيد صوفي واحمد حامد جوهري وعبدالرحيم الاهدل وكان أمينا عاما لنادي الشباب الثقافي في عامي 1947 – 1948 وترك مكتبة غنية تحمل وثائق تاريخية وسياسية، وقام بإنشاء مركزا للمعلومات لكي يستفيد منها الباحثون، واختير أمينا عاما لجمعية مؤلفي الأغاني في عام 1957م، وأمينا عاما لجمعية المؤلفين والملحنين في عام 1962م، وعضوا في فرقة الفنان الموسيقار المرحوم احمد قاسم في عامي 1957-1958م، وعضو هيئة شلة أنصار الموسيقار بيتهوفن خلال الأعوام 1962-1965م، وشارك في تأسيس وعضوية نادي الشبيبة المتحدة (الواي)، والاتحاد الرياضي الأول والثاني والثالث، وكان ممثل لأندية الشيخ عثمان في الجمعية الرياضية العدنية، واللجنة الثلاثية لاتحاد أندية الشيخ عثمان، والمؤتمر الرياضي العام، وذلك للفترة من 1962-1966م.

وساهم المرحوم إدريس بتأسيس كلا من جمعية أولاد الفقراء وجمعية مناصرة الطالب والفرقة الكشفية العدنية الأولى وجمعية نوادي الأحداث وممثل أباء وأوصياء الطلبة في المدارس الحكومية، وذلك خلال الفترة من 1945- 1957م، ولم يعرف إدريس في حياته أو في تجربته الإبداعية أي شكل من اشكال التعصب الديني أو التزمت السياسي.

تحصل على عدة ميداليات وشهادات تقديرية منها ميدالية المعلم النموذجي في عيد العلم ووسام الإخلاص ووسام الأدب والفنون خرج من حياته العملية السياسية فقيرا ومعدما عانى الفقر والعوز والحاجة وعلى الرغم من عمله كمدرس ومات في عام 1991م، على فراش المرض في أحد عنابر مستشفى الجمهورية بعد اصابته بجلطة في القلب ولم توفر له دولة الوحدة منحة للعلاج في الخارج على الرغم من مناشدات الكثيرين.

(أ.د.أحمد علي الهمداني – الأعمال الكاملة ج (2) - 2000م دار جامعة عدن للطباعة والنشر ) (أ.د. أحمد علي الهمداني – 2002م، إدريس حنبلة الشاعر والمناضل من الثورة إلى الذات – دار جامعة عدن للطباعة والنشر).

 

 

 

 




شارك برأيك